1023571   عدد الزوار
Loading...
me@arsaad.com
 |   |   |   |   |   | 
   
  ***  اغتيـال بحيرة: دماء علـى ميـاه "المـنزلة"..التحقيق الفائز بجائزة التفوق الصحفي ج:1   ***  مغامـرة صحفيــة في أنفاق غزة   ***  الحُلم الإسلامي في "إيمانيات الدولة من وحي الثورة"   ***  حاجتنا إلى آداب سورة "الآداب"   ***  جريمة خلف المحكمة الدستورية‏   ***  عندما تذوب المسئولية
 
إسلاميات
جدِّد صيفك.. بسورة "التوبة
06/06/2010

 
بقلم:عبدالرحمن سعد :  ارتبط الصيف عندي بسورة "التوبة"، بما انطوت عليه من حديث واف عن غزوة تبوك، وهي آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان فصل الصيف ساحتها في الفترة الممتدة بين شهري رجب وشعبان من العام التاسع للهجرة ، والسبب في ذلك الارتباط عندي بين الأمرين يعود إلى تلك المقارنة التي أحب أن نعقدها بين صيفنا -نحن مسلمي هذا الزمان- وصيف الرسول وصحبه الكرام.
دائما أخلو بنفسي، وأرتل آيات سورة "الفاضحة"، وأطالع ما جاء في تفسيرها ووقائعها من كتب التفسير والسيرة ، ولا أشعر بمتعة تداني المتعة التي أفوز بها ، وأنا أقضي وقتي بين رحابها في تلك السياحة الإيمانية، التي أحاول أن أستحضر مشاهدها ، وأن أقوم بإسقاطها على واقعنا.
هذه هي المدينة المنورة في عز الصيف، وقد طابت فيها الثمار، وامتدت في رحابها الظلال، وران عليها جو من الخشوع والسكينة ، ثم يأتي الفكر العالي من الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمر بالتجهز للخروج إلى تبوك ، وهي عين ماء تقع أقصى شمال الحجاز على الحدود مع الشام، وتبعد عن طيبة أكثر من 778 ميلا (نحو 1251 كيلو متر)، وهي مسافة قطعها الجيش المسلم في 15 يوما ذهابا ، ومثلها إيابا، في حين مكث في تبوك 20 يوما ، ليبلغ إجمالي الوقت الذي استغرقته الغزوة، خمسين يوما، أي أنه معظم صيف ذلك العام.
كان عمر رسول الله وقتها نحو واحد وستين سنة، فالغزوة حدثت قبل وفاته بعامين ، أي أن جهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعرف الإحالة للتقاعد، ولا الخروج إلى المعاش ، بل قضى حياته في جهاد متواصل من أجل تحقيق هدف محدد هو تبليغ دعوة ربه.
كان الهدف من الغزوة ، كما قال ابن كثير هو :"استجابة طبيعية لفريضة الجهاد"، وعند بقية العلماء : قتال الروم وحلفائهم من مستنصرة العرب ، كحرب استباقية، بعد أن بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنباء تجهزهم لقتاله ، ومهاجمة مكة والمدينة.
كان استنفار الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين من أجل الخروج للقتال في وقت جدب ، وحر شديد، وظمأ مُهلك، وقلة في الزاد والعتاد، فتخلف عديد من المنافقين ، ممن وصفهم القرآن بقوله :" فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله، وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ، وقالوا : لا تنفروا في الحر. قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون * فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون". (التوبة : 82 ، 81).
لقد كان حديث القرآن عن غزوة تبوك أطول حديث عن غزوة في القرآ ن كله.. أكثر حتى من الحديث القرآني عن غزوة بدر وغزوة أحد (التي توسعت سورة آل عمران في تناولها).. لكنها  "التوبة" السورة التي "فضحت" الخبايا ،وأماطت اللثام عن النفوس.
إنها السورة التي خلدت "ساعة العُسرة" التي واجهها الرسول وصحبه.. في ساحة الشرف والكرامة..ساحة الجهاد في سبيل الله.
وبينما تبارى المؤمنون في إعداد العدة ، وأخذ الأهبة ، والجود بما في أيديهم من مال ، وعتاد .. فهذا عثمان يجهز الجيش بما يملك حتى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم"، وهذا عبدالرحمن بن عوف، وعمر بن الخطاب ، كل منهما ينفق نصف ماله ، بينما أبو بكر -رضي الله تعالى عنه- ينفق ماله كله في سبيل الله.
تتوالى عشرات المواقف اللاهبة والمؤثرة في ثنايا الغزوة بين تخلف الصادقين الثلاثة ، وبكاء الفقراء ممن لم يستطيعوا الخروج بعد أن أعوزهم المال ، وإيثار الصحابة أحدهم للآخر بالتمرة وشربة الماء، وقد كادوا يهلكون من قلة الطعام ، ونفاد الماء، ناهيك عن مشورة الرسول لأصحابه في مدى إمكان تجاوز الحدود لمطاردة الروم، وحلفائهم ، بعد فرارهم .. ثم الخاتمة السعيدة ، والنهاية البيضاء، إذ لم يُقتل جندي مسلم واحد ، من بين ثلاثين ألفا ، وهم تعداد الجيش المسلم وقتها.
وما بين البداية الجاهدة ، والنهاية المريحة، أضاف الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- لبنة جديدة إلى بناء الإسلام العظيم ، بتحقيق جميع أهداف الغزوة.
لنعد الآن إلى واقعنا بعد هذا التحليق الرباني في سماء السورة.. لنعد إلى إجازاتنا ومصائفنا واختياراتنا ، ولنقارن بين صيفنا وصيف الصحابة .. واصطيافهم واصطيافنا .. وجهادهم وإجازاتنا.. لنصل في النهاية إلى الرسالة : اجعل لإجازتك هدفا، وأعد لصيفك خطة، وجهز الوسائل لمواجهة حر الآخرة قبل حر الدنيا ، إذ الأول أشد حرا ، على أن تكون المحصلة ، من وراء هذا الصيف : تجديد الإيمان ، وتقوية العلاقة مع الله ، والاستعداد لساعة "العسرة" أيا كانت ، وفي أي وقت، مع بذل الجهد التراكمي والنوعي المتواصل، والابتعاد عن كل ما يغضب الله ، من هدر للوقت أمام الفضائيات ، أو في العري ، أو على الشواطيء ، أو في المنتجعات.
الإسلام هو الحل.

