1026986   عدد الزوار
Loading...
me@arsaad.com
 |   |   |   |   |   | 
 
  ***  اغتيـال بحيرة: دماء علـى ميـاه "المـنزلة"..التحقيق الفائز بجائزة التفوق الصحفي ج:1   ***  مغامـرة صحفيــة في أنفاق غزة   ***  الحُلم الإسلامي في "إيمانيات الدولة من وحي الثورة"   ***  حاجتنا إلى آداب سورة "الآداب"   ***  جريمة خلف المحكمة الدستورية‏   ***  عندما تذوب المسئولية
 
إسلاميات
مشروع الجينوم القرآني
06/07/2010

انطلق الألمان بمشروع جبار لتخزين كل ما يتعلق بالقرآن الكريم، بالجهد الألماني المعروف، وبالدقة الألمانية المعهودة، وبكلفة فاقت ثلاث ملايين يورو، وسوف يستغرق هذا المشروع ـ (الماموت Mammoth Project) كما يسمونه ـ قريبا من عشرين عاما (التوقعات المبدئية سينتهي عند عام 2018م).
سوف يشرف على هذا المشروع لجنتان، الأولى سوف تقوم بحصر كل ما يتعلق بالقرآن من قراءات وتفاسير وكتب ومؤلفات، والثانية بالتحليل، ويكفي أن نعلم أن كتب التفسير التي كتبت حول القرآن زادت عن عشرين ألف تفسير، حتى نتصور عظمة المشروع. وبالطبع فإن الألمان لن يتعاملوا مع القرآن كما نتعامل نحن، وهذا فيه جانبان جيد وسيء.
أما الجيد، فهو التعامل الحيادي إلى حد كبير مع الآيات من السبع المثاني، مما سوف يدخلهم إلى خضم البحر القرآني، ويجعلهم يرون وجه القوة والتفوق في هذا الكتاب المعجز. وأما السيء فهو النظر للقرآن ليس من وجهة نظر مؤمن بها بل قارئ عادي، وعلينا إذا أن نتوقع ألوانا من التفسيرات قد لا تروق لنا، وعلينا أن نجابه الحجة بالحجة في مثل هذا الأمر.
لقد كتبت أكثر من مرة حول هذا المشروع ومنها بحث موسع تم نشره في مجلة المعرفة السعودية، لمن أحب أن يطلع على تفاصيل المشروع، وأذكر جيدا زيارتي لجدة لمقابلة هشام علي حافظ ـ رحمه الله ـ من أجل الانطلاق بمشروع إسلامي من هذا الحجم، وأكرر اليوم مرة أخرى على المقتدرين في كل مكان الانطلاق بهذا المشروع الذي سبقنا إليه الألمان.
كان لقائي مع الفاضل حافظ حول نقطة واحدة هي إنتاج تفسير عصري يناسب عالم الديجتال.
وبالطبع فإن وضع تفسير جديد أمر فيه الكثير من الحساسية والأخذ والرد إذا كان طابعه تجديدا، أما إذا كان تكرارا للقديم وجمعا لما كتبه مفسرون مضوا فهو لن يأت بأي عمل إبداعي.
وفي هذا الاتجاه هناك نموذجان، الأول المشروع الذي انطلق به عبدالودود يوسف الحمصي ونال الهجوم مترعا مع كل بساطته وصغر حجمه وعدم جديته وتجديده، ولذا مات مشروعه فما قام.
والنموذج الثاني تعدد وزاد ولا حاجة لذكر أسماء هذه التفاسير حتى لا يظن أصحابها أنه جهد غير مزكى.
أقول هذا لأن أي عمل وجهد مزكى ويشكر صاحبه عليه طالما كانت نيته إلى الله ورسوله..
وجودت سعيد مثلا طرح فكرة جميلة عن الآيات المفتاحية والأجنة القرآنية، وإذا كنت صائبا فقد أخذ الفكرة الثانية من المفكر محمد إقبال، حيث ينقل عنه حين قابل موسوليني الإيطالي الحاكم الفاشي وحدثه عن القرآن أن فيه من الوقود الكوني ما يطول عمره إلى يوم القيامة، ما يذكر بالنظائر المشعة وحياتها.
ومن هذه التطبيقات قام سعيد بتسليط الضوء على عدد من الآيات لاستخراج كنوز جديدة وبناء مفاهيم حيوية، ومن هذه الآيات أذكر ثلاثا؛ آية البقرة عن الاستخلاف، وآية السير في الأرض من سورة العنكبوت، وآية زيادة الخلق من سورة فاطر. ويخلق ما لا تعلمون.

خالص جلبي / صحيفة الوطن / 4 يوليو 2010


تعليقات القراء
الإسم
البريد الالكترونى
التعليق
 
     ما رأيك فى شكل الموقع ؟
  
هذا الموقع يعبر عن الآراء والأفكار الخاصة بصاحبه ولا ينحاز لأى فئة أو هيئة أو مؤسسة
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب الصحفى عبد الرحمن سعد