1023615   عدد الزوار
Loading...
me@arsaad.com
 |   |   |   |   |   | 
   
  ***  اغتيـال بحيرة: دماء علـى ميـاه "المـنزلة"..التحقيق الفائز بجائزة التفوق الصحفي ج:1   ***  مغامـرة صحفيــة في أنفاق غزة   ***  الحُلم الإسلامي في "إيمانيات الدولة من وحي الثورة"   ***  حاجتنا إلى آداب سورة "الآداب"   ***  جريمة خلف المحكمة الدستورية‏   ***  عندما تذوب المسئولية
 
أخبار وتقارير
صديق الصعايدة ‏:‏ قصب السكر‏..‏ يشكو الهوان
05/04/2010


تقرير:عبدالرحمن سعد

علي مرمي البصر‏,‏ تمتد حقول قصب السكر بمحافظات الصعيد الجواني‏,‏ حيث يشتد عوده مع نمو كل طفل صعيدي‏,‏ وترتفع قامته‏,‏ بارتفاع آمال كل مزارع‏,‏ باعتباره الصديق الذي لايستغني عنه‏,‏ إذ يبقي معه منذ شروق الشمس حتي غروبها‏,‏ مترقبا موعد حصاده مرتين في العام‏,‏ فيبثه أشواقه وأشجانه‏,‏ وأحلامه وشكاياته‏..‏ لكن هذا الصديق يعاني اليوم من إهمال قيمته‏,‏ برغم أنه المحصول الاستراتيجي الأول في الصعيد الذي لايستغني شخص عن منتج السكر الذي يستخرج منه‏.‏

ليس مبالغة القول إن محصول قصب السكر هو أهم محصول استراتيجي في محافظات الصعيد‏,‏ إذ يعتبر المادة الخام الرئيسية لصناعة السكر بمصر‏,‏ لأنه يتم إنتاج مليون طن سنويا من السكر من نحو عشرة ملايين طن قصب‏,‏ بينما يبلغ متوسط محصول الفدان نحو أربعين طنا‏.‏

ويشكل المحصول مجتمعا مميزا في مناطق الصعيد‏,‏ وتحديدا بمحافظات قنا وأسوان وسوهاج والمنيا‏,‏ إذ تكونت له قاعدة زراعية ممثلة في الغالبية العظمي من المواطنين بهذه المحافظات‏,‏ وبلغت مساحة الأرض المزروعة به نحو ثلاثمائة ألف فدان‏,‏ كما أقامت له الدولة عددا من المصانع تبلغ ثمانية مصانع تابعة لشركة السكر والصناعات التكميلية‏,‏ وأدرجت لها مليارات الجنيهات‏,‏ لتنفيذ مشروعات التطوير والإحلال‏,‏ والتجديد والتوسع‏,‏ كما أقامت قواعد صناعية أخري‏,‏ اعتمدت علي هذا المحصول‏,‏ إذ تخصصت في تصنيع سبعة منتجات رئيسية أهمها الخشب والورق والمولاس‏,‏ وغيرها بالاضافة إلي‏22‏ منتجا ثانويا‏,‏ تبلغ قيمتها ـ في أقل التقديرات ما يزيد علي أربعة مليارات جنيه‏,‏ وذلك حسب تقارير رسمية‏.‏

رفع سعر التوريد
يعاني مزارعو القصب اليوم الأمرين‏,‏ فلا الحكومة تهتم بتحفيزهم بشكل مرض‏,‏ وبالتالي يعطي الفدان‏40‏ طن قصب فقط‏,‏ ولا هي تقف إلي جانبهم‏,‏ فتوقف الاستيراد‏,‏ مما يؤدي إلي رفع أسعار القصب‏,‏ والسكر‏,‏ وبدون أي نتيجة إيجابية تنعكس علي أحوال مزارعيه‏,‏ أو زيادة دخولهم البائسة‏,‏ مع أن الحكومة تتحمل زيادة ثمن السكر المستورد عالميا‏,‏ لكنها ليست علي استعداد لتحمل أي زيادة في سعر التوريد للفلاحين‏!‏

وهنا مربط الفرس‏,‏ إذ يطالب المزارعون ـ كما يقول عجلان حسن‏(‏ مزارع قصب‏)‏ ـ بأن تقوم الحكومة برفع سعر توريد المحصول إلي المصانع إلي مائتي جنيه للطن‏,‏ حتي يتحقق للمزارعين ما يحفزهم علي الاهتمام بالمحصول‏,‏ وتلافي الآثار السلبية لانخفاض الانتاج المحلي‏,‏ علما بأن الحكومة استجابت لمطلب رفع سعر توريد قصب السكر لمصانع السكر في خلال العام‏(2005-2006),‏ من‏130‏ إلي‏150‏ جنيها للطن‏.‏

