1079215   عدد الزوار
Loading...
me@arsaad.com
 |   |   |   |   |   | 
 
  ***  اغتيـال بحيرة: دماء علـى ميـاه "المـنزلة"..التحقيق الفائز بجائزة التفوق الصحفي ج:1   ***  مغامـرة صحفيــة في أنفاق غزة   ***  الحُلم الإسلامي في "إيمانيات الدولة من وحي الثورة"   ***  حاجتنا إلى آداب سورة "الآداب"   ***  جريمة خلف المحكمة الدستورية‏   ***  عندما تذوب المسئولية
 
ÇáÃÑÔíÝ ãÞÇá Çáíæã
ملكة الجمال المسلمة لأمريكا .. لا تمثل إلا نفسها
5/20/2010
 

بقلم-عبدالرحمن سعد:

أخطاء عدة وقعت فيها دوائر عربية وإسلامية ، باعتبارها فوز اللبنانية الأصل ريما حسين فقيه (24 سنة) بمسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة "نصرا للعرب، والمسلمين".
فقد تغاضت هذه الدوائر عن موقف الإسلام من هذه المسابقات، وهو التحريم ، لأن الله تعالى حرَّم في كتبه المنزلة، وعلى ألسنة رسله وأنبيائه، أن تبدي المرأة  زينتها إلا ما ظهر منها، بل أمرها بالاحتشام، والتستر، وصون عورتها، قال تعالى :"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن". (الآية الحادية والثلاثون من سورة "النور").
ومن حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أسماء: إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح لها أن يُرى منها إلا هذا وهذا. وأشار إلى وجهه وكفيه"." (نيل الأوطار).
وهذا تفسيرا لقول الله تعالى: "ولا يُبدينَ زينَتهُن إلا ما ظَهَرَ منها": فقوله صلى الله عليه وسلم: "لم يصلح أن يُرى منها" بيان لقوله تعالى: "إلاَّ ما ظَهَرَ منها"، أي: وجهها، وكفيها، فالمنهي في الآية هو المنهي في الحديث، والمستثنى فيها هو المستثنى في الحديث.
وناهيك عن وجوب التستر، وحُرمة العري؛ فإن ارتداء الملابس الضيقة التي تبين مفاتن المرأة، أصلا مُحرَّم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ". رواه أحمد، ومسلم في صحيحه.
قال العلماء كاسيات: عليهن كسوة، ولكنهن عاريات لأن هذه الكسوة لا تسترهن إما لقصرها أو خفتها أو ضيقها.. مائلات.. عن طريق الحق مميلات: لغيرهن بما يحصل بهن من الفتنة.
وهَذَاالْحَدِيث مِنْ مُعْجِزَات النُّبُوَّة. وليت ما يحدث في مسابقات ملكات الجمال يقف عند حد التكشف، والسفور، وإنما يصل إلى أن تبدي المرأة جميع مفاتنها ، لكى يتم الحكم على جمال بدنها، باعتبار ذلك من مقاييس الفوز بتلك المسابقات ، ولا أحيل هنا إلى صور المتسابقات، وهن يصطففن في سوق النخاسة بملابسهن الداخلية الرقيقة، وإنما أحيل إلى صورهن في جميع مراحل المسابقة.
إن الإسلام دين العفة والطهارة والتستر والاحتشام، ولكن منظمي هذه المسابقات، والمشاركات فيها بالطبع، لا يستحضرون جميعا هذه المعاني، حتى يصح القول إنها مسابقات ضد الدين، وضد المرأة نفسها، ولا يجوز للمرأة المسلمة المشاركة فيها، طالما بُنيت على تلك الأسس الفاسدة.
أما فوز "ريما حسين فقيه"، بغض النظر عن كونها شيعية، فيُُحسب زورا على الإسلام، لأنها تلحق أبلغ الضرر بصورة المرأة المسلمة التقية النقية الجميلة بحجابها، وتسترها، والتزامها بما أمرها الله تعالى به، فالجمال الحقيقي -الذي لا يعرفه الغرب- هو الجمال في طاعة الله.
كما أن "ريما" وأترابها ممن هن على شاكلتها من المسلمات يلحقن أبلغ الأذى بالدعوة الإسلامية لأنهن يحدثن تشويشا فى الصورة الواجب توافرها فيمن تدخل في الإسلام ، وهو وجوب هجر عُريهن، وتبرجهن، والالتزام بالاحتشام في الملبس والمظهر، وعدم إبداء المفاتن.
والأمر هكذا ، فإن تقديم "ريما" على أنها رمز للمرأة المسلمة يلحق ضررا أكيدا بالأجيال الجديدة، باعتبار أنه يقدم للمسلمات نموذجا خبيثا يرفضه الإسلام، على أنه نموذج ينبغي الاحتذاء به، وقد وجدنا في الإعلام العربي، من يروج لذلك بالفعل ، وعلى سبيل المثال اعتبر ساطع نور الدين في جريدة السفير فوز ريما بمثابة :"نصر جديد حققته فتاة شيعية جنوبية على أمريكا"!( جريدة السفير/ 19 مايو-2010).
والأمر هكذا فإن الترويج لهذا الفوز في مجتمعات المسلمين ينشر قدوة سيئة بين الفتيات المسلمات اللائي قد يحاولن احتذاءها، في رقصها، وعريها، بدافع من الانبهار، أو ضعف الالتزام الديني، أو ميلا للدنيا.
وفي المقابل، هناك ملايين من النساء العربيات والمسلمات أكثر جمالا من "ريما" بكل المقاييس ، البدنية والعقلية والروحية، وفي الوقت نفسه  يلتزمن بأهداب الدين، ويخدمن البشرية بأخلاقهن، وعلمهن، وسلوكهن، وهؤلاء لا يُراد بزوغ شمسهن في مجتمعاتنا، وإنما يحاول البعض خداعهن بالقول إنه لا تعارض بين كونك مسلمة، وكونك ملكة جمال، وهذا كذب بواح، لأن طريق الله وطريق الشيطان لا يجتمعان.. قال تعالى: "ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين. وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم". (يس:60،61).



تعليقات القراء
الإسم
البريد الالكترونى
التعليق
 
     ما رأيك فى شكل الموقع ؟
  
هذا الموقع يعبر عن الآراء والأفكار الخاصة بصاحبه ولا ينحاز لأى فئة أو هيئة أو مؤسسة
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب الصحفى عبد الرحمن سعد