1026903   عدد الزوار
Loading...
me@arsaad.com
 |   |   |   |   |   | 
 
  ***  اغتيـال بحيرة: دماء علـى ميـاه "المـنزلة"..التحقيق الفائز بجائزة التفوق الصحفي ج:1   ***  مغامـرة صحفيــة في أنفاق غزة   ***  الحُلم الإسلامي في "إيمانيات الدولة من وحي الثورة"   ***  حاجتنا إلى آداب سورة "الآداب"   ***  جريمة خلف المحكمة الدستورية‏   ***  عندما تذوب المسئولية
 
مقال اليوم
التوازن "الصحي" في حياة الرسول
20/02/2022

بقلم: عبدالرحمن سعد*

جانب متفرد من حياة الرسول، صلى الله عليه وسلم، هو التوازن في الجانب الصحي، جسَّد فيه، عليه الصلاة والسلام، القدوة للبشرية، بتطبيقه سائر التدابير والعادات الصحية السليمة، التي تضمن للمرء، أيًا كان معتقده الديني، أفضل سبيل لحياة صحية مثالية قائمة على الاعتدال، وعدم التكلف، وحسن توظيف نعم الله عليه من جهاز مناعي، ودم نظيف، وعظام متينة، وهيكل جسدي لا مثيل له. إرثً حضاري هائل تركه الرسول، صلى الله عليه وسلم، بعادات صحية رشيدة كان يحرص على إتباعها باعتبارها نمطًا حياتيًا معتدلًا له. وقد أثبت العلم الحديث جدارتها بالتطبيق، ونفعها للبشر، مما يحول بينهم وبين الوقوع في براثن الأمراض المهلكة، و"الفيروسات" الفتاكة، متضمنًا كيفية التعامل مع الطعام والشراب، والامتناع عنهما (الصوم)، وتجويد النوم واليقظة، ومواجهة أي مرض، وسبل الوقاية منه، مما تشتد حاجة البشرية إليه، في كل عصر، ومصر. القوة الصحية لها الأولوية: البدايةً من "القوة" التي أمر الإسلام أتباعه بالأخذ بها، ففي الحديث عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ".(رواه مسلم). واتفق العلماء على أن القوة المقصودة هنا تشمل سائر وجوهها: قلبية وبدنية وإيمانية ونفسية.. إلخ. من هذا المنطلق رأينا تشديد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على أهمية الصحة، باعتبارها الركيزة الأساسة للقوة، وكونها نعمًة ثمينة لا يشكرها كثير من الناس. ففي الحديث عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مَغبون فيهما كثيرٌ من الناس؛ الصحة، والفراغ". (رواه البخاري). و"مغبون" من الغبن، وهو النقص والخسارة. ما الحل؟ نصح رسول الله، صلى الله عليه وسلم، باغتنام خمس قبل خمس، منها: "صِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ". فعن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: "قَالَ رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: "اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ". (صححه الألباني في "صحيح الجامع"، و"صحيح الترغيب والترهيب"). وعن ابن عمر، رضي اللَّه عنهما، قَالَ: أَخَذ رسولُ اللَّه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي، فقال: "كُنْ في الدُّنْيا كأَنَّكَ غريبٌ، أَوْ عَابِرُ سبيلٍ". وَكَانَ ابنُ عمرَ يقول: "إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّباحَ، وإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَساءَ، وخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لمَرَضِكَ، ومِنْ حياتِك لِمَوتِكَ". (رواه البخاري). قال الحافظ ابن حجر: "قوله خذ من صحتك.. إلخ".. أي: اعمل ما تلقى نفعه بعد موتك، وبادر أيام صحتك بالعمل الصالح؛ فإن المرض قد يطرأ فيمتنع من العمل فيخشى على من فرط في ذلك أن يصل إلى المعاد بغير زاد". (فتح الباري: 11/ 235). هذا على الرغم من أن المرء مسئول عن "جسمِهِ فيمَ أبلاهُ"؛ فعن أبي برزة الأسلمي، رضي الله عنه، قال قَالَ رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،: "لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ: عن عُمرِهِ فيمَ أفناهُ؟ وعن علمِهِ ماذا عمِلَ بهِ؟ وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسبَهُ، وفيمَ أنفقَهُ؟ وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ؟". (صححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"). الهدي النبوي في تناول الطعام: وضع الرسول، صلى الله عليه وسلم، قواعد صحية تقي أمته من أمراض الطعام والشراب، تقوم على منعها من المبالغة في تناولهما، أو بلوغ حد امتلاء البطن، أو الشبع، أو التُخمة، أو الإصابة بضيق النفس، أو تأثر بقية الأعضاء سلبًا. لقد جعل قُوْتَه، صلى الله عليه وسلم، "أُكُلات" أو "لُقَيمات"، "يقمن صلبه"، بحسب تعبيره البليغ، محذرًا أمته من خطورة "ملء البطن"، وهي عادة انتشرت للأسف في الآونة الأخيرة بين بعض أبنائها، مخالفةً بذلك المنهج النبوي الرشيد. قال، صلى الله عليه وسلم: "ما ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا مِن بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كانَ لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِهِ، وثُلثٌ لشرابِهِ، وثُلثٌ لنفَسِهِ".(رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة"). إن أقل الطعام يكفي المسلم، وهو ما أشار إليه الحديث النبوي. فعن أبي هريرة، رضي الله عنه: "أن رجلاً كان يأكل كثيراً فأسلم فكان يأكل أكلاً قليلاً، فذُكر ذلك للنبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: "الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ في مِعًى واحِدٍ، والْكافِرُ يَأْكُلُ في سَبْعَةِ أمْعاءٍ". (رواه مسلم). قارن هذا بأرقام عام 2013 التي تقول إن نحو 2.1 مليار بالغ في العالم من زيادة الوزن، مقارنة بنحو 857 مليونًا فقط عام 1980، وإن عدد الأشخاص الذين يعانون من البدانة حاليًا أكبر من عدد الذين يعانون من نقص الوزن.(جريدة "الشرق الأوسط" 6 ديسمبر 2019). الهدي النبوي في تناول المشروبات: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يتبع عادة صحية سليمة هي كثرة شرب الماء، فكان يشربه أحيانًا خالصًا، وأحيانًا مخلوطًا مع غيره، كما كان يحرص على شرب أطيبه، لا سيما من آبار المدينة. قال أنس: "كَانَ النبيُّ، صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَدْخُلُها ويَشْرَبُ مِن ماءٍ فيها طَيِّبٍ"(يقصد "بَيْرُحَاءَ" بالمدينة). (رواه البخاري). وكان الرسول، صلى الله عليه وسلم، كذلك، يرسل من يأتي له بالماء العذب "مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا". (عين بينها وبين المدينة يومان سيرًا بالجمال، ذكره ابن حجر في "الفتح"). كما كان يُنقل له ماء زمزم من مكة، وهو في المدينة. كذلك كان، صلى الله عليه وسلم، يشرب النبيذ، وهو ماء يُجعل فيه التمر أو الزبيب، ثم يشربه بعد أن يكون حلوًا بتحلل التمر أو الزبيب فيه. فعن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، يُنْقَعُ لَهُ الزَّبِيبُ، فَيَشْرَبُهُ الْيَوْمَ وَالْغَدَ وَبَعْدَ الْغَدِ إِلَى مَسَاءِ الثَّالِثَةِ، ثُمَّ يَأْمُرُ بِهِ، فَيُسْقَى أَوْ يُهَرَاقُ".