1076781   عدد الزوار
Loading...
me@arsaad.com
 |   |   |   |   |   | 
 
  ***  اغتيـال بحيرة: دماء علـى ميـاه "المـنزلة"..التحقيق الفائز بجائزة التفوق الصحفي ج:1   ***  مغامـرة صحفيــة في أنفاق غزة   ***  الحُلم الإسلامي في "إيمانيات الدولة من وحي الثورة"   ***  حاجتنا إلى آداب سورة "الآداب"   ***  جريمة خلف المحكمة الدستورية‏   ***  عندما تذوب المسئولية
 
ÝáÓØíäíÇÊ
لماذا المكرونة لا يا سيادة الرئيس؟
6/12/2010


الاعتقاد السائد لدى جميع من يعمل على كسر الحصار الظالم الذى يتعرض له الأخوة الفلسطينيون فى غزة أن فتح مصر لمعبر رفح كفيل بإنهاء هذا الحصار وإراحة العالم الذى يكافح من أجل رفع هذا الحصار من المتاعب التى يعانى منها الأخوة فى غزة ويعانى منه من يعمل من النشطاء على كسر هذا الحصار فى جميع بلاد العالم وهذا الأمر كان دائما مثار حديث وتساؤل جميع من يشارك فى المؤتمرات الدولية والندوات التى تعقد فى العالم للمطالبة بإنهاء هذا الحصار، وآخرها المحاولة التى قام بها نشطاء من خمسين دولة بتسع سفن تحت شعار قافلة الحرية والتى انطلقت من تركيا، والحقيقة أن النشاط التركى لكسر هذا الحصار فاق كل التوقعات،
وأثناء اجتماع اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة ونصرة الشعب الفلسطينى فى بيروت بتاريخ ٢٩/٤/٢٠١٠ أطلعنا الأخوة فى تركيا على تفاصيل هذه الحملة والتى كان محدداً لها يوم ١٥/٥/٢٠١٠ للانطلاق مع احتمال تغير هذا الموعد حسب ظروف تجمع السفن وكان مقررا أن أكون أنا مع المشاركين فيها برفقة الدكتور/ محمد البلتاجى ولكن لظروف سفرى إلى أمريكا حل محلى فيها الدكتور/ حازم فاروق عضو مجلس الشعب فكان من نصيبه الثواب الذى يستحقه على هذا الجهاد ونحمد الله على عودتهما سالمين بعد أن أخذا ثواب الجهاد فى سبيل الله.
الأخوة فى تركيا يعملون فى مجال الإغاثة الإنسانية ومحاولة كسر الحصار عن غزة فى همة ونشاط لا يعرفان الكلل فقد علمنا منهم أن الحملة التى يقومون بها جابت حوالى ثلث تركيا لجمع التبرعات وبث الوعى بعدالة القضية الفلسطينية، والظلم الذى يتعرض له أخوتنا فى غزة من هذا الحصار وأنهم قد جمعوا من الأموال ما مكنهم من شراء السفن الكبيرة التى تسع المئات فضلا عن مواد الإغاثة الإنسانية ومواد البناء اللازمة لإقامة منازل بدلا من التى هدمها العدوان الإسرائيلى على غزة.
كما أن المصانع عندهم صنعت عدة منازل جاهزة شحن بعضها إلى مصر ليدخل غزة عن طريق معبر رفح ومازال ينتظر الإذن بذلك والباقى سيكون ضمن الإغاثة الإنسانية، وقد تطوع النشطاء من خمسين دولة للمشاركة فى هذه الحملة ولم يثنهم التهديد الإسرائيلى بمنع القافلة من الوصول إلى غزة من الإعداد لها والعزم على القيام بها.
وقد قامت هذه الحملة وحدث ما حدث لها من عدوان إسرائيلى عليها وقتل البعض من نشطائها وإصابة البعض الآخر بحجة أن النشطاء قاوموا جنودها أثناء تفتيش السفن وأصابوا بعضهم وهى حجة واهية لم تنطل على أحد، جعلت رجب طيب أردوجان يكاد يخرج من ملابسه ضيقا وألما أثناء إلقاء خطابه بعد الحادث.
