بقلم- عبدالرحمن سعد: في مجتمع تكثر فيه الخروق والآفات، ما أحوجنا إلى بوصلة ترشدنا إلى سبيل النجاة..إنها سورة "الآداب" أو "الحجرات"، التي ترسي دعائم مجتمع متحاب، وقد أُنزلت بالمدينة، وعدد آياتها ثماني عشرة آية، وتدعو إلى التحلي بآداب التعامل: مع الله ، ومع النفس، ومع الناس.
إنها سورة الشرائع والشعائر..العلم والعمل، إذ تدعو إلى "تقوى القلوب"، والتزين بالإيمان، والالتزام بالإسلام، والطاعة لله والرسول، والتوبة، والتقوى، والصدق، والعمل، والقول العفيف، والصبر، والعدل، والقسط، والرشد، والإصلاح، والأخوة، والتعارف، والجهاد، والعلم، وغض الصوت، والتبين عند النبأ، والتصدي للظلم، واجتناب السخرية والتنابذ والتجسس والغيبة..إلخ.
وتبين السورة أن "المجتمع الإسلامي خاض التجارب، والابتلاءات والتهذيب والأوامر حتى صار إلى الصورة التي أصبح عليها، ونما نموا طيعيا كالشجرة الباسقة العميقة الجذور، التي استغرقت الزمن اللازم لنموها، وحاجتها من الجهد البصير في التهذيب والتشذيب، والتوجيه والدفع، والتقوى والتثبيت".(في ظلال القرآن).
بداية ونهاية
افتتح الله تعالى السورة بالخطاب اللطيف :"يا أيها الذين آمنوا"، واختتمها بالحث على العمل :"إن الله يعلم غيب السماوات والأرض، والله بصير بما تعملون". وتكررت كلمة "العمل" بمشتقاتها في السورة ثلاث مرات، دلالة على أهميته، محذرة من إحباطه "أن تحبط أعمالكم".
وبجانبه اهتمت السورة بالقول، إذ وردت كلمة "قول" بمشتقاتها ست مرات، ووردت تحذيرات مشددة من عثرات اللسان، وخطايا الكلام.. قال تعالى :"ولا تجهروا له بالقول"..وقال :"إن الذين ينادونك من وراء الحجرات"..وقال :"قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا"..وقال :"يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم".
وما بين بداية السورة ونهايتها تكرر الخطاب الإلهي:"يا أيها الذين آمنوا" خمس مرات :"لا تقدموا..لا ترفعوا.. إن جاءكم فاسق..لا يسخر قوم.. اجتنبوا كثيرا من الظن"..فيما ورد الخطاب :"يا أيها الناس" مرة واحدة..ووردت كلمة "الإيمان" أربع مرات، وتكررت مشتقاتها 13مرة، بما ينطوي عليه ذلك من تأكيد الحاجة للإيمان، وأن المنة من الله به. قال تعالى :"يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين".
ودعت الآيات الكريمة إلى التوبة :"ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون".. ويطمئننا الله تعالى إلى "إن الله غفور رحيم" (تكرررت مرتين..والمرة الثانية بصيغة :"والله غفور رحيم")..وقال :"إن الله تواب رحيم"..و"إن الله عليم خبير"..و"إن الله سميع عليم"..و"إن الله يحب المقسطين"..و "والله بكل شئ عليم"..و "والله بصير بما تعملون"..و "والله عليم حكيم".
والملاحظ أن كلمة "عليم" أكثر صفة إلهية تكررت في الآيات إذ وردت أربع مرات، في دلالة واضحة على علمه تعالى بأحوالنا، مما يبعث على طمأنينة القلوب، وسكينة الصدور. علما بأن وصف الرحمة للذات الإلهية تكرر أيضاً ثلاث مرات، في ربط ذي مغزى بين العلم والرحمة.
كما تكررت الدعوة إلى "تقوى الله" خمس مرات.. في مفتتح السورة بالنهي عن تقدم أمر الله وأمر رسوله :"يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم".. وهذه الآية مستمرة بعد انتقال النبي إلى الرفيق الأعلى، إذ تدعو إلى تقدم أوامر الله ورسوله على ما عداها في حياتنا؛ فلا يسبقها أو يعلوها شئ.
وقد ارتبطت الدعوة إلى "تقوى الله" بالدعوة إلى الدعوة لإصلاح القلوب.. جاء ذلك في قوله تعالى من السورة:"أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى"..وقوله :"ولكن الله حبب إليكم الإيمان، وزينه في قلوبكم".. وقوله :"ولما يدخل الإيمان في قلوبكم".
نواه.. وإصلاح
كما تضمنت السورة قائمة بالنواهي التي نهى الله عنها في القول والفعل، والموقف والسلوك، وكلها تبدأ بأداة النهي "لا"، إذ وردت تسع مرات.. كما يلي :"لا تقدموا بين يدي الله ورسوله..لا ترفعوا أصواتكم..ولا تجهروا له بالقول..لا يسخر قوم من قوم..ولا تلمزوا أنفسكم..ولا تنابروا بالألقاب..ولا تجسسوا..ولا يغتب بعضكم بعضا.. لا تمنوا علي إسلامكم".
