1079211   عدد الزوار
Loading...
me@arsaad.com
 |   |   |   |   |   | 
 
  ***  اغتيـال بحيرة: دماء علـى ميـاه "المـنزلة"..التحقيق الفائز بجائزة التفوق الصحفي ج:1   ***  مغامـرة صحفيــة في أنفاق غزة   ***  الحُلم الإسلامي في "إيمانيات الدولة من وحي الثورة"   ***  حاجتنا إلى آداب سورة "الآداب"   ***  جريمة خلف المحكمة الدستورية‏   ***  عندما تذوب المسئولية
 
ÇáÃÑÔíÝ ãÞÇá Çáíæã
سقطة وزير الأوقاف المصري.. المتكررة
5/15/2010
 

 

في 22 ديسمبر 2003 ، التقى وزير الخارجية المصري أحمد ماهر مع السفاح ارئيل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها، وبناء على رغبة الوزير المصري تم تنظيم زيارة سريعة له إلى المسجد الأقصى، وعندما وصل إلى هناك، وبمجرد دخوله إلى المسجد؛ لاحقته أحذية المصلين، ومنعته من أداء الصلاة فيه، ولم ينقذه منها سوى الجنود الإسرائيليين المرافقين له وحرسه الشخصي، فتم نقله سريعا إلى مستشفى إسرائيلي، حيث تم علاجه، وعودته سريعا إلى مصر!

               

منذ ساعتها لم يجرؤ مسئول عربي على زيارة المسجد .. لماذا؟ لأن رسالة أهلنا المرابطين في القدس والأقصى وصلت واضحة إلى الجميع، وهي أن الزيارة يجب ألا تكون تحت الحراب الإسرائيلية، ولا بتأشيرة دخول إسرائيلية، وإنما يجب أن تكون، والمسجد محرر، وتم استرداده وتحريره من قبضة الاحتلال، لكن فيما عدا ذلك ستكون الزيارة خدمة مجانية للمحتل الغاصب، لأنه سيستغلها في إظهار نفسه -كما يدعي كذبا- على أنه يحفظ حرية العبادة للمسلمين، بينما لا يكاد يمر يوم إلا ويقوم بتدنيسه قطعان الحاخامات والمستوطنيين، ويتم شل حركة المسلمين عن بلوغه، وتجري على قدم وساق إقامة حفريات من حوله، وتحته، لتهدد المسجد بأخطار وخيمة، لحساب بناء "الهيكل" الذي يزعمون.

لكن بينما نستذكر في الأيام الجارية ذكرى النكبة الكبرى الأولى، بوصف الدكتور يوسف القرضاوي، ويحتفل الصهاينة بما يسمونه " توحيد القدس، ومرور 43 عاما على احتلال القدس الشرقية عام 1967م، ويمضي فيه الصهاينة حثيثا في مخططاتهم للتهويد والتوطين، وطرد المقدسيين ، ويتعبأ فيه الشعور العربي والإسلامي بالغضب ضد الممارسات الصهيونية، خرج وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدى زقزوق ليجدد ما وصفته جريدة الأهرام ( 11 مايو 2010) ب "موقفه المعلن منذ ‏13‏ عاما بدعوة جميع المسلمين لزيارة القدس، والصلاة بالمسجد الأقصي، لما في ذلك من تعزيز، ومؤازرة للحق الإسلامي في القدس الشريف، بحسب قوله.

زقزوق أضاف ـ في لقائه بوزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباشي ـ أن التفاف العالم الإسلامي حول القدس يحمل رسالة للعالم بأن القدس إسلامية، وتخص‏1,5‏ مليار مسلم، وليست قضية فلسطينية وعربية فقط،‏ محذرا من أن استمرار الموقف الرافض لزيارة القدس،  والاكتفاء بالمزايدات والشعارات والخطب الرنانة لن يدفع القضية خطوة واحدة للأمام بل يمنح الفرصة كاملة لإسرائيل للانفراد بالشعب الفلسطين،  وتنفيذ مخططاتها في تهويد المدينة المقدسة، والسيطرة علي مقدراتها".

والواقع أن هذا الكلام يفتقر إلى الفهم السياسي السليم، ذلك أن فتح الباب على مصراعيه لزيارة القدس في ظل الاحتلال معناه أن تتحكم السفارات الإسرائيلية في المسلمين، وإذلالهم، كما قال أحد القراء، تعليقا على الخبر.

وفي الوقت نفسه، لا يجوز زيارة القدس إلا بعد تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي، وإلا اعتبر ذلك اعترافا بشرعية الاحتلال، كما جاء في عتاب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لزقزوق.

من قبل، كرر زقزوق دعوته تلك فرد عليه العديد من العلماء ، وقال الدكتور نصر فريد واصل مفتى مصر الأسبق إن الواقع الحالي يؤكد أن فتح باب الزيارة أمام المسلمين لن يقدم دعما للفلسطينيين بقدر ما يقدم دعما سياسيا وماليا ودعائيا للصهاينة، وتأكيدا لسيطرتهم على مقدساتنا.

وتابع: "بمرور الوقت ستتحول الزيارة إلى أمر طبيعي متعارف عليه، ويقول اليهود : إننا مادمنا نسمح للمسلمين بزيارة مقدساتهم فلا يحق لهم المطالبة بأن تكون تحت الولاية الإسلامية."

وأضاف :" جواز سفر كل مسلم سيتوجه لزيارة الأقصى سيختم بخاتم إسرائيل، ما يعنى اعترافا ضمنيا منا بشرعية الاحتلال الصهيوني، وهى مكافأة لم يحلم بها بأي حال من الأحوال.. مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت سابقا افتتاحها ما يسمى " كنيس يهودي " أسفل الأقصى، فهل يكون رد المسلمين على هذا أن نتودد إليهم، ونطلب منهم أن يسمحوا لنا بزيارة مقدساتنا، ليظهروا أمام العالم بصورة الشعب المسالم مع المسلمين؟!"

ومن جهته، قال الشيخ عكرمة صبري مفتى القدس الأسبق وخطيب المسجد الأقصى -في السياق نفسه- : "نحن نرحب بإخواننا المسلمين فى كل وقت يرغبون فيه في زيارة الأقصى، ومقدساتنا فى فلسطين، ولكن الأمل أن تتم الزيارة تحت العلم الفلسطيني الحر، وليس بتأشيرة إسرائيلية تكرس للاحتلال، ولا ترفعه عن كاهل الأقصى".

                       

بقيت الإشارة إلى أنه يبدو أن وزير الأوقاف المصري ذهب ضحية إقناع محمود الهباش وزير الأوقاف في السلطة الفلسطينية له هذه المرة بالأمر علما بأنه شخص غير موثوق فيه على الإطلاق، ومواقفه سلبية تجاه المقاومة، ويكفي أن يُوضع اسمه على موقع "يوتيوب" ليظهر للمرء فضائحه التي تجسد شخصيته الحقيقية.


        

بقلم: عبدالرحمن سعد، 15 مايو 2010، 1 جمادى الآخرة 1431ه

تعليقات القراء
الإسم
البريد الالكترونى
التعليق
 
     ما رأيك فى شكل الموقع ؟
  
هذا الموقع يعبر عن الآراء والأفكار الخاصة بصاحبه ولا ينحاز لأى فئة أو هيئة أو مؤسسة
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب الصحفى عبد الرحمن سعد