وقد أقامت نقابة الصيادلة مؤتمرا حاشدا يوم السبت الماضى ٥/٦/٢٠١٠ فى نقابة الأطباء بالقاهرة لتكريم الأخوين الدكتور/ محمد البلتاجى وحازم فاروق عضوى مجلس الشعب العائدين سالمين بحمد الله من رحلة الجهاد الشاقة تحدثا فيه عما حدث فى الرحلة وقد علمنا منهما أن عدد المشاركين كان سبعمائة فرد أغلبهم من الأخوة الأتراك (أربعمائة من الأتراك ومائتان من الأوروبيين ومائة من العرب ولاحظ أن العرب أقل نسبة من المشاركين رغم أن القضية قضيتهم) وكانت السفينة لا تحمل معها سوى مواد إغاثة من الأطعمة والأدوية وبعض مواد البناء حيث إن آلاف الأسر من أبناء غزة ما زالوا يقيمون فى العراء فى الأماكن التى كانت بها منازلهم التى هدمها العدوان رغم أن البرد فى هذه المنطقة قارس وهم على هذا الحال منذ ثلاث سنوات.
وقد حدثنا الزميلان المناضلان/ محمد البلتاجى وحازم فاروق عن بعض مظاهر التعاون والأخوة التى لاحظاها واستمتعا بالعيش فيها منذ وجودهما مع القافلة فقد ذكرا أن الرحلة كانت تجمع أناسا من كل الجنسيات والديانات ولكن مظاهر الحب والتعاون بينهم كانت تفوق كل المتوقع فقد ذكرا أن الأخوة المسيحيين كانوا يحرصون على أداء صلاتهم برعاية قداسة المطران/ كابتشى إلى جوار المسلمين وقت أدائهم الصلاة، فى مظهر لم يسبق رؤيته من قبل،
وكان بعض المسلمين صائماً وقت الرحلة وكان الأخوة المسيحيون يقومون بإعداد الإفطار لهم وقت المغرب ويقومون على خدمتهم فى روح أخوية تدل على أن الزعم بوجود خلاف بين المسيحيين والمسلمين هو أمر من اختلاق الساسة من أجل بث روح الفرقة بينهم، وكانت الحياة تسير فى أيام القافلة على أحسن ما يمكن أن تكون عليه، ويحدثنا الأخوان/ البلتاجى وحازم بأنه جرت مباحثات بين قائد القافلة والحكومة الإسرائيلية حاولت فيها الحكومة إثناء القافلة عن محاولة دخول غزة وطلبت منهم تسليم ما معهم من معونات إلى الحكومة الإسرائيلية لتوصيلها إلى غزة،
إلا أن الأخوة الأتراك المنظمين للرحلة رفضوا ذلك تماما وقالوا إن الهدف من القافلة ليس توصيل المعونات ولكن كسر هذا الحصار الظالم ثم كان العدوان الغاشم غير المبرر على هذه القافلة الذى هز شعور العالم كله وحركه فى اتجاه كسر هذا الحصار وزيادة مشاعر الغضب على الحكومة الإسرائيلية وبهذا تكون القافلة قد أحدثت من الأثر ما لا يمكن أن تحدثه لو أنها وصلت بسلام إلى غزة وأوصلت ما معها من معونات،
وكانت أولى هذه الثمار إعلان الرئيس/ حسنى مبارك عن فتح معبر رفح إلى أجل غير مسمى وسعد الناس كثيرا بهذا الخبر لأنه يعنى رفع المعاناة عن إخوانهم فى غزة، هذه المعاناة التى لم يعد ممكنا الصبر على بقائها. وبدأ الناس والجمعيات والنقابات فى جمع التبرعات من جميع أنحاء البلاد من أجل استغلال هذه الفرصة المتاحة قبل العدول عنها لأنهم يعلمون أن فتح المعبر وغلقه مسألة سياسية، والسياسة لها حساباتها وتقلباتها وأنه إذا كانت مصر قد فتحت المعبر تحت ضغط الإحساس العالمى بالسخط من غلقه فإن مصر يمكن أن تعيد غلقه بعد أن يخف هذا السخط.
