قطع الزعيم قول كل خطيب، وقول كل داعية ممن لا يكف عن السخرية منهم ليل نهار، ففى حواره للمصرى اليوم، أكد عادل إمام بأنه لا يقبل أن تعمل ابنته بالتمثيل مطلقا، وقال بسخرية: "لا يمكن أن أرى ممثلا يُقبل ابنتى ثم أقول لها بأن البوسه كانت حلوة".
يا ليت قومى يعلمون بأن هذه هى الحقيقه التى تؤمن بها قلوبهم وتنكرها ألسنتهم من أجل إقناع الجماهير بأن هذه الممارسات التى يخجل زعيمهم من أن ترتكب مع ابنته هى من قبيل الفن الراقى، هذا هو كبيرهم الذى علمهم الفن لا يرضاه لابنته، وكذلك الناس لا يرضونه لبناتهم.
وهؤلاء لا يكفون عن محاولة إفساد الفطر السليمة بقبول هذا العرى وهذا المجون وهذا التفلت تحت مسمى الفن، وما نعانيه اليوم من انحلال بل انهيار فى الأخلاق والسلوكيات، وانتشار لظواهر وأمراض اجتماعية خطيرة عصفت بالمجتمع، كظاهرة الزواج العرفى والخيانات الزوجية حتى وصلنا إلى تبادل الزوجات كل هذا نتاج ما يلقيه علينا هؤلاء من أفكار شاذة ومنحرفة عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، وهل يخبرنى أحدهم أين ذهب الحياء عندما أعلنت ممثلة تفتخر بكونها نجمة إغراء بأنها على استعداد تام للتجرد من ملابسها أمام الكاميرا إذا اقتضت الضرورة الفنية ذلك، وما هى هذه الضرورات التى تبيح العرى وتبيح مشاهد الجنس الصريح فى الأفلام بهدف الوصول للعالمية، وكأن الطريق الوحيد للعالمية لا يتحقق إلا بممارسة الجنس ودعم الشواذ!
كيف يتحول التجرد من الفضيلة إلى موهبة؟ هل هذه هى النجومية التى ستصنع لنا مستقبلنا وتجعلنا نمورا أفريقيه؟ إن هؤلاء لا ينظرون إلى المستقبل إلا بعيونهم التى فقدت القدرة على الإبصار ولا يعرفون معنى الحرية إلا من خلال أفكارهم المريضة والتى نسفها زعيمهم فى لحظة بعبارة أشبه بالموعظة، ولو أنهم فعلو ما يوعظون به لكان خيرا لهم، ولو جاءت هذه العباره على لسان فنان أو فنانة معتزلة أو على لسان داعية لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكنه زعيم العصر الذى لم يعد فيه زعماء إلا أمثاله.
موقع اليوم السابع / على درويش / 2 يوليو 2010