تجاهلت السلطات المصرية الرد على الاتهامات التي وجهها لها الأمين العام لـحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين رمضان عبد الله شلح باعتقال وتعذيب الفلسطينيين جرحى الحرب الإسرائيلية على غزة، وذلك لدى عودتهم من رحلات علاج في الخارج، وهي الاتهامات التي لو صحت، فإنها تلحق أشد العار بهذه السلطات، فضلا عن المصريين جميعا.
ففي حديث لقناة "الجزيرة" ضمن برنامج "لقاء اليوم" السبت 8 مايو 2010 نقل شلح عن هؤلاء الذين تعرضوا للتعذيب وصفهم السجون المصرية بأنها "جوانتانامو عربي".
 وقال :"عندما تأتيني أخبار من غزة بأن من خرجوا جرحى للعلاج في بلدان عربية وإسلامية، وبعضهم قُطعت أطرافه بطائرات أف 16 الإسرائيلية، فعندما يعود إلى مصر يُعتقل لمدة 50 يوما، ويُعذب أشد تعذيب، ويتعرض لإهانات، وتتم تعريتهم".
 وأضاف أن "أبناء الجهاد الإسلامي يقولون في رسالتهم لي إنها جوانتانامو أخرى"، وتساءل :"ماذا يمكن أن أقول للإخوة في مصر؟ أأشكرهم على ذلك؟ لماذا يفعل بنا العرب ذلك؟ هذا لا يليق بمصر".
في المقابل، نفى مجدي الدقاق عضو أمانة السياسات بالحزب الحاكم في مصر صحة الاتهامات التي رددها شلح، وقال إنها اتهامات باطلة، وتحدى أن "يظهر أحد هؤلاء الذين عُذبوا".
لكن قناة "الجزيرة" في نشرتها عصر السبت 8 مايو 2010 أجرت  حديثا مع درويش الغرابلة الذي قال إنه كان ضمن ستة أشخاص مرضى أو مرافقين لمرضى، ولدى عودتهم من سوريا إلى غزة عبر مصر، وفي انتظار عودتهم إلى غزة، اعتقلهم الأمن المصري ، بدعوى أنه سيتم نقلهم إلى رفح ، لكنهم فوجئوا باعتقالهم في أحد السجون، ووضع "غمايات على أعينهم"، وحقق معهم المحققون المصريون وسط أجواء من التعذيب، والإهانة، والمنع من أداء الصلاة، وتكبيل الأدي ، وسبهم بأقذع الأوصاف، وبأنهم "أولاد زنا"، و"أولاد حرام"،  وتعريتهم من ثيابهم بالكامل، ووضعهم على الكرسي الكهربائي، حيث استمرت فترة الاعتقال  45 يوما، وقال الغرابلة:" اسألوا الباشا زغلول والباشا حسن في جهاز أمن الدولة بمدينة نصر".!
ولقيت أنباء هذا الاعتقال والتعذيب غضبا مصريا وعربيا عارما. وقال أحدهم -ضمن التعليقات على الخبر بموقع "الجزيرة.نت" على هذا الرابط  http://www.aljazeera.net/NR/exeres/488BE7CF-07D5-4DA1-95EB-0EA830EBE6D8.htm
:"نتذكر أبو عمر المصري الذي شحن من ايطاليا من قبل السي اي ايه بموافقة المخابرات الأيطالي وسلم للمخابرات المصرية, لقد رأيناه كيف خرج من سجون الحكم المصري .. فاذا كان الشعب المصري ضحية لغطرسة الحكم وبلطجته, فما بالك الفلسطينيين؟
وقال عادل اوراس :"مصر مشهورة ومعروفة عالميا بأنها عاصمة التعذيب فى الشرق الاوسط آخرها ما حدث لشقيق أبو زهري الذي قتله المصريون فى سجنه".
ومن جهتها قالت أم مصرية :" يا سيدى: نظام يعذب أبناءه فهل ستكون أنتم أغلى عليه منهم".