سارع الناس بجمع التبرعات وإرسالها إلى رفح لتصل إلى إخواننا فى غزة ولكن كانت المفاجأة غير السارة فى انتظارهم وهى أن معبر رفح رغم تعليمات السيد الرئيس لم يتغير حاله عما كان عليه قبل الأمر بفتحه حيث كان يفتح لبعض أيام لمرور الأدوية فقط وبعض الحالات الحرجة ويغلق مرة أخرى أما هذه المرة فإن الفارق الوحيد هو أنه مفتوح طول الوقت ولكن فقط للأدوية والحالات الحرجة كما كان،
أما باقى المعونات من أغذية ومواد بناء فمحظور تماما الوصول إلى غزة دون سبب معروف، وبعض المواد الغذائية المرسلة من وقت إصدار الرئيس تصريحه مازال ينتظر الإذن بالعبور إلى الآن وقد كادت تتلف من طول الانتظار خاصة أن الجو حار ومن يحملونها مازالوا فى انتظار السماح لهم بإدخالها وقد علمت من الأخوة المنظمين لحملات الإغاثة أن من بين الأغذية المحظور دخولها إلى غزة المكرونة والمربات بأنواعها ولم أعرف سببا لذلك وتساءلت مع بعض العلماء والخبراء هل يمكن صنع الأسلحة والذخائر من المربات والمكرونة حتى يمكن فهم سر هذا المنع ولم أجد لذلك جوابا،
وكان الجواب عند أهل السياسة حيث قالوا إن المكرونة والمربى من أطعمة الصفوة وفى وجودها ما يشعر الناس بالنعيم المقيم وهذا إحساس ممنوع على أهل غزة المحاصرين الذين يجب أن يشعروا بالحصار فى كل وقت ويجب حرمانهم إلا من القليل الضرورى اللازم لسد الرمق حتى لا يصلوا إلى الموت، فهم لا يريدون إماتتهم بل إبقاءهم على قيد الحياة وتعذيبهم حتى يتبرموا من حكومتهم ويثوروا عليها وهذا لا يتأتى إلا بوجود شعور الحرمان عندهم،
وهكذا أصبحت المكرونة والمربى وبعض الأطعمة الخاصة محرمة على الدخول إلى غزة ولكن يبدو أن هذا الأمر قد فشل تماما وأصبح الناس فى غزة أكثر صلابة وأشد تمسكا بحكومتهم من ذى قبل وهم يذكرون فى حصارهم حصار المشركين لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأتباعه فى شعب أبى طالب فى مكة حتى أكلوا أوراق الشجر ولم يثنهم هذا عن إيمانهم بالله بل زادهم هذا الحصار قوة وإيمانا.
قد لا يصدق البعض أن معبر رفح لم يفتح بصورة طبيعية حتى الآن رغم تصريح الرئيس بذلك وهم يقولون هل يمكن أن يأمر الرئيس بأمر ولا يقوم أتباعه بتنفيذه، وهل يمكن أن يكون أمر الرئيس للاستهلاك المحلى والعالمى؟ هذا ما ستثبته الأيام القادمة حيث قررت لجنة الإغاثة القيام بمحاولتين للذهاب إلى رفح ومعها بعض المعونات لوضع تصريح الرئيس أمام الأمر الواقع إحداها يوم ١١/٦/٢٠١٠ والأخرى يوم ٢٥/٦/٢٠١٠ وإن غدا لناظره قريب.

المستشار محمود الخضيرى / المصري اليوم / 12 يونيو 2010م

m.elkhodiry@gmail.com


  
 

تعليقات القراء
الإسم
البريد الالكترونى
التعليق
 
     ما رأيك فى شكل الموقع ؟
  
هذا الموقع يعبر عن الآراء والأفكار الخاصة بصاحبه ولا ينحاز لأى فئة أو هيئة أو مؤسسة
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب الصحفى عبد الرحمن سعد