أما الأوامر الإلهية، فبجانب الأمر بالإيمان بالله، وتقواه، وطاعته والرسول، جاء الأمر بالتثبت والتبين..في قوله تعالى :"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"..وورد الأمر بالإصلاح بين المتخاصمين في قوله :"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما".
وتكرر لفظ "فأصلحوا" ثلاث مرات بالآيتين، في دلالة قوية على ضرورة بذل كل الجهد، واستفراغ كل الوسع، في إجراء الصلح..كما جاء الأمر بالعدل والقسط :"فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا".. والثناء على الأُخوة بين المؤمنين :"إنما المؤمنون أخوة".. والدعوة للتعارف بين البشر :"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"..والمطالبة بالصبر عند التعامل :"ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم".
وتدعو سورة الحجرات أيضاً إلى تقوى القلوب، ورهافة المشاعر، ورقة الأحاسيس، والتتثبت من المعلومات، ونبذ الظن، وتغليب الطيب منه، وتمكين التقوى في القلوب، وطاعة الله ورسوله في النفوس، واجتناب التجسس والنميمة والغيبة واللمز والغمز والهمز.
وتشدد على أهمية الإحساس ودقة الشعور :"أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون".. وأهمية العقل :"إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون"..وحب الإيمان :"ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم".. وطاعة الله والرسول :"وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا"..وبُغض الغيبة :"ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه".
وتذكر الآيات أن المنة والفضل في الإيمان هي من الله تعالى..كما في قوله تعالى :"فضلا من الله ونعمة..والله عليم حكيم"، وقوله :"بل الله يمن عليك أن هداكم للإيمان"..وأشادت السورة بالأوصاف التي يحبها الله تعالى، ومنها :"أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى..أولئك هم الراشدون..إن الله يحب المقسطين..أولئك هم الصادقون..إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
وتدعو السورة كذلك للأدب مع النفوس؛ وذلك عبر إصلاح القلوب..فالله تعالى يختبر القلوب :"أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى"، والقضية الأولى في أي مجتمع هي امتحان القلوب، حتى يعلم الله مدى تقواها.."ولكن الله حبب اإليكم الإيمان وزينه في قلوبكم"..فما أحلى زينة القلوب بالإيمان.."قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم"..فشتان بين الإيمان ودخوله في القلوب، وهو أمر عظيم.
شئ من التفصيل
الأمراض كافةً التي تعاني منها أمتنا والبشرية حذرت منها سورة "الحجرات"، داعيةً الجميع إلى التحلي بعدد من الآداب الجميلة في العلاقة مع الله، وبين البشر، إذ تبدأ بالنهي عن رفع الصوت إلا لحاجة، مرورا بالمطالبة بالإصلاح بين المتخاصمين ، ختاماً بالدعوة الشاملة إلى التعارف بين الناس جميعا.
تبدأ السورة بالحث على التزام الأدب مع الله. قال تعالى :"يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله"، وتنهى الصحابة عن رفع الصوت في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح البخاري: عن ابن أبي مليكة قال: كاد الخيران أن يهلكا أبو بكر وعمر لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد بني تميم أشار أحدهما بالأقرع بن حابس التميمي الحنظلي أخي بني مجاشع، وأشار الآخر بغيره فقال أبو بكر لعمر: إنما أردت خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك؛ فارتفعت أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت :"يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي" إلى قوله :"عظيم".
قال ابن الزبير: فكان عمر بعد إذا حدث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث حدثه كأخي السرار (أي الكلام السر) لم يسمعه حتى يستفهمه". أي أن عمر كان يخفض صوته بحيث يحتاج إلى استفهامه عن بعض كلامه.
وقيل إن ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه كان جهوري الصوت، وكان من خطباء النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلما نزلت هذه الآية تغيب في بيته، وصار لا يحضر مجالس النبي صلى الله عليه وسلم، فافتقده الرسول صلى الله عليه وسلم، وسأل عنه؛ فأخبروه بأنه في بيته منذ نزلت الآية، فأرسل إليه رسولاً يسأله فقال إن الله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ".(الحجرات:2)، وإنه قد حبط عمله، وإنه من أهل النار، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا به، فحضر، وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الجنة، وقال: "أما ترضى أن تعيش حميداً،وتقتل شهيداً، وتدخل الجنة؟ قال: بلى رضيت"..فقُتل رضي الله عنه شهيداً في موقعة اليمامة.
هكذا يوجه الإسلام كل ما يصدر عن الإنسان من تعابير وأحاسيس.. في الاتجاه السليم".."أن تحبط أعمالكم، وأنتم لا تشعرون"..أسوأ شئ أن يفقد الإنسان الشعور بإحباط عمله، وضياع ثمرته.
دعوة للتثبت
في السورة كذلك دعوة قوية للأخوة الإيمانية إذ قال تعالى :"إنما المؤمنون اخوة"..وجاء في الأحاديث الصحيحة -مصداقا لذلك- قول الرسول صلى الله عليه وسلم :"المسلم أخو المسلم"، وقوله :"الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"، وقوله :"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعطفهم كمثل الجسد الواحد"، وقوله :"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".
