حث شيخ الأزهر أحمد الطيب الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية قادة وشعوبا لدعم كل جهد صادق للمصالحة الفلسطينية، والتوقف فورا عن كل ما من شأنه إعاقتها أو تأخيرها, معتبرا أن "المصالحة الفلسطينية فريضة شرعية ، وواجب مقدس"، وأن "من يعرقلها أو يؤخرها آثم".
ودخل الطيب الذي يدير أكبر مؤسسة دينية في العالم الإسلامي، الأربعاء 30 يونيو 2010 على خط المصالحة الفلسطينية، داعيا إلى إنجازها، ومحذرا من عرقلتها.
وناشد شيخ الأزهر في بيان أصدره الفلسطينيين أن يرتفعوا فوق خلافاتهم ، ويستشعروا فداحة المسؤولية ودقة الموقف الخطير الراهن للقضية الفلسطينية ، ويدركوا أنه لا يمكن مواجهة العدوان الإسرائيلي بالفرقة والخلاف.
وأضاف أن الانقسام الحالي بين الفلسطينيين قاد المنطقة إلى ضرر محقق ، وأن إزالة هذا الضرر تقتضي زوال السبب، وأنه على الفلسطينيين بذل كل الجهد لإتمام المصالحة وفقا للقواسم المشتركة والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني.
وحث الفلسطينيين على نبذ التعصب الحزبي والفئوي والتسامي فوق الصغائر, أما الزعماء الفلسطينيون فطالبهم بأن "يتقوا الله في شعبهم وأمتهم العربية والإسلامية ، ويعملوا على رأب الصدع وإزالة الفرقة".
وقال الطيب إن "الأزهر يهيب بالفلسطينيين جميعا بأن يعلموا أن المصالحة فريضة شرعية لقول الله تعالى: "وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين" (سورة الأنفال، الآية 46).
كما دعا للانتباه إلى أن "وضع العراقيل في طريق واجب المصالحة الشرعي والمقدس إثم ومعصية وحسابها عند الله يوم القيامة".
وشدد على ضرورة تضافر الجهود العربية أولا والدولية ثانيا لرفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة والذي يخالف كل المواثيق الدولية والشرائع السماوية وينتهك المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان ويمثل عدوانا مستمرا وظلما صارخا يجب مواجهته دينيا وخلقيا وقانونيا.
وقال المتحدث باسم الأزهر السفير محمد رفاعة الطهطاوي في تصريح للصحفيين إن الأزهر يصدر هذا البيان بناء على مكانته المعنوية ولأثره البالغ في القادة والناس.
وأضاف أن الأزهر ليس جهة سياسية أو وزارة خارجية ليقوم بإجراءات أخرى، إنما يصدر الرؤى الشرعية في الوضع الفلسطيني الراهن ويطالب برفع الحصار الجائر عن الفلسطينيين.
وأضاف أن الأزهر ليس خاضعا لأي جهة سياسية بل هو "مؤسسة دينية شرعية مستقلة وليس أداة من أدوات السياسة، ويصدر بيانه لكل الفلسطينيين بغض النظر عن انتماءاتهم وتوجهاتهم".
موقع الجزيرة نت ، نقلا عن : يو بي آي / الأربعاء 30 يونيو 2010