1026051   عدد الزوار
Loading...
me@arsaad.com
 |   |   |   |   |   | 
 
  ***  اغتيـال بحيرة: دماء علـى ميـاه "المـنزلة"..التحقيق الفائز بجائزة التفوق الصحفي ج:1   ***  مغامـرة صحفيــة في أنفاق غزة   ***  الحُلم الإسلامي في "إيمانيات الدولة من وحي الثورة"   ***  حاجتنا إلى آداب سورة "الآداب"   ***  جريمة خلف المحكمة الدستورية‏   ***  عندما تذوب المسئولية
 
فلسطينيات
مصريون علي خط الدفاع الإلكتروني عن غزة‏
05/04/2010




  

متابعة:عبدالرحمن سعد

 

حملة علاقات عامة يتولي كبرها المسئولون الإسرائيليون في غضون الأيام القليلة المقبلة من أجل إقناع الرأي العام العالمي‏,‏ والغربي ـ بصفة خاصة ـ بسلامة مقصدهم من عدوانهم علي أهل غزة‏,‏ مستهدفين إطفاء نور الحقيقة بأفواههم‏,‏ عبر استخدام أدوات الإعلام البديل علي شبكة المعلومات الدولية‏(‏ الإنترنت‏).‏

لكن ثلة مؤمنة من أبناء الوطن قررت فضح أكاذيب الدعاية الإسرائيلية‏,‏ والتصدي لحملة حجب الحقائق القادمة‏..‏ حيث يشتد حاليا وطيس معركة تجري خلف الشاشات‏,‏ بأنامل الأصابع علي لوحات الكي بورد‏,‏ في مواجهة إلكترونية يتصدي لها شباب مصريون من الجنسين‏,‏ بإمكانات محدودة‏,‏ ولكن‏:‏ بعقل ذكي‏,‏ وإحساس ذكي‏,‏ في تلك الحرب الخفية‏.‏

ونكاية في المحتل الغاصب‏,‏ لم يجد المقاومون الإلكترونيون المصريون‏,‏ أبلغ من تشبيه العدوان علي غزة بالهولوكوست الذي تعرض له اليهود علي يد النازي‏,‏ فأقاموا متحف هولوكوست غزة في فضاء الإنترنت‏,‏ وأطلقوا منتديات تحمل اسم‏:‏ غزة توك‏,‏ ونظموا عشرات الحملات علي الموقع الاجتماعي الأكبر في العالم‏(‏ الفيس بوك‏),‏ ودشنوا العديد من الفاعليات‏,‏ محاولين تقديم الحقيقة مجردة للبشر في كل مكان‏,‏ من واقع ما حدث في غزة من انتهاكات‏.‏

من جانبهم‏,‏ رحب علماء الاتصال وخبراء الإعلام‏,‏ المصريون والعرب‏,‏ بجهود الشباب المصري‏,‏ داعين الي تجميعها في أطر مؤسسية واحدة‏,‏ ومشددين علي أن حملة التصدي للإفك الإسرائيلي‏,‏ يحسمها الإيمان بعدالة القضية‏,‏ والاستعداد الكبير للتضحية‏,‏ عبر فضاءات النت الواسعة‏,‏ بإعتبار أن غزة وفلسطين مقياس العدل في العالم كله‏.‏

التغيير في حياة البشر عبر زيارة متحف الهولوكوست اليهودي بالولايات المتحدة‏,‏ هذا هو قصة فيلم شاهدته الشابة المصرية داليا يوسف‏,‏ تواكب معه تصريح صدر عن نائب وزير الدفاع‏(‏ الحرب‏)‏ الإسرائيلي ماتان فيلناي في فبراير الماضي يتوعد فيه الفلسطينيين بـ محرقة أكبر في قطاع غزة‏,‏ ما لم تتوقف صواريخ المقاومة عن استهداف المستوطنات الإسرائيلية‏.‏

تقول‏:‏ من هنا جاءت الفكرة‏:‏ لماذا لا يتم بناء متحف افتراضي يحمل اسم هولوكوست فلسطين‏,‏ ليوثق الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني؟

وبالتعاون مع زملائها‏,‏ ظهر موقع‏Palestinianholocaustmuseum.com‏ الي النور‏,‏ وهو متحف افتراضي يشبه في تصميم مبناه الشكل الخارجي لمبني هولوكوست إسرائيل الموجود بالولايات المتحدة‏,‏ الذي يوثق بالصور المحرقة النازية ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية‏.‏

من رحم هذا الموقع‏,‏ ومع بدء العدوان الاسرائيلي علي غزة يوم‏27‏ ديسمبر الماضي‏,‏ خرج موقع هولوكوست غزة‏Gazaholocaustmuseum),‏ الذي يسعي الي توثيق المعلومات عن الضحايا من حيث مكان وزمان وظروف استشهادهم‏,‏ واللحظات الأخيرة لهم‏,‏ مع صور ولقطات مجسدة لهم ولذويهم ولممتلكاتهم التي دمرتها المحرقة‏.‏

