تحت عنوان "رشوة للعالم الغربي" نشرت صحيفة اندبندنت البريطانية 18 يونيو 2010 مقالا يتناول الإعلان الإسرائيلي بتخفيف الحصار على غزة.
ويذكر المقال أن توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط خرج علينا الأسبوع الماضي بعد لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلا إن الحكومة الاسرائيلية على استعداد الآن للانتقال إلى نظام كامل جديد تجاه الوضع في غزة.
وأوضح بلير أن الإسرائيليين سيسمحون بدخول السلع الاستهلاكية إلى القطاع فيما عدا بعض السلع المحظورة بعد ان كانت إسرائيل تمنع دخول أي سلع بشكل عام.
ثم جاء الإعلان الإسرائيلي بموافقة مجلس الوزراء على تخفيف الحصار على غزة مع الحفاظ على النقاط الأساسية التي كانت تنظم دخول السلع إلى القطاع.
الصحيفة تقول ربما هذه التوقعات بحدوث تغيير جذري في الوضع كانت انعكاسا للتفاؤل المفرط من جانب توني بلير الذي فشل في تحقيق أي خطوة ملموسة خلال توليه منصب مبعوث اللجنة الرباعية وبشكل وخاصة فيما يتعلق بغزة.
ولكن ما رآه آخرون على عكس ما رآه بلير هو أن الحكومة اليمينية في إسرائيل لن ترفع الحصار عن قطاع غزة مهما كانت الضغوط من جانب الولايات المتحدة أو أي بلد آخر لأن إسرائيل تعتبر الحصار أمرا ضروريا لصالح أمنها وأن رفعه سيخدم مصالح حركة حماس.
واعتبرت الصحيفة أن الإعلان الإسرائيلي بتخفيف الحصار ماهو إلا خطوة لا مفر منها قامت بها إسرائيل "كرشوة" للولايات المتحدة والمجتمع الدولي لتخفيف الانتقادات الدولية التي وجهت لها بسبب هجومها على أسطول المساعدات الذي كان متجها إلى غزة.
وتؤكد الصحيفة أنه ربما سيتم السماح بدخول بعض السلع ولكن الحصار على غزة سيظل مفروضا لتضييق الخناق على حركة حماس.
وتناول المقال نقطة أخرى هي إعلان الحكومة الإسرائيلية إجراء تحقيق داخلي في ملابسات الهجوم على أسطول الحرية الذي راح ضحيته 9 من نشطاء السلام.
وتقول الصحيفة إن الهدف الرئيس من هذا التحقيق هو إرساء مشروعية الحصار على غزة وإعطاء دروس للجيش الإسرائيلي بالتدخل بشكل فعال في المستقبل في أية اشتباكات او مواقف مماثلة وليس التحقيق في السياسة التي انتهجتها إسرائيل أو مبررات الهجوم العسكري وهما الأمران الذان أثارا انتقادات الأمم المتحدة وحلفاء إسرائيل.
المقال يختتم برسالة واضحة هي أن الوضع لن يتغير فالحصار الإسرائيلي سيعزز من نفوذ حركة حماس ، وسيضر بالشعب الفلسطيني داخل القطاع ، وإذا أراد العالم مساعدتهم فالأمر يعود للأمم المتحدة بإرسال قوافل إغاثة بحرية أو أن تفتح مصر حدودها مع القطاع بشكل دائم.
وكالات / bbc / 18 يونيو 2010م