في ظل صمت عربي، انتقدت شخصيات مقدسية وحكومة حماس بغزة اقتحام عشرات الحاخامات اليهود ومسئولين إسرائيليين أمس الإثنين لباحات المسجد الأقصى المبارك، وقبر يوسف عليه السلام بالضفة الغربية، محذرين من أن تلك الخطوات تأتى فى إطار فرض واقع جديد من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلى من أجل السيطرة على المسجد والقدس المحتلة، وإخراجها من مفاوضات الوضع النهائى .
وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا فى مدينة القدس الدكتور عكرمة صبرى"إن المتطرفين اليهود تمادوا فى اعتداءاتهم على حرمة المسجد الأقصى المبارك"، ووصف الخطوات الإسرائيلية الأخيرة من خلال قيام الحاخامات اليهود، والمسئولين الإسرائيليين أمس بتدنيس ساحات المسجد الأقصى" بأنها خطوة فى اتجاه فرض واقع جديد فى المسجد الأقصى المبارك، من أجل السيطرة عليه".
ووصف صبرى - فى تصريح لصحيفة " السبيل " الأردنية الصادرة اليوم " الثلاثاء 11 مايو 2010- تأجيل ملف مدينة القدس فى السابق إلى المرحلة النهائية من المفاوضات بالخطأ الجسيم، وهو ما ساعد سلطات الاحتلال على تهويد المدينة، معتبرا أن المرحلة النهائية لن تأتي، وأن "إسرائيل" تتبع سياسة فرض الوقائع على الأرض.
وطالب صبرى بعدم الاستمرار فى تجاهل ما يدور فى المدينة تجاه سكان القدس والمقدسات والتهويد، مؤكدا ضرورة أن تكون القدس أولوية فى كل مسار سياسي.
وكانت الشرطة الإسرائيلية سمحت لوفد يضم 43 حاخاماً غالبيتهم من المستوطنين بالتوجه إلى باحة المسجد الأقصى صباح أمس يرافقهم نائبان من اليمين المتطرف، تمهيداً لإحياء إسرائيل ل «يوم القدس» الذي تحتفل فيه باحتلالها شرق المدينة قبل 43 سنة طبقاً للتقويم العبري.
وقال الموقع الالكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الحاخامات أدوا الصلاة قبل الصعود إلى الباحة. وأكد الناطق باسم شرطة القدس المحتلة شموليك بن روبي إنه سمح لهم بدخول باحة المسجد الأقصى.
وقال النائب أوري ارييل من اللائحة الوطنية المتطرفة إن إوجودنا هنا يعني أن الموقع الأكثر قداسة ليس حائط المبكى، بل جبل الهيكل".(في إشارة لباحة المسجد الأقصى).
في الوقت نفسه، اقتحم نحو 500 مستوطن صباح أمس الاثنين، قبر النبى يوسف فى المنطقة الشرقية بمدينة نابلس شمالى الضفة الغربية.
وذكر شهود عيان أن أعدادا كبيرة من المركبات أقلت المستوطنين في أثناء اقتحامهم للمدينة تحت حراسة قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلى .
وتكررت عمليات اقتحام المستوطنين لقبر يوسف بدعوى أداء الصلوات والطقوس الدينية تتم تحت حراسة جيش الاحتلال وقواته الأمنية.
ومن جهتها، نددت الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة «حماس» في غزة «باقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين اليهود أمس باحات المسجد الأقصى، وتدنيسها تحت حماية جنود الاحتلال المدججين بالسلاح». ودان الناطق باسم الحكومة طاهر النونو «هذه الجريمة الجديدة بحق المسجد الاقصى»، مؤكداً أن «كل هذه الخطوات لن تغير الواقع الثابت في إسلامية المسجد الأقصى وباحاته الشريفة».
واعتبر أن "هذه الخطوة مضافاً اليها اقتحام مقام سيدنا يوسف شرق نابلس (شمال الضفة الغربية) (صباح أمس) ونفي حكومة بنيامين نتانياهو أي تعهد بوقف الاستيطان، تؤكد جميعاً أن قرار العودة إلى المفاوضات مع الاحتلال قرار عبثي يصب في مصلحة العدو، ويجمل صورته، ويغطي على جرائمه، ويزيد من قدرته على الاستمرار في حملة التهوي، وفرض الوقائع على الارض".
ودعا الدول العربية والاسلامية إلى «تحمل مسؤولياتها تجاه المسجد الاقصى المبارك»، معتبراً أن «عدم اتخاذ الدول العربية قراراً حاسماً تجاه هذه الممارسات يغري الاحتلال بتكرارها وتكثيفها وصولاً الى التهويد المباشر لأجزاء من الحرم القدسي أو محاولة تقسيمه على غرار المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل».
كما دعا إلى " وقف كل اشكال التفاوض مع العدو، ورفع الغطاء عن ممارساته العدوانية ضد شعبنا والتهويدية لمقدسات".