ومن بين الجوانب الأخري التي يوثقها المشروع‏:‏ القتلة‏(‏ مجرمو الحرب‏)‏ من قادة العدوان الإسرائيلي أو من نفذوه أو ساعدوا علي تنفيذه‏,‏ وأيضا توثيق أدوات القتل أو السلاح الذي استخدمه الجاني

داليا تشدد علي أن توثيق المذابح الإسرائيلية ضرورة لتكريم الشهداء‏,‏ ومدخلا لأي تحرك قانوني‏,‏ مشيرة إلي أن إجراءات توثيق الجرائم تتم من خلال جمع المعلومات سواء كانت أسماء أو صورا‏,‏ ثم المراجعة والتدقيق‏,‏ والترجمة والتحرير والنشر‏,‏ ثم التواصل مع زوار الموقع‏.‏

أكثر رد فعل أثار داليا علي الموقع هو تعليق من سيدة سويدية تعرب فيه عن استعدادها لتبني طفل فلسطيني‏,‏ وتنشئته علي دينه الإسلام‏,‏ بعد أن ساعدت اليهود من قبل إبان محرقة النازي‏.‏

الموقع بدأ ككرة ثلج لكنها تكبر يوما بعد يوم‏,‏حتي إن طلبة الجامعة الأمريكية في القاهرة باتوا يعتمدون علي المواد التي يوفرها الموقع في بحوثهم ودراساتهم عن القضية‏.‏

عندما أتذكر ذلك تضيف أصر علي المطالبة بحقوق هؤلاء الأطفال‏,‏ وفضح الجريمة التي ارتكبت بحقهم‏,‏ ومن ثم أتغلب علي مشاعري‏,‏ وأتجاوز أحزاني‏,‏ متابعة‏:‏ لابد من أن نعمل علي المدي الطويل‏,‏ وأن تتكاتف الأمهات معي‏.‏

أما محمد يحيي المشرف علي مشروع الحياة الثانية‏(Secondlife),‏ فيوضح أن سكند لايف عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد‏,‏ يعيش فيه آلاف اللاعبين‏(‏ أو السكان كما يسمون‏)‏ حياة متخيلة‏,‏ ويبنون مجتمعات خاصة بهم‏,‏ عن طريق الأدوات التي تزودهم بها اللعبة‏,‏ ومعظم محتويات هذا العالم الافتراضي من بناء سكانه‏,‏ الذين يملكون حقوق الملكية الفكرية للأشياء التي يبنونها‏.‏

في الحياة الثانية ـ حسبما يوضح ـ يحمل كل مستخدم شخصية جرافيكية افتراضية تسمي أفاتار‏,‏ ثم يختار اسما مستعارا‏,‏ وبعدها يبدأ في زيارة عالم الحياة الافتراضية‏.‏

نعم‏..‏ دمرت وزملاء لي أكثر من‏22‏ موقعا إسرائيليا منذ بدء العدوان علي غزة‏,‏ من بينها موقعان تم تدميرهما بالكامل‏,‏ وكلها تسيء للعرب والمسلمين‏,‏ وتمتليء بالمغالطات‏..‏ هكذا يقول أمير عبد العزيز‏(24‏ سنة‏),‏ وهو أصغر مدير تطوير برامج‏,‏ ومبرمج نظم حماية وأمن معلومات في مصر‏.‏

أمير فكر في خدمة قضية غزة‏,‏ فجهز موقعا علي النت تحت عنوان‏:‏

'Nohacking.com',‏ وسوف يطلقه في أوائل شهر فبراير المقبل‏,‏ ويوفر فيه خدمات مجانية لكل من يطلب مساعدته في حماية إيميله أو موقعه‏,‏ كما يتحدث فيه عن جميع أنواع الاختراق الالكتروني‏.‏

مدونون‏..‏ ومقاومون
المدونات أصبحت أيضا ساحة لتوثيق وعرض محرقة غزة‏..‏ وعلي سبيل المثال ـ محمد جابر مصمم جرافيك يؤكد أن الأحداث دفعته إلي محاولة جذب انتباه العالم إلي المحنة الفلسطينية من خلال الموقع الاجتماعي الأكبر في العالم‏(‏ الفيس بوك‏).‏

محمد عمره‏23‏ سنة‏,‏ ويعتز بكونه يساريا‏,‏ وله مدونة يساري مصري‏..‏ يضيف‏:‏ قمت بحملة لتغيير الاسم الأول من أسمائنا إلي غزة‏,‏ علما بأن هناك مليوني مصري علي الفيس بوك علي الأقل‏,‏ ومن غيروا أسماءهم إلي غزة‏,‏ هم خمسة آلاف مواطن‏,‏ تبدأ أسماؤهم كلها باسم غزة‏,‏ مع استخدام كلمات بحثية مألوفة للوصول بصوت الفلسطينيين إلي أكبر عدد ممكن من الزوار‏.‏