( رواه مسلم). كما كان، صلى الله عليه وسلم، يشرب الماء مخلوطًا بالسويق، فيفطر عليه. و"السويق" بُر أو شعير يُحمَّص، ثم يُخلَط مع تمر، أو غيره. النبي، صلى الله عليه وسلم، كان، أيضًا، يشرب كلًا من: اللبنَ والعسل (خالصًا أحدهما أو مخلوطًا بالماء)، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ". (رواه البخاري ومسلم). وقد كان مِن هدْيه الشربُ قاعدًا، ونهى عن الشربِ قائمًا، كما نهى عن التنفس في الإناء. عن أبي قتادة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إذا شرب أحدكم، فلا يتنفس في الإناء".(رواه البخاري). استحباب النبي كثرة الصوم: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يكثر من الصوم، بخلاف صوم الفريضة في رمضان، وهو ما يوصي به خبراء التغذية في الوقت المعاصر، مطلقين عليه وصف "الصوم المتقطع: Intermittent Fasting"، أو صوم "الحمية الكيتونية: Ketogenic Diet". الأول يرتكز إلى الإمتناع عن تناول الطعام لوقت محدّد، قرابة 16 ساعة في اليوم، على أن يتم تناول المأكولات في الساعات الثماني المتبقية، بينما يرتكز الثاني إلى تناول النشويات بكمية قليلة جدًا، مع البروتينات والدهون بنسبة معتدلة، والالتزام بقائمة من الخضروات والفواكه، والأجبان، والألبان، واللحوم، والأسماك. وفي كلتا الحالتين، هو صوم عن الطعام الذي يثقل الجسم، ويزيد الوزن، ويمثل عبئًا على البدن؛ تجنبًا للبدانة التي لم تعتبرها منظمة الصحة العالمية "وباءً عالميًا" رسميًا إلا في عام 1997.("ويكيبيديا"، الموسوعة الحرة). في هذا الصدد يأتي ترغيب رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، في الصوم بمثابة حبل نجاة لكل من يعاني من السمنة، فضلًا عن وقاية البشر من آثارها السلبية. فقد قال، صلّى الله عليه وسلّم: "مَن صَامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا". (رواه مسلم، عن أبي سعيد الخدري). فسّر العلماء "المُباعدة" هنا بأنّ الله، سبحانه، يُنجّي الصائم من النار، ويُعافيه منها، فيما ذكر الحافظ ابن حجر أن سبب ذكر الخريف أنه أزكى الفصول، وزمن نُضج الثمار، وحصاد الزرع، وسعة العَيش.(جلال الدين السيوطي: "التوشيح شرح الجامع الصحيح"). روايتان أُخريان وردتا للحديث، منها أنّ النبيّ، عليه الصلاة والسلام، قال: "من صامَ يومًا في سبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ باعدَ اللَّهُ منهُ جَهَنَّمَ مَسيرةَ مائةِ عامٍ".(رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عقبة بن عامر). والرواية التالية عن أبي أمامة، رضي الله عنه، أنّ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: "من صامَ يومًا في سبيلِ اللَّهِ جعلَ اللَّهُ بينَهُ وبينَ النَّارِ خَندقًا كما بينَ السَّماءِ والأرضِ).(رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي أمامة الباهلي). وطبقًا لما رواه أبو أمامة، رضي الله عنه، أيضًا؛ فقد جعل الله، تبارك وتعالى، الصوم من أفضل الأعمال التي لا يعدلها شيء. قال: "أتيتُ رسولَ اللَّهِ، صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ، فقلتُ مُرني بأمرٍ آخذُهُ عنْكَ قالَ عليْكَ بالصَّومِ، فإنَّهُ لا مثلَ لَه".(رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي أمامة الباهلي). والأمر هكذا، كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يَتَحرَّى صِيَامَ يومي الاثنينِ والخميسِ. وكان لا يُفْطِرُ أَيَّامَ البِيضِ (الثالث والرابع والخامس عشر من وسط كل شهر هجري)، وكان يَحُضُّ على صيامِها. وكان يتحرى صوم يومي عاشوراءَ وعرفة، وستة شوال. وما استكمل صيامَ شهرٍ غَيْرَ رمضانَ، وما كان يصومُ في شهرٍ أكثرَ مما كان يصومُ في شعبان، ولم يَكُنْ يخرُجُ عن شهرٍ حتى يَصُومَ منه. نوم مبكر.. وعدم سَهَر إلا لضرورة قلة النوم ليلًا، واللجوء إلى السهر؛ هو مما اُبتليت به البشرية اليوم. وقد أشار تقرير نشره الموقع الأمريكي "university health news" إلى دراسة حديثة أكدت أن قلة النوم تؤدى إلى اختلال التنفس، وانخفاض الوظائف المعرفية، وفقدان الذاكرة، والإصابة بالاكتئاب، مقترحًة حلولً عدة للقضاء على هذه العادة السيئة، أبرزها إعادة النظر فى الجدول الزمنى الخاص بعادات الشخص، وتحديد أولوياته اليومية، وأهمها: "النوم المبكر". (جريدة "اليوم السابع": 20 سبتمبر 2017). لقد التزم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، طيلة عمره بهذا النوم المبكر، فلم يسهر ليلًا لغير ضرورة، إذ كان من دأبه: "أن ينامُ أَوَّلَ الليلِ بعد العشاء، ويقومُ آخِرَه"، وفقًا لحديث البخاري، عن أبي برزة، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "كان يكره النوم قبل العشاء، والحديث بعدها". وفي الصحيحين أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا، ويفطر يومًا". ووصف ابن القيّم، نومه، عليه الصلاة والسلام، في كتابه "زاد المعاد"، بأنّه أنفع نومٍ للجسد"، مضيفًا أنه "كان يأخذ كفايته من النوم، فكانَ إذا نامَ لم يُوقظوه حتى يكونَ هو الذي يَسْتَيْقِظ". ويعلق على ذلك بالقول: "مَنْ تَدَبَّرَ نَوْمَهُ وَيَقَظَتَهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَدَهُ أَعْدَلَ نَوْمٍ، وَأَنْفَعَهُ لِلْبَدَنِ وَالْأَعْضَاءِ وَالْقُوَى، فَإِنَّهُ كَانَ يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ، وَيَسْتَيْقِظُ فِي أَوَّلِ النِّصْفِ الثَّانِي، فَيَقُومُ وَيَسْتَاكُ، وَيَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، فَيَأْخُذُ الْبَدَنُ وَالْأَعْضَاءُ، وَالْقُوَى حَظَّهَا مِنَ النَّوْمِ وَالرَّاحَةِ، وَحَظَّهَا مِنَ الرِّيَاضَةِ مَعَ وُفُورِ الْأَجْرِ، وَهَذَا غَايَةُ صَلَاحِ الْقَلْبِ وَالْبَدَنِ، وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ".(زاد المعاد). والأمر هكذا، يؤكد خبراء النوم ضرورة حصول الجسم على سبع إلى تسع ساعات من النوم يوميًا، تجنبًا لحدوث نوبات قلبية وسكتات دماغية، وأن يكون أكبر معدل للنوم ليلًا، مما يؤدي إلى مردود إيجابي، فيما يتعلق بالصحة العقلية، وزيادة معدل الذكاء، وإفراز السيروتونين. ووفقا لتقرير موقع نشره "thegood body" تشمل الفوائد الصحية للنوم السليم: تقليل مخاطر الأمراض، ومشاعر القلق والاكتئاب، والحفاظ على صحة القلب والوزن، وتقوية نظام المناعة، والوقاية من التعرض للأمراض النفسية، وتحقيق الرشاقة، وتنظيم معدل السكر بالدم، وحفظ صحة العينين، والحماية من ضغط الدم المرتفع، والتخلص من سموم الدم، وحماية الجهاز الهضمي، وتحفيز عمل الدماغ، وزيادة القدرة على التفكير وقوة الذاكرة، والحماية من "الزهايمر".. إلخ. فقه التداوي والتعامل مع المرضى: يحتفل العالم يوم 28 فبراير (شباط) من كل عام، باليوم العالمي للأمراض النادرة، وتقول الأرقام إن واحدًا من كل 20 شخصًا سيعيش مع مرض نادر في مرحلة ما من حياته. ووفقًا لمنظمة الأمراض النادرة (NORD)، يوجد نحو 350 مليون شخص مصاب بمرض نادر في جميع أنحاء العالم من الرجال والنساء والأطفال وكبار السن. وفي الولايات المتحدة، يُعتبر المرض نادرًا إذا أصاب أقل من مائتي ألف من