دافعت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن موقف الحكومة الاسرائيلية من أسطول الحرية، ولكن بأسلوب مغاير اعتمد على المقارنة بين جرائم الدولة الإسرائيلية، وجرائم دول أخرى مثل سوريا، وأوروبا الاستعمارية.
واعتبرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن قرار الاعتداء على أسطول الحرية الذي كان يضم نشطاء سلام كان تصرفا وحشيا، وأن مقتل 9 نشطاء مدنيين على متنه كان نتيجة وخيمة، كما أكدت أن حصار قطاع غزة واحتلال المقاطعات الفلسطينية وإقامة الحواجز وتدمير المنازل وتعذيب الفلسطينيين اليومي، جميعها تندرج تحت قائمة الوحشية المؤسسية.
غير أن الصحيفة قالت -على لسان كاتبها إيان بوروما- إن رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، وصف الاعتداء بأنه نقطة سوداء في التاريخ، وأنه نال من الضمير الإنساني، بينما تعتبر ردود الفعل على الحكومة الإسرائيلية، التي ترعى العنف، تميل إلى أن تكون أكثر عنفا من ردود الفعل تجاه الجرائم التي يرتكبها قادة الدول الأخرى.
وأكدت "هاآرتس" أنه لا يمكن مقارنة الاعتداءات الإسرائيلية مع المجزرة التي ارتكبها الرئيس السوري السابق حافظ الأسد في 1982، التي قتل فيها أكثر من 20 ألف عضو من جماعة الإخوان المسلمين في مدينة حماة، مشيرة إلى أنه لا يزال هناك قتلى مسلمون بأيد مسلمة أكثر من عدد القتلى بسبب إسرائيل أو الولايات المتحدة، بحسب الصحيفة.
وصادقت الصحيفة على الإدعاءات القائلة إن الدولة اليهودية تخضع لمعايير مختلفة في الحكم عن الدول الأخرى، مضيفة أن معاداة السامية تؤدي دورا واضحا في تقييم أعمال إسرائيل، غير أن ذلك قد لا يكون السبب الرئيسي، وخصوصا بعد حرب 1973، حيث لوحظ أن وحشية اليهود خففت من إحساس الغرب بالذنب تجاههم.
وأضافت الصحيفة سببا آخر لازدواجية المعايير، وهو ما وصفته بـ"العنصرية الأخلاقية" التي تجعل العالم لا يأخذ على محمل الجد شهوة سفك دماء أشخاص أفارقة أو أسيويين، مثلما حدث من جانب الأوروبيين أو أصحاب البشرة البيضاء، الأمر الذي اعتبرته شعورا إمبرياليا عميقا.
جريدة الشروق / دينا أبو المعارف / الجمعة 9 يوليو 2010