الفيس بوك وغزة توك
أما عمرو مجدي صاحب مدونة طرقعة كيبورد فيقول‏:‏ منذ صغري وأنا أحب سماع الطرقعة علي الكي بورد‏,‏ وأنا أكتب‏,‏ لذلك سميت مدونتي بهذا الاسم‏,‏ كما زودتها بعداد يبين عدد الشهداء والجرحي في كل وقت‏.‏

في الوقت نفسه تواصل عمرو مع زملائه من المدونين علي اليوتيوب والفيس بوك‏,‏ وقرروا عمل مجموعات جروبات يقومون من خلالها بإرسال رسائل باللغة الانجليزية‏.‏ يقول‏:‏ حاولنا أيضا التفكير من خارج الصندوق لذلك أنشأنا غزة توك‏(gazatalk.com)‏ كموقع للمقاومة الالكترونية‏,‏ وهو منتدي باللغة الانجليزية‏,‏ وقد تعاونا علي تزويده بالفيديوهات والصور والأخبار اللازمة عن العدوان الاسرائيلي علي غزة‏,‏ كما نحاول من خلاله حشد مئات الآلاف لمساندة القضية الفلسطينية‏.‏

الحقائق تتكلم
يقول أيمن الصياد الخبير الاعلامي ورئيس تحرير مجلة وجهات نظر الشهرية متابعا‏:‏ إننا نحتاج الآن إلي انشاء منظمة ذات طابع دولي‏,‏ بمعني أن تكون فيها أطراف غير عربية‏,‏ لتقوم بتوثيق المجزرة التي ارتكبها الاسرائيليون في غزة‏..‏ لا أقول عملا دعائيا‏,‏ وإنما توثيقيا فالوقائع تتحدث عن نفسها‏,‏ وهذا الجهد لابد أن يضم قانونيين وإعلاميين ومعنيين بالشأن العام‏,‏ وأن يضم أيضا طبيفا واسعا من القوميات والديانات والعرقيات‏,‏ وألا يكون مسيسا أي لا تقف وراءه قوة سياسية معينة‏,‏ علي أن يستهدف بالأساس توثيق ما جري ويجري في غزة من جرائم ضد الانسانية‏,‏ ناهيك عن أن هناك مذابح جرت بفلسطين خلال الستين عاما‏.‏

ويكشف عن أن وجهات نظر تعرضت قبل عامين لحالات اختراق ثلاث مرات متتالية‏,‏ فكانت الشاشة تظهر سوداء‏,‏ ولا يبدو من الموقع سوي النجمة الاسرائيلية‏,‏ وعبارة بالانجليزية منافية للآداب العامة‏..‏ إنهم بالتأكيد هاكرز إسرائيليون من فعلوا ذلك‏,‏ فهي حرب تحت الطاولة‏,‏ كما أنها حرب في اتجاهين‏,‏ الكلام له‏.‏

وهناك موضوع التعليقات ـ يتابع الصياد حديثه ـ لكنك تجد الشباب العربي بعد سبعة تعليقات علي أي موضوع منشور قد خرجوا في التعليق الثامن عن الموضوع الأصلي‏,‏ لذا فالمطلوب هو التركيز‏,‏ وعدم الدخول في استقطاب‏,‏ وعدم الانسياق خلف المهاترات‏,‏ مع التحلي بالقدرة علي الحوار استنادا إلي الشرعية الانسانية‏(‏ المستندة إلي إرث المجتمع المدني‏,‏ ومواثيق حقوق الانسان‏).‏

حتي الرسائل الالكترونية ـ يواصل ـ تمثل قوة في هذا المجال‏,‏ فلو أن سياسيا أمريكيا أصدر تصريحا مناهضا للعرب‏,‏ فتم إرسال آلاف الإيميلات الغاضبة إليه‏(‏ عبر بريده الالكتروني‏),‏ فإنه سيستجيب لا شك‏,‏ ويتراجع عن انحيازه‏..‏ إنها معركة الحقيقة‏.‏

والأمر هكذا ـ يؤكد ـ‏:‏ علينا إنجاز الأعمال التي تمكث في الأرض‏,‏ واستخدام وسيلة لها صفة البقاء‏,‏ ولا أجد أفضل من التوثيق عبر الانترنت‏,‏ اعتمادا علي الحقائق‏,‏ تمهيدا للمساءلة والمحاسبة‏,‏ فالحقائق تتكلم‏.‏

تحقيقات الأهرام 

  44605 ‏السنة 133-العدد 2009 يناير 20 ‏23 من محرم 1430 هـ الثلاثاء


 


http://www.ahram.org.eg/archive/2009/1/20/INVE1.HTM

تعليقات القراء
الإسم
البريد الالكترونى
التعليق
 
     ما رأيك فى شكل الموقع ؟
  
هذا الموقع يعبر عن الآراء والأفكار الخاصة بصاحبه ولا ينحاز لأى فئة أو هيئة أو مؤسسة
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب الصحفى عبد الرحمن سعد