كتب-عبدالرحمن سعد: التدوين (Blogging) ظاهرة عالمية آخذة في الاتساع . وبدلا من النقش على الحجر ، وهي الطريقة البشرية الأولى للتدوين ، صار النقش عبر "الماوس" ، أو الفأرة الإلكترونية ؛ الظاهرة الأحدث في القرن الحادي والعشرين ، ولكنه نقش عبر الأثير ، وفي الفضاء الإلكتروني الرحب .
فبإمكان أي شخص ، في الوقت المعاصر ، أن يصل بأفكاره إلى ملايين البشر ، في لحظة واحدة .. بكبسة زر (Entre)  .. فالتدوين تسجيل للمعارف العلمية والإنسانية ، وهو امتداد لتطور الإنسان ، باعتباره ظاهرة إنسانية ، صاحَبت الإنسان منذ خلق الله تعالى آدم عليه السلام ، ففي القرآن الكريم :" وعَلَّم آدم الأسماء كلها".
وأن تدون يعني أنك مؤثر ، وأنك موجود . فالتدوين -بالأساس- تعبير عن الذات ، ومرآة تنعكس منها نفسك ، ويراك فيها الآخرون ، فاحرص على أن صورتك طاهرة نقية.
التدوين ظاهرة اقتصادية أيضا ..فبإمكانك أن تربح الكثير من المال من وراء مدونتك ، بشرط أن تكون هذه المدونة ذات " قيمة مضافة" ، وأن يسد منتجها فراغا في السوق العالمية ، فالتدوين يوفر فرص عمل لكل من يجيد استثمار تلك الفرصة المتاحة للجميع .. فقط : فكر.. ركز.. وكن متخصصا ، ومبدعا.
عندها ستشق طريقك بنجاح إلى قلوب الملايين وعقولهم، وجيوبهم أيضا ، ولأن منتجك الإلكتروني سوف يخضع لقانون العرض والطلب ، لذا يجب أن تكون فكرتك جديدة ، وأن يكون الطلب على منتجك كبيرا ، مع تمتعه بحسن التغليف ، وجودة العرض ، وبراعة التسويق.
التدوين صار أيضا علما ، ولم يعد موهبة فقط.. لذا يجب أن لا يزيد عدد كلمات أي تدوينة عن أربعمائة كلمة في المتوسط .. فالمثل العربي يقول : "خير الكلام ما قل ودل".
في الوقت نفسه يجب أن يكون للتدوين هدف ، وإلا صار هباء منثورا ، أو رمادا تذروه الرياح.. لا قيمة ، ولا تأثير له ، ولا عائد من ورائه.
أخيرا : ليس هناك محظورات في التدوين .. فلك أن تعبر عن نفسك ، وآرائك ، كيفما تشاء ، ولكنك مطالب فقط بالحفاظ على الاحترام الشخصي ، والآداب العامة في الطرح ، والمعالجة .
وباختصار: أن تدون معناه أنك تضيف إلى البناء الإنساني والحضاري .. فقط :" كن نفسك ، واستثمر في ذاتك ، وهيا : ابدأ رحلة التدوين ، عبر مدونة تنشئها لشخصك".