تحت عنوان "الجريمة تبقى جريمة ايا كان من يرتكبها"، اطلقت منظمة "العالم لا ينتظر" حملتها ضد ما سمته استمرار "سياسة قتل المدنيين الأمريكيين والأفغان والعراقيين". وجمعت المنظمة نحو 1700 توقيع لفنانين وكتاب ومفكرين واكاديميين ونشطاء بينهم نعوم تشومسكي وسيندي شيهان، تضمنها بيان احتجاجي نشرته كاعلان مدفوع في مجلة "نيويورك ريفيو اوف بوكس" عدد 14 مايو20101.
وقال راي ماكوفرن احد الموقعين على البيان لـ "بي بي سي :"إن البيت الابيض "يحاول ان يؤدي دور القضاة والمحلفين وينفذ الحكم، دون الالتفات الى القوانين التي يضمنها الدستور الاميركي".
وينتقد البيان بشدة "مواصلة اوباما لما بسياسات سلفه جورج بوش"، ويأخذ من قضية الشيخ اليمني انور العولقي مثالا على تلك السياسات.
ويقول البيان إن اوباما "امر بشكل واضح بقتل العولقي للاشتباه بتورطه بعمليات لتنظيم القاعدة من دون الرجوع الى القضاء". ويثير البيان تساؤلات حول مصداقية اوباما وقدرته على الوفاء بوعوده.
وهذا الأمر يقلق ايضا بعض الجمعيات الاسلامية في الولايات المتحدة، وبينها كير او مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية اذ اعتبر مديرها نهاد عوض ان الجميع "متساوون امام القانون، واعطاء الحق لقتل امريكيين من دون محاكمات يشكل تراجعا شديدا في قضية الحريات العامة والالتزام بالقانون"، واكد ان القضية "ستتفاعل، وسيكون لها انعكاسات سلبية على نظرة الامريكيين والعالم لادارة اوباما".
وينتقد البيان ايضا قرار ادارة اوباما "بعدم محاكمة اي من عملاء السي اي اي السابقين الذين مارسوا مختلف انواع التعذيب اثناء استجواب معتقلين متهمين بالارهاب، وعدم اتخاذ اي خطوة تجاه الشريط المصور الذي اظهر استهداف جنود اميركيين لمدنيين في العراق بينهم صحافيان في العام الفين وسبعة".
ويذهب البيان الى حد وصف سياسات اوباما بانها "اسوأ من سياسات بوش". ويضيف ان اوباما "يجاهر باعطاء الاوامر بقتل الامريكيين المتهمين بالارهاب من دون اخضاعهم للمحاكمة بينما كانت تلك الاوامر في عهد بوش سرية"، وهو ما يوافق عليه عوض على اعتبار ان ادارة اوباما "تعد بامر وتفعل عكسه"، مؤكدا في المقابل ان اوباما "يحاول ان يلغي بعض السياسات التي ورط بها بوش الولايات المتحدة".
وتتواصل حملة التوقيع على البيان الاحتجاجي وجمع التبرعات لنشره في كبريات الصحف الاميركية على شبكة الانترنت كما قالت دبرا سويت، مديرة منظمة "العالم لا ينتظر" لبي بي سي.
واضافت سويت ان المنظمين يأملون في ان تتحول الحملة الى حركة شعبية تعارض سياسات الحرب على مستوى الولايات المتحدة.
وعلى صعيد متصل، كشفت تقارير صحفية أن الإدارة الأمريكية قررت منح إسرائيل مساعدات إضافية بمبلغ 205 ملايين دولار لاستكمال عملية تطوير منظومة "القبة الفولاذية " لاعتراض القذائف الصاروخية، وتوفير حماية فعالة لها من الصواريخ التي يملكها كل من "حزب الله" في لبنان، وحركة حماس في قطاع غزة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما صادق على القرار، مضيفة أنه يستهدف أيضا تأكيد متانة العلاقات الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وكان وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك طلب من الجانب الامريكي الحصول على هذه المساعدات خلال زيارته الأخيرة لواشنطن وقد ابلغته نائبة وزير الدفاع الامريكي ميشيل فلورنوي بقرار الإدارة الامريكية الاستجابة لهذا الطلب .

وتوقعت الصحيفة أن يبدأ الجيش الاسرائيلي باستخدام منظومة "القبة الفولاذية " في نهاية العام الحالي بهدف اعتراض القذائف الصاروخية وقذائف الهاون
 .
وكانت وزارة الحرب الإسرائيلية أعلنت مؤخرا أنها اختبرت بنجاح نظاما مضادا للصواريخ من شأنه أن يوفر لها حماية فعالة من الصواريخ التي يملكها كل من حزب الله في لبنان، وحماس في قطاع غزة.

وأوضحت أن هذا النظام الذي أطلق عليه اسم "القبة الفولاذية" ، الذي يراد منه اعتراض الصواريخ القصيرة المدى بشكل خاص والقذائف ، في طريقه لأن يدخل المجال العملي.

وأضافت أن "القبة الفولاذية" تمكنت من اعتراض مجموعة من الصواريخ من طراز جراد ويتكون هذا النظام المتحرك من بطاريات صواريخ وأجهزة رادار، وقد صنعته شركة رافاييل الإسرائيلية لتطوير الأسلحة.
وكشف مصدر في الجيش الاسرائيلي عن أن الجيش الأمريكي عبر عن رغبته في شراء المنظومة الدفاعية من إسرائيل لاستخدامها في العراق وأفغانستان.
وأضاف أن وفداً عسكريا أمريكيا زار تل أبيب مؤخرا، واطلع على المنظومة وعلى إثرها قدم تقريراً للبنتاجون بحاجة الجيش الأمريكي لها.

صحف ووكالات.