1079208   عدد الزوار
Loading...
me@arsaad.com
 |   |   |   |   |   | 
 
  ***  اغتيـال بحيرة: دماء علـى ميـاه "المـنزلة"..التحقيق الفائز بجائزة التفوق الصحفي ج:1   ***  مغامـرة صحفيــة في أنفاق غزة   ***  الحُلم الإسلامي في "إيمانيات الدولة من وحي الثورة"   ***  حاجتنا إلى آداب سورة "الآداب"   ***  جريمة خلف المحكمة الدستورية‏   ***  عندما تذوب المسئولية
 
ÇáÃÑÔíÝ ãÞÇá Çáíæã
القرضاوي رئيسا لدورة ثالثة .. إنني أتحفظ
7/3/2010

كتب-عبدالرحمن سعد: في شهر سبتمبر المقبل يبلغ عمر الدكتور يوسف القرضاوي 85 سنة ، فهو من مواليد 9 سبتمبر 1926 ، أمد الله في عمره ، وبصراحة لم أكن أحب له أن يقبل بتمديد رئاسته للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين دورة ثالثة ، وهو التجديد الذي حدث قبل أيام في العاصمة التركية أنقرة ، ونقل موقع الدكتور القرضاوي ، ووكالات الأنباء ، ما اعتبروه "تجديد الجمعية العامة الثالثة للاتحاد اختياره رئيسا للاتحاد بالتزكية وبالإجماع".

ولا يشفع للفقيه الجليل أنه أبدى رغبته خلال الاجتماعات في أن يستريح ، لكنه  نزل على رغبة إخوانه العلماء ، أو أنه لم يتقدم أي من المشاركين في الاجتماع لمنافسة فضيلته على المنصب ،  كما جاء في الخبر .

إن شيخنا القرضاوي قامة وقيمة.. سيرة ومسيرة.. تاريخ وأدوار..لذلك آن له أن يسلم الراية لمن بعده.. وقد رأينا كيف قام بهذه الخطوة من قبله سوار الذهب في رئاسة السودان ، والشيخ محمد مهدي عاكف في إرشاد جماعة الإخوان المسلمين.

وأن يكون إمام فقهاء العصر (الدكتور القرضاوي) صاحب فكرة إنشاء الاتحاد أو أنه مؤسسه ليس معناه أن يظل الاتحاد رهينا لرئاسته ، إذ يكفيه في ذلك ست سنوات.. وإلا تحول اسم الاتحاد إلى "اتحاد القرضاوي لعلماء المسلمين" ، وليس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين".

الظروف الصحية للدكتور القرضاوي معروفة للجميع ، وقد تعرض لأكثر من وعكة صحية في الفترة الأخيرة ، إحداها استمرت معه أسابيع . لا نريد زيادة الأمور تعقيدا بأن يصبح الاتحاد أسيرا للحالة الصحية لشيخنا الجليل .. حفظ الله عليه عافيته.

كما أن القرضاوي الذي ينعى على الحكام العرب استبدادهم وبقاءهم في مناصبهم لمدد طويلة ها هو رئيسا لدورة ثالثة ، وقد كان يكفيه دورتان ، وأن يكتفي بأن يطلق عليه لقب :" الرئيس السابق للاتحاد" .. فبهذا كان القرضاوي سيعطي نموذجا في تداول المنصب .

أعرف أن وجود القرضاوي في رئاسة الاتحاد يمنع تحويله من قبل بعض الأنظمة إلى هيئة محظورة.. غير أن اقتصار عمل الاتحاد على إصدار البيانات ، وتشكيل الوفود للقيام ببعض الزيارات للعواصم المختلفة ، إزاء الأزمات المدلهمة ، يجعله والعدم سواء.. لأنه بذلك لا يؤثر في شيء.

فما زال الرسميون والشعبيون -على السواء- لا يحسون بالاتحاد .. والغريب أنه عندما أشار الشيخ القدير حارث الضارى رئيس هيئة العلماء المسلمين في العراق إلى ذلك خلال الاجتماع  المذكور ، رد عليه القرضاوي بأن عمر الاتحاد ست سنوات فقط ! فهل هذه نظرة شيخنا للتغيير وسنواته ؟

إن الأمة أشد ما تحتاج إلى القرضاوي المرشد والموجه ، والمتحرر من أعباء أي وظيفة ، أيا كانت .. ويكفي القرضاوي مسئولياته وأدواره الأممية والعالمية التي يقوم بها ، أو التي يجب أن يقوم بها.

وأن يترك القرضاوي منصب الرئاسة في حياته أفضل .. ذلك أننا نتحدث عن رئيس فوق الخامسة والثمانين .... وبصراحة : لقد سئمنا كل رئيس فوق الثمانين.. حتى لو كان ذلك الرئيس هو القرضاوي ، وحتى لو كان رئيس اتحاد ، لا رئيس دولة.. ألا يكفي القرضاوي ست سنوات رئيسا ؟ ألا يعلم أن ثبات الرأس يؤدي أحيانا إلى جفاف الأفكار، ويبوس الأجيال ؟

الواقع أن الاتحاد يتأخر في ظل القرضاوي عن مواكبة بعض الأحداث ، كما أنه في حاجة إلى ديناميكية داخلية.. ويحتاج كذلك إلى التسويق الخارجي ، لا سيما في الشارع العربي والإسلامي.. وكونه يستمد شعبيته من استقلاله ، وعدم ولائه لأي نظام أو دولة ، هو مصدر لقوته ، ولا ينبغي أن يكون تبريرا لضعفه ، ولا لاستمرار القرضاوي رئيسا.

هنا يُذكر أن استقالة محمد علي تسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية من منصب نائب رئيس الاتحاد ، بسبب ما وصفه ب "ضعف" رئيس الاتحاد ، وإن كان وصفا في غاية التحامل على القرضاوي ، إلا أن استقالة تسخيري لا تخلو من دلالة.

أمر آخر هو أنه يجب أن تتخلص المؤسسات ذات الصبغة الإسلامية من الشخصانية ، وارتباطها بالمؤسس.. لتكون رمزا للمؤسساتية ، وأن قوتها بجميع أجزائها ، ومن هنا أخشى أن يتم الترميز مستقبلا للاتحاد بفترة القرضاوي ، وما بعد القرضاوي.

أخيرا : يجب أن تعطي المؤسسات ذات الصبغة الإسلامية القدوة من نفسها في تداول المناصب لا سيما منصب الرئيس.. وقد تولى أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه إمامة المسلمين وإمارتهم في الحج خلال العام التاسع للهجرة ، في وجود الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يحج -صلى الله عليه وسلم- بالمسلمين حجته الوحيدة في العام العاشر للهجرة ، ولم يكن الرسول الكريم إذ ذاك مريضا ، ولا مشغولا ، وفي ذلك ما فيه من مغزى ، ودلالات.

تعليقات القراء
الإسم
البريد الالكترونى
التعليق
 
     ما رأيك فى شكل الموقع ؟
  
هذا الموقع يعبر عن الآراء والأفكار الخاصة بصاحبه ولا ينحاز لأى فئة أو هيئة أو مؤسسة
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب الصحفى عبد الرحمن سعد