في السورة أيضا دعوة لتحمل الأذى، إذ كانوا يؤذون النبي، حتى جاء ذلك الأعرابي "المستفز" إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له :"إن حمدي لزين، وإن ذمي لشين"! فنزل قوله تعالى :"إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون".
وتدعو السورة للتثبت من خبر الفاسق، إذ قال تعالى :"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".. فدين الله هو دين التبين.. وفي سبب التنزيل أن الحارث بن ضرار، جاء وهو زعيم بني المصطلق، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ مسلما، فأرسله جامعا لزكاة قومه، واتفق معه على إرسال رسول من قبله إليه في توقيت معين، فجمع الحارث الزكاة من قومه، وانتظر رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالفعل أرسل إليه الوليد بن عقبة، لكن الوليد أصابه الخوف من الطريق والقوم، فعاد للمدينة سريعا، وقال للرسول :"منعني الحارث الزكاة، وأراد قتلي"..فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأرسل بعثا (جيشا) لمقاتلة الحارث، وبينما الأخير ينتظر مقدم رسول رسول الله، فوجئ بالبعث، فسألهم : لم أتيتم؟ فقالوا :"جئنا لقتالك".. قال: ولم؟ قالوا: "لأن الوليد بن عقبة زعم أنك منعته الزكاة، وأردت قتله". فقال:"والله ما حدث، ولم أره"، وذهب من فوره إلى رسول الله، إذ تبين له الصدق من الكذب، وأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة.
قد يثير المرء الفرية الكاذبة والشائعة المغرضة بين مكونات المجتمع فيتسبب في فتنة عظيمة، وهذا ما نلمسه ونراه، عبر التاريخ، في حياة الأمم، وقد حرمه الإسلام..إذ دعانا إلى التيبين والتثبت في الأقوال والأعمال، من أجل نبذ الأكاذيب، والشائعات.
وقريب من هذا دعوة الإسلام إلى اجتناب الظن، وهو التهمة والتخوين للغير. قال تعالى :"يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم".. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :"إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث".. وقال :"إذا ظننت فلا تحقق".. فأي دين يربي قومه وأتباعه على هذا الأدب اللطيف كما يفعل الإسلام؟.. بل دعانا الله تعالى إلى اجتناب كثير من الظن بالرغم من أن الشر يكمن في قليل منه..لأن المجتمعات لا تقوم على أخذ الأمور بالظنون، ولا بالتهيؤات، وإنما بالحقائق، والبينات.
ثم تنهانا الآيات القرآنية الكريمة عن السخرية، وأخطر أشكالها: السخرية الجماعية..قال تعالى :"يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم"..فالإسلام يصون الحرمات، ويوقر الحريات، فلا إطلاع على عورة إنسان، ولا تدخل في خصوصياته، إلا بضوابط، ومواثيق..علما بأننا إذا أحصينا ذنوب الأمة في هذا الجانب لوجدنا أكثرها سبا من مسلم لأخيه المسلم، وسوء ظن من مسلم بأخيه المسلم، وسخرية من مسلم بأخيه المسلم..وهنا خص الله تعالى النساء بالنهي -بعد التعميم- بقوله :"ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن"..لأن هذه الآفة ربما تنتشر بمعدلات أكبر بين النساء.
أخطاء الألسنة والأعمال
هكذا تتناول السورة أخطاء الألسنة والأقوال، كما في قوله تعالى :"ولا تجهروا له بالقول".. "ولا تلمزوا أنفسكم"، واللمز يكون بالمقال، والهمز يكون بالفعل.."ولا تنابزوا بالألقاب"، وهو دعوة الآخرين بأسوأ الألقاب..وكذلك حرم الإسلام الغيبة "ولا يغتب بعضكم بعضا"، ونفّر منها بقوله تعالى :"أيحب أحكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه".
فإذا وُجدت خلافات بين المسلمين بعد ذلك فالإسلام يدعو للإصلاح..خاصة عندما يقع قتال بين فئتين داخل المجتمع.ويسمي الله تعالى هنا الباغي والمبغي عليه بالمؤمنين، فلا يمنع عنهم صفة الإيمان.ثم يقول سبحانه :"فأصلحوا"، ويكررها ثلاث مرات في الآيتين.
إنها دعوة إلى بذل الجهود بدون هوادة من أجل الإصلاح؛ على جميع المستويات: الأسرة والجيران.. العمل والمجتمع..الأمة والفرد..فهذا حري بإقامة مجتمع متجانس متماسك..متقدم متحاب وواع.
* المصدر: الأهرام
التاريخ: الجمعة 3 من جمادي الاول 1434 هــ15 مارس 2013السنة 137 العدد 46120
الرابط:
http://www.ahram.org.eg/News/759/59/136566/%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%AD%D8%B1%D8%A9/%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A2%D8%AF%D8%A7%D8%A8-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AF%D8%A7%D8%A8-.aspx
* خطبة الجمعة بمسجد مؤسسة الأهرام - 16 ربيع آخر 1434ه/ 8 مارس 2013م.