صعّد الكيان مخططات التطهير العرقي للمسلمين في القدس المحتلة، بوتيرة غير مسبوقة، عبر توسيع عمليات التهويد و”الترانسفير”، ووضع اليد على كل ما تبقى من منازل وأملاك ومعالم تحدد هوية المدينة العربية المسلمة.
وكشف مسؤولون فلسطينيون عن وثائق لمخطط “إسرائيلي” يهدف إلى تهويد ساحة البراق عبر إجراء تغيير شامل لمعالمها . ويترافق المخطط مع تفريغ البوابة الجنوبية للمسجد الأقصى من الفلسطينيين . ولا ينفصل عن هذه السياسة اعتزام المستوطنين استئناف عربداتهم على مشارف المسجد الأقصى، اليوم، في ذكرى ما يسمى خراب الهيكل .
وتسعى سلطات الاحتلال للاستيلاء على أملاك فلسطينية في القدس المحتلة من خلال القانون العنصري المسمى “قانون أملاك غائبين” .
وفي الضفة أيضاً، هدم جيش الاحتلال 65 مسكناً وحظيرة مواش لرعاة شمال الأغوار . وعمد المحتلون لتدمير المساكن والحظائر وإتلاف أعلاف المواشي، ومزارع وأنابيب ري في المنطقة القريبة من بلدة طوباس.
ومن جهتهم ، كشف مسؤولون في الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أمس، عن مخطط “إسرائيلي” شامل لتغيير معالم ساحة البراق . وحذرت شخصيات إسلامية ومسيحية في مؤتمر صحافي عقد في رام الله، من مخاطر تنفيذ هذا المخطط الرامي إلى تغيير ساحة البراق بعد عرضه على بلدية الاحتلال في القدس للمصادقة عليه .
وشدد عضو مجلس رؤساء الهيئة الشيخ محمد حسين، على أهمية المبادرة لمواجهة هذا المخطط . وقال “ما يجري في حي البستان مثال واضح على هذه السياسة الرامية الى تفريغ البوابة الجنوبية للمسجد الأقصى من سكانها الأصليين”، مشيراً إلى أن البلدة القديمة والشيخ جراح ووداي الجوز جميعها أحياء مقدسية يعاني سكانها من سياسات الاحتلال التهويدية، كعائلات الغاوي وحنون والكرد، إضافة إلى ذلك الأعمال المستمرة لتوسيع المستوطنات في راس العامود وجبل المكبر .
واتهم حسين سلطات الاحتلال بممارسة التطهير العرقي في القدس، مؤكدا أن ابتداع وسيلة الإبعاد عن المدينة تأتي في هذا الإطار، إضافة إلى تصاعد اعتداءات المستوطنين وآخرها اعتزامهم تنظيم مسيرات استفزازية على مشارف المسجد الأقصى (اليوم) الثلاثاء”، في ذكرى ما يسمى خراب الهيكل .
ومن جانبه، أكد المطران عطا الله حنا، أن التهديد بإبعاد النواب المقدسيين ليس تطاولاً على فصيل فلسطيني فحسب، إنما تطاول على الشعب الفلسطيني وإرادته، وعلى القدس بمختلف مكوناتها، في ظل وجود معلومات عن احتمال إبعاد شخصيات أخرى” .
ودعا الفلسطينيين إلى الوحدة وقال “عيب وعار علينا أن تكون القدس بهذه الحالة، وغزة محاصرة، والشعب الفلسطيني مستهدف ونحن في حالة من التشرذم والانقسام” .
وأكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية حسن خاطر “أن ساحة البراق جزء أصيل من العقيدة الإسلامية ارتبط بحادثة الإسراء والمعراج” . وتابع “قدسية هذا المكان كقدسية الصخرة المشرفة، كما أن هذا المكان أخذ أهميته في الإسلام من كونه البوابة الشرعية للمسجد الأقصى”، مشيراً إلى أنه من ساحة البراق وليس من أي مكان آخر دخل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى .
وأضاف “لا يمكن التساهل مع ما يجري فيه، ونحن نذكّر الاحتلال أن الجولة الأولى التي عرفها الصراع العربي “الإسرائيلي” كان في هذا المكان ومن أجل هذا المكان، وعرفت باسمه “ثورة البراق” عام 1929م”، مؤكداً أن استمرار عبث الاحتلال بهذه الساحة ومحاولة طمسها واجتثاث كل ما يميزها وتحويلها من باب للمسجد الأقصى المبارك إلى أكبر مركز ديني لليهود في العالم، يعني جر المنطقة بأكملها إلى صراع ديني مفتوح . وأوضح أن هذه البقعة المقدسة ستبقى أعمق نقطة في الصراع العربي - “الإسرائيلي”، وكما أدت إلى تفجير الصراع عام 1929م من الممكن أن تجدد وتفجر هذا الصراع من جديد في أشكال وصور أخرى، حيث أصبحت كل المجالات مفتوحة جراء الجنون “الإسرائيلي” غير المحدود .
وحسب ما أعلنته الهيئة الإسلامية المسيحية فإنها حصلت على نسخ من وثائق خاصة تشير إلى مخطط يقضي بإحداث تغيير جذري في ساحة البراق كان قد سبق وعرض أمام لجنة التخطيط التابعة لبلدية الاحتلال في 27/6/،2010 والتي قامت بدورها بتبني المخطط وتحريكه أمام اللجان المختصة داخل البلدية .
ومن جانبه، أوضح المحامي قيس ناصر تفاصيل المخطط والتي يقع ضمنها إقامة أبنية جديدة داخل ساحة البراق لتكون مراكز استيطانية، وحفر طبقة إضافية من الساحة وتخفيض مستوى الساحة وإقامة معبر تحتها للوصول منه إلى الأبنية المتاخمة للساحة، ويشمل أيضاً إقامة موقف سيارات ضخم مدخله تحت أسوار القدس عند مدخل باب النبي داوود، وربط الساحة بموقف السيارات المسمى (جفعاتي) الموجود في حي سلوان . ويتضمن المخطط أيضا تطوير مسار القطار الخفيف ليصل من منطقة بلدية الاحتلال حتى باب الرحمة جنوب المسجد الأقصى .
وتسعى سلطات الاحتلال للاستيلاء على أملاك فلسطينية في القدس المحتلة من خلال تصنيفها “أملاك غائبين” . وأبلغ النائب العام المستشار القانوني للحكومة “الإسرائيلية” يهودا فاينشطاين المحكمة العليا مؤخراً بأن “إسرائيل” تصر على سريان ما تسميه قانون “أملاك الغائبين”، الذي يسمح بالسيطرة على عقارات بعد أن طرد منها مالكوها الفلسطينيون في نكبة عام 1948 .
وذكرت صحيفة “هآرتس” الصهيونية أن هذه السياسة ستمكن “إسرائيل” من الاستيلاء على آلاف الدونمات والمباني بقيمة عشرات مليارات الدولارات، وأنه إذا وافقت المحكمة العليا على موقف السلطات فإنه يتوقع أن يثير هذا الأمر احتجاجات شديدة من جانب الفلسطينيين وانتقادات دولية . وتشمل هذه الأراضي تلك التي أقيمت فيها مستوطنة “جبل أبو غنيم” جنوب القدس المحتلة .
وأشارت “هآرتس” إلى أن أحد هذه الأملاك هو فندق “كليف” في قرية أبو ديس الذي يستخدمه جيش الاحتلال ووحدة ما تسمى “حرس الحدود” .
جريدة “الخليج” / منتصر حمدان / الثلاثاء : 20/07/2010