ويطالب عبدالمعطي جبريل‏(‏ مزارع قصب‏)‏ بالسيطرة علي الزيادة المطردة في تكاليف الإنتاج‏,‏ ومنها ـ علي سبيل المثال ـ ارتفاع إيجار الفدان الذي يبلغ نحو أربعة آلاف جنيه‏,‏ خاصة بعد تطبيق قانون تعديل العلاقة بين المالك والمستأجر في الأراضي الزراعية‏,‏ وارتفاع تكاليف العمالة خاصة أن القصب من المحاصيل كثيفة العمالة‏,‏ إذ يبلغ أجر العامل اليومي ما يزيد علي‏25‏ جنيها في اليوم‏,‏ وكذلك ارتفاع أسعار المبيدات التي وصلت إلي حدود كبيرة في مختلف أنواعها‏,‏ علاوة علي ارتفاع أسعار الأسمدة مع أن احتياجات الفدان تبلغ‏20‏ جوالا بالإضافة إلي ارتفاع تكلفة عمليات الخدمة الآلية‏,‏ وعمليات الكسر والحصاد والنقل والتحميل‏,‏ وتقدر تكاليف إنتاج الفدان بنحو‏5,2‏ ألف جنيه يتحملها المزارع‏,‏ وبالتالي فإن الثمن الذي يحصل عليه يبلغ نحو خمسة آلاف جنيه‏,‏ أي أن هناك خسارة تلحق بعدد كبير من المزارعين‏,‏ مما يؤدي إلي إحجامهم عن الاستمرار في زراعة المحصول‏,‏ أو إعطائه العناية الواجبة‏.‏

أمر ثالث يشدد عليه رمضان محمد‏(‏ مزارع قصب‏)‏ هو ضرورة تشجيع المزارعين علي التوسع في مساحات القصب‏,‏ والسيطرة علي الفجوة بين الإنتاج والاحتياجات‏,‏ وكذلك تجنب زيادة الكميات المستوردة‏,‏ التي تتعرض لتقلبات سعرية‏,‏ قد يكون لها انعكاسات سلبية علي الاقتصاد القومي‏.‏

مطالب برلمانية
المطالب السابقة يعززها تقرير وضعته لجنة الزراعة والري بمجلس الشعب‏,‏ أوصي بالتوسع في مساحات القصب بمحافظات الصعيد في الحدود التي توافق عليها وزارة الموارد المائية والري‏,‏ علما بأن الاحتياجات المائية لمحصول القصب تعادل المحاصيل المزروعة في نفس فترة بقاء المحصول التي تبلغ نحو‏12‏ شهرا‏,‏ هذا فضلا عن أن العبرة ليست بالاحتياج المائي بل بالعائد الاقتصادي من وحدة المياه‏,‏ وهو عائد متعاظم من زراعة القصب‏,‏ وكذلك إعادة النظر في أسعار توريد المحصول بصفة دورية‏,‏ وأن تتم إعادة تقدير السعر ليصل إلي مائتي جنيه للطن‏.‏

من هنا تقدم عبدالرحيم الغول رئيس اللجنة بطلب إحاطة عاجل‏,‏ هو وأعضاء محافظات الصعيد‏(‏ أسيوط وأسوان وسوهاج وقنا‏),‏ مطالبين برفع سعر توريد طن قصب السكر المورد للمصانع إلي مائتي جنيه‏,‏ مشيرين في الوقت ذاته إلي أن الحكومة أولت عناية خاصة بمحصول القصب‏,‏ فأنشأت الأجهزة العلمية المختصة بتطوير سلالاته‏,‏ ونفذت مشروعات وتحسين الخدمات الإرشادية الخاصة بتسوية الأرض بالليزر والحرث تحت التربة‏,‏ وغيرها من الخدمات‏.‏

وإلي أن تتم الاستجابة لطلب الإحاطة فيكفي أن نعلم أن احتياجات مصر من السكر تبلغ مليونين ونصف المليون طن‏,‏ وهذا الرقم يمثل الاستهلاك الحقيقي لسلعة السكر في مصر‏,‏ إذ يتم إنتاج مليون طن من محصول قصب السكر من خلال زراعة‏300‏ ألف فدان في المحافظات المشار إليها‏,‏ ويتم أيضا توفير نحو خمسمائة ألف طن سكر من تصنيع بنجر السكر الذي يتم زراعته في محافظات الوجه البحري‏,‏ وبذلك تستطيع قدراتنا المحلية توفير نحو مليون ونصف المليون طن من السكر لكن يتبقي نحو مليون طن سكر‏,‏ تمثل الفجوة بين الانتاج والاستهلاك‏,‏ وهذه الكمية يتم استيرادها من الخارج‏.‏

يحدث هذا برغم أن الأسواق العالمية شهدت ارتفاعا كبيرا في سعر طن السكر‏,‏ ترتب عليه ارتفاع أسعار السكر المستورد من الخارج‏,‏ مما يقتضي العمل علي زيادة الإنتاج المحلي للتخفيف من الأعباء الكبيرة التي يتحملها ميزان المدفوعات‏,‏ وفي الوقت نفسه

زيادة سعر التوريد لتحفيز المزارعين علي زرعاته‏,‏ والعناية به‏

44168 ‏السنة 132-العدد 2007 نوفمبر 10 ‏29 مـن شوال 1428 هـ السبت

تحقيقات- الأهرام 


http://www.ahram.org.eg/Archive/2007/11/10/INVE4.HTM


تعليقات القراء
  الإسم
البريد الالكترونى
  التعليق
 
     ما رأيك فى شكل الموقع ؟
  
هذا الموقع يعبر عن الآراء والأفكار الخاصة بصاحبه ولا ينحاز لأى فئة أو هيئة أو مؤسسة
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب الصحفى عبد الرحمن سعد