المراجع:
1. الدكتور : علي محمد محمد الصلابي، السيرة النبوية، الجزء الثاني، دار الفجر للتراث ، القاهرة، ط 1 ، 1424ه، 2003م.
2. أبو الفداء إسماعيل بن كثير، تفسير القرآن العظيم، دار البيان العربي، القاهرة، الجزء الثاني .

 

تعليقات القراء
Sne
Cheers pal. I do aprctpiaee the writing.
    
Cavid
Wham bam thank you, ma'am, my qusotiens are answered! http://skxjcl.com [url=http://zcdmrb.com]zcdmrb[/url] [link=http://wjqduqbb.com]wjqduqbb[/link]
    
Suhaan
Great article but it didn't have evtyhering-I didn't find the kitchen sink! http://qzrrejwj.com [url=http://ptgelpvtlnf.com]ptgelpvtlnf[/url] [link=http://hsszrkrt.com]hsszrkrt[/link]
    
Chris
You get a lot of respect from me for writing these helpful areslcti.
    
Dortha
That's really thinnikg out of the box. Thanks! http://kxesxtszpzf.com [url=http://jhtmxlxuau.com]jhtmxlxuau[/url] [link=http://jzolie.com]jzolie[/link]
    
  الإسم
البريد الالكترونى
  التعليق
 
     ما رأيك فى شكل الموقع ؟
  
هذا الموقع يعبر عن الآراء والأفكار الخاصة بصاحبه ولا ينحاز لأى فئة أو هيئة أو مؤسسة
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب الصحفى عبد الرحمن سعد