السكان، وهناك 25 - 30 مليون أمريكي يعيشون مع مرض نادر. كما أن هناك أكثر من ستة آلاف مرض نادر ومزمن تم تحديده حول العالم، تؤثر على 3.5 في المائة في المائة من سكان العالم، ما يعادل عدد سكان ثالث أكبر دولة في العالم، الولايات المتحدة. (جريدة "الشرق الأوسط"، 26 فبراير 2021). من هنا تأتي أهمية وصية رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لأمته بالتداوى من الأمراض، إذ قال أُسامةُ بنُ شَريكٍ، رضِيَ اللهُ عنه: "قالوا (الأعراب): "يا رسولَ اللهِ، هل علينا جُناحٌ" (أي: إثمٌ)، "ألَّا نَتَداوى؟"، قالَ: "تَدَاوْوا عِبادَ اللهِ، فإنَّ اللهَ سُبحانَه لم يضَعْ دَاءً إلَّا وضَعَ معه شِفاءً، إلَّا الهرَمَ". (كِبَرَ السِّنِّ والشَّيخوخةِ)، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ما خيرُ ما أعطِيَ العبدُ؟ قالَ: خُلُقٌ حسنٌ". (أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي، وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" واللفظ له). وبينما ارتفعت حصيلة الوفيات من جراء تفشي وباء "كورونا"، حتى 28 فبراير 2021، إلى مليونين و536 ألف وفاة حول العالم، وفيما تحاول دول العالم مجابهة المرض عبر أكبر إجراءات للعزل الصحي والتباعد الاجتماعي، شهدها تاريخ البشرية؛ فقد سبق الإسلام العلم الحديث إلى الأخذ بها في مواجهة مثل تلك الأمراض المعدية. إذ أمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بما يُسمى اليوم ب"العزل الصحي" في مواجهة مثل تلك الجوائح؛ فقال: "لا يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ". (البخاري). وقال: "فِرَّ من المجذومِ كما تفرُّ من الأسدِ". (البخاري)، ناهيًا في الوقت نفسه عن التَّدَاوِي بالخمرِ، والخبيثِ. كما أرشد، صلى الله عليه وسلم، إلى أطعمة تزيد مناعة المرء، فقال: "مَنْ تَصَبَّحَ بسبعِ تَمَرَاتٍ مِنْ تَمْرِ العَاليةِ لم يَضُرَّهُ ذَلِكَ اليَوْمَ سُمٌّ، ولا سِحْرٌ". (رواه مسلم). وقال: "التَّلْبِيْنَةُ مَجَمَّةٌ لِفُؤادِ المرِيضِ تَذْهَبُ ببعضِ الحُزْنِ".(البخاري). و"التلبينة" حِسَاءٌ مُتَّخَذٌ مِنْ دقيقِ الشعيرِ بِنُخالتِه. وقال: "عَلَيْكُم بِهذِه الحَبَّةِ السَّوْدَاءِ؛ فَإِنَّ فيها شِفَاءً مِنْ كُلِّ داءٍ إلا السَّامَ".(صحيح ابن ماجه للألباني). كتب "الطب النبوي" يُعتبر كتاب "الطب النبوي"؛ لابن قيم الجوزية، أفضل كتاب موسوعي استوعب الكثير من الأمور الطبية النبوية؛ علاوة على كتاب "الطب النبوي"؛ لعبد الملك بن حبيب الأندلسي الألبيري، وكتاب "الأربعين الطبية"؛ لعبد اللطيف بن يوسف البغدادي. وحديثًا تُعد "الموسوعة الطبية الفقهية"، من أهم الكتب الإسلامية الطبية الحديثة، فيما أصدر الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، في شوال الماضي (1441هجريًا)، كتيبًا بعنوان: "الأربعون الصحية من الأحاديث النبوية"، جمع فيه أربعين حديثًا نبويًا، يتناول أبرز شئون الصحة والمرض والتداوي. ............................................................................................ *نائب رئيس التحرير بجريدة "الأهرام"، خطيب سابق بوزارة الأوقاف بمصر

تعليقات القراء
bju0kv
bbd60j
    
الإسم
البريد الالكترونى
التعليق
 
     ما رأيك فى شكل الموقع ؟
  
هذا الموقع يعبر عن الآراء والأفكار الخاصة بصاحبه ولا ينحاز لأى فئة أو هيئة أو مؤسسة
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب الصحفى عبد الرحمن سعد