أكد أستاذ فقه إسلامي أن قضية إمامة المرأة للمصلين محسومة من الناحية الشرعية؛ إذ لم يعرف في تاريخ الإسلام والمسلمين هذا الأمر، مشيرا إلى أن ما نراه حاليا من إمامة المرأة للرجال "مجرد اجتهادات لا يمكن الأخذ بها؛ لأنها تتعارض مع الشريعة الإسلامية ، وتخالف أصول الدين".
وقال الدكتور إبراهيم المغيرة -أستاذ الشريعة والفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، لبرنامج "صباح الخير يا عرب" الإثنين 14 يونيو/حزيران-: "ما يسمح للمرأة وما تقرّه الشريعة الإسلامية هو منحها الحق لإمامة النساء فقط"، مؤكدا أن عدم إمامة المرأة للمصلين لا يعني أي نقصٍ في المرأة، أو التهوين من دورها وأثرها في الحياة الاجتماعية".
واعتبر أستاذ الفقه أن إمامة المرأة للمصلين الرجال خارج عن الخط الإسلامي بشكل عام؛ إذ لا يعرف في الاجتهادات الفقهية من يبيح مثل هذا العمل، وقال إن التاريخ الإسلامي يقوم على الفصل بين الجنسين.
وأشار إلى أن صفوف الرجال تسبق صفوف النساء في الصلاة للابتعاد عن الأشياء التي تفسد أجواء الخشوع والتركيز على المعاني التعبدية.
وأوضح "المغيرة" أنه في الحديث الصحيح أجاز الرسول -صلى الله عليه وسلم- للصحابية أم ورقة أن تتخذ مسجداً في بيتها وتجعل لها مؤذناً، حيث كانت تؤم أهل بيتها، نساء ورجالا، مشددا على أنه يجوز للمرأة الكبيرة في السن أن تؤمّ أهل بيتها باعتبارها صلاة نافلة -ليست فريضة- لافتا إلى ضرورة أن يكون المؤذن رجلا ، ولا يجوز لها أن تؤذن بنفسها".
وأضاف "قضية الاجتهادات الفقهية إذا انفلتت عن الضوابط الشرعية والأصول المعتمدة عند المسلمين فلا يؤخذ بها؛ لأن ذلك يؤثر على مسار ثبات الشعائر التعبدية"، داعيا المسلمين إلى الانصياع لمجامع الفقه الشرعية والاجتهادات المعتمدة.
وكانت أزمة إمامة المرأة للمصلين قد تجددت مؤخرا عقب قيام المؤلفة الكندية المسلمة "راحيل رضا" -ذات الأصول الباكستاني- بإمامة المصلين المسلمين رجالا ونساء في صلاة الجمعة في المركز الإسلامي بمدينة أوكسفورد البريطانية.
ورغم أن "رضا" تعتبر أول امرأة -ولدت مسلمة- تؤم المصلين من الجنسين في صلاة الجمعة ببريطانيا لكنها ثاني امرأة تقوم بهذه المهمة في أكسفورد، حيث قامت أمينة ودود -الأمريكية التي اعتنقت الإسلام منذ أكثر من 30 عاما- بإمامة المصلين في عام 2005 في مصلى بمركز أوكسفوردشير ماسونيك.
وقد أمّت راحيل رضا المصلين وألقت خطبة الجمعة أمام جمع مصلين من رجال ونساء، وقد وصلت إلى بريطانيا بدعوةٍ من "المركز الثقافي الإسلامي" لتفتتح مؤتمراً دولياً تحت عنوان "الإسلام: طريق إلى الأمام".
موقع mbc.net / 14 يونيو 2010م