استمرت أزمة منع إدارة القمر الصناعي (النايل سات) في مصر بث قناة الرحمة لمالكها الشيخ الداعية محمد حسان، بسبب ورود كلمة "القردة والخنازير" في وصف اليهود، على لسان أحد الدعاة بالقناة، مما جعل المجلس الأعلى للمواد المسموعة والمرئية "csa" بفرنسا يطالب بوقفها ، وهو ما استجابت له النايل سات، ما أثار غضب بعض نواب مجلس الشعب المصري، فتقدموا بطلب إحاطة.

وكان تم منع استقبال قناة "الرحمة" الفضائية الإسلامية المصرية على الأقمار الصناعية داخل فرنسا، بعد بث حلقة الدكتور حازم شاهين التي وصف فيها اليهود بالقردة والخنازير، وهي الحلقة التي كان يتحدث فيها عن غزوة خيبر، وعلي إثر ذلك قامت شركة النايل سات بإرسال إنذار للقائمين علي القناة تشير فيه إلي أنهم سوف يوقفونها لهذا السبب.

وقال محمود حسان مدير عام البرامج بالقناة، وشقيق الشيخ محمد حسان إنهم يمكن أن يكتفوا ببث القناة علي تردد العرب سات، في حالة تنفيذ إدارة النايل سات لتهديدها، إذ أمهلتهم الشركة أسبوعا آخر للتفاوض، لكنه أكد أيضا أنهم يمكن أن يحاول بث القناة مرة أخري علي النايل سات.

وأضاف :"لن نهدأ، ولن نصمت طالما أن هذا يغيظ أعداء الإسلام"، وأبدي استغرابه من طب شركة النايل سات لهم بأن يلجأوا للقضاء الدولي بسبب هذا الأمر، مضيفا أنه يتعاون مع شركة مصرية علي أرض مصرية.

وأشار إلى أنه استغاث برئيس الجمهورية في خطاب بثه بنفسه علي الهواء مباشرة، كما شكر للنواب الذين تقدموا بطلبات إحاطة بمجلس الشعب بخصوص الأمر، وهم : محمد خليل قويطة وجمال الزيني وعبد الرازق الخطيب.

وكان هؤلاء النواب تقدموا بطلب إحاطة عاجل ضد قرار المجلس السمعي والبصري الفرنسي بوقف بث قناة "الرحمة" على القمر الفرنسي "يوتلسات" ، عقب شكوى مقدمة من اتحاد الجمعيات اليهودية الفرنسية تطالب بوقف بث القناة.

وقال النواب: "إن هذا الاتحاد يمثِّل وجهة النظر الصهيونية، وإن القرار سبَّب صدمة للشعوب الإسلامية".

وقال محمد خليل قويطة :"الدستور فى المادة 48 نص على حرية الصحافة والطباعة والنشر ووسائل الإعلام وكفالتها، وكذلك المادة 49 التي أكدت على أنه "تكفل الدولة للمواطنين حرية البحث العلمي والإبداع الأدبي والفني والثقافي وتوفر وسائل التشجيع اللازمة لتحقيق ذلك".

وكان معهد الشرق الأوسط لأبحاث الإعلام "ميمري"، وهو أمريكي إسرائيلي؛ رصد تقريرا مصورا لحديث للشيخ المصري محمد حسين يعقوب على قناة الرحمة يوم 17 يناير/كانون الثاني 2009 قال فيه :"لو أن اليهود تركوا لنا فلسطين، خلاص يبقوا حبايبنا؟ لا طبعا، عمرهم ما هيبقوا حبايبنا ، اليهود ليسوا أعداء لأنهم احتلوا فلسطين ولكن هم أعداء ولو لم يحتلوا شيئا".

وأضاف يعقوب: "عقيدتك في اليهود أنهم لن يكفوا عن قتالنا وقتلنا ليس من أجل الأرض والأمان كما يزعمون، وإنما من أجل الدين".

وتابع قائلا: "ينبغي أن نعتقد.. عقيدتك في اليهود أن القتال معهم دائم، ولن ينتهي حتى القتال الأخير.. سنقاتلهم ونهزمهم وسنستأصل شأفتهم، فلا يعود على ظهر الأرض يهودي واحد، ليس لأنني أقول ذلك، بل هي بشارة.." مشيرا إلى حديث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وكان الشيخ "حسن حسان" شقيق الداعية "محمد حسان" ومدير البث بقناة الرحمة، قال إنهم توجهوا بخطابات للسيد محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية، ونجله جمال مبارك رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني، وأنس الفقى وزير الأعلام وحبيب العادلى وزير الداخلية، اعتراضا على استجابة إدارة النايل سات لقرار الهيئة الفرنسية بوقف بث قناة الرحمة بحجة أنها تنشر أفكارا معادية للسامية.

وشكا حسان في خطابه إدارة النايل سات بسبب مخالفتها للعقد المبرم مع إدارة القناة الذي ينص على أنه في حالة وجود أي أزمة يتم حلها بشكل ودي أو يتم اللجوء للمحاكم المصرية، ووصف حسان قرار موافقة النايل سات على طلب الجمعية اليهودية بفرنسا بوقف القناة بأنه "تعسف" ضدهم لمنع أبرز القنوات الإسلامية التنويرية في مصر.

وأضاف: على الرغم من أن هناك العديد من القنوات الفرنسية التي تسب الرسول إلا أننا لم نطالب يوما بوقف بث تلك القنوات، وأتعجب من إدارة النايل سات التي وافقت على وقف بث القناة بمنتهى السهولة والبساطة على الرغم من أن فرنسا هي التي دائما تدعى أنها ترعى حرية الرأي والتعبير وأنها بلد ديمقراطي.

وأصدر المجلس الفرنسي اليهودي قراره الذي وصف فيه القناة بالمعادية للسامية، وبأنها تقدم مضامين تشجع العنف بناء على إحدى حلقات برنامج الداعية حازم شومان التي قال فيها موجها رسالته لليهود :"لدى رسالة إلى كل يهودي على وجه الأرض، لقد اقترب يوم الثأر، وجيش محمد سوف يعود، يا أكثر المخلوقات لعنة على الأرض، يا أنسال القردة والخنازير".