1079229   عدد الزوار
Loading...
me@arsaad.com
 |   |   |   |   |   | 
 
  ***  اغتيـال بحيرة: دماء علـى ميـاه "المـنزلة"..التحقيق الفائز بجائزة التفوق الصحفي ج:1   ***  مغامـرة صحفيــة في أنفاق غزة   ***  الحُلم الإسلامي في "إيمانيات الدولة من وحي الثورة"   ***  حاجتنا إلى آداب سورة "الآداب"   ***  جريمة خلف المحكمة الدستورية‏   ***  عندما تذوب المسئولية
 
ÇáÃÑÔíÝ ãÞÇá Çáíæã
أيام الحر .. والحرب
6/21/2010


 كتب-عبدالرحمن سعد: الأحد 20 يونيو/ الثامن من رجب الحالي ، كان يوما مشهودا في حياة المصريين ، إذ بلغت الحرارة فيه معدلا مرتفعا ، أصاب الجميع ، بالإجهاد والرَهَق ، في البيوت والشوارع ومقار العمل ، فالجو "صهد"، والشمس قائظة ، والعرق يتصبب من الجميع ، كأن اليوم أحد أيام الآخرة المقررة على العُصاة والمتمردين ، أو كأن لفحاته  آتية من فيح جهنم .
سخونة الجو ، مع البداية اللاهبة للصيف ، في بلادنا ، تتواكب مع سخونة الأحداث من حولنا ، في منطقتنا .. فهناك صيف ساخن في فلسطين والعراق وأفغانستان .. إلخ ، حيث جند الحق يقارعون دهاقنة الباطل ، ساعة بساعة ، ووجها لوجه.
وفي مصر هناك صيف ساخن ، في مواجهة تحالف الاستبداد والفساد ، الذي يثمر لنا -نحن المصريين- كل يوم أعجوبة من عجائبه ، بين فضائح يتورط فيها وزراء (قرية آمون كأحدث مثال)، ومخاز يتورط فيها نواب برلمان ( كنواب الحزب الحاكم من شاكلة نائب القمار)، أو فضائح فساد كبار المسئولين (الرشوة الجديدة التي قدمتها شركة حديد ألمانية لمسئولين مصريين، بعد رشوة شركة المرسيدس لمسئول كبير) ، ناهيك عن فضيحة استمرار إقامة الجدار الفولاذي على الحدود مع غزة ، دون استعداد للتعامل مع المعطيات الجديدة ، من ضرورة وقف إقامته فورا ،  أو -على الأقل- تجميد العمل فيه ، حفظا لماء الوجه السياسي المصري ، الذي أُهريق في ظل الاتجاه العالمي ، وإن شكلا ، لرفع الحصار عن قطاع غزة.
هو إذن صيف ساخن .. والأسباب كثيرة ، وفي مقدمتها استمرار عربدة الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان ،  والصهيوني في فلسطين المحتلة والأراضي العربية ، والأثيوبي في الصومال ، علاوة على اطراد التآمر على السودان ، بهدف فصل جنوبه عن بقية أجزائه ، في استفتاء مقرر ، مطلع العام الجديد، بجانب تزايد  الضغوط على إيران ، وقد بلغت ذروتها بالعقوبات الجديدة ، وحصارها عسكريا ، في حين تتوالى فيه فصول المؤامرة على مصر بتعطيشها ، بعد أن تم تجويعها ، ويتم فيه إحكام عزل المسلمين ثقافيا واجتماعيا ، عن القيام بأدوارهم المؤثرة ، في المجتمعات الغربية .
ذلك في وقت تزداد فيه يد البطش بالمعارضين في مصر وليبيا وتونس والجزائر وسوريا .. وحتى في السعودية نفسها ( البطش بالمعلمين المعتصمين) !
وفي السياق نفسه ، نطالع أجواء مواجهات عسكرية ، ودماء تنزف ، على تخومنا ، في اليمن الذي كان سعيدا يوما ، وباكستان وتركيا وقيرغيزعستان ، بفعل عدو الخارج حينا ، وعدو الداخل أحيانا كثيرة ، أو بفعل تحالفهما معا.
في جميع الأحوال يبدو المشهد ساخنا هذا الصيف ، حيث الدموع ترقرق ، والدماء تدفق ، والمظالم لا تجد من ينصر مرتكبها ، بحجزه عنها ، كما علمنا المنهج النبوي.
ماذا نحن فاعلون؟
يجيب الصالحون : ما تجرأ علينا عدونا إلا بذنوبنا ، وما تخلف نصرنا من ربنا إلا بمظالمنا ( الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة).. وكذلك فإن (من أعان ظالما سلطه الله عليه )، وأيضا فإن :" من استقامت به نفسه استقام به غيره".
إذن فهو صيف محاسبة الذات ، وفقه الواقع ، وتجديد العهد مع الله بحمل الأمانة ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون). (الأنفال).
وهو صيف استغلال وقت ، ومراكمة الجهود النافعة ، كل في مجاله ، فإن الله سوف يبدلنا خيرا من أوضاعنا إن رأى منا خيرا ، قال تعالى :"إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أُخذ منكم"، وقال :" يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم"، وفي الحديث القدسي الصحيح قال سبحانه :"أنا عند ظن عبدي بي".
وهو -أيضا- صيف انتصار غزة على حصارها ( بدأ في يونيو 2007) ، .. وهو صيف انتصار المقاومة في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال .. وهو صيف التصدي الشعبي للاستبداد والفساد اللذين ينخران في عظام الأمة ، وهو أخيرا : صيف انتصار الشرفاء وبرامجهم على الظالمين والجلادين وتآمرهم.
اللهم قنا حر جهنم ، ووفقنا في صيفنا هذا لكل خير. اللهم آمين.
 

 

تعليقات القراء
الإسم
البريد الالكترونى
التعليق
 
     ما رأيك فى شكل الموقع ؟
  
هذا الموقع يعبر عن الآراء والأفكار الخاصة بصاحبه ولا ينحاز لأى فئة أو هيئة أو مؤسسة
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب الصحفى عبد الرحمن سعد