1079205   عدد الزوار
Loading...
me@arsaad.com
 |   |   |   |   |   | 
 
  ***  اغتيـال بحيرة: دماء علـى ميـاه "المـنزلة"..التحقيق الفائز بجائزة التفوق الصحفي ج:1   ***  مغامـرة صحفيــة في أنفاق غزة   ***  الحُلم الإسلامي في "إيمانيات الدولة من وحي الثورة"   ***  حاجتنا إلى آداب سورة "الآداب"   ***  جريمة خلف المحكمة الدستورية‏   ***  عندما تذوب المسئولية
 
ÇáÃÑÔíÝ ãÞÇá Çáíæã
ليس بهذا يزول المنكر .. يا جبهة علماء الأزهر
7/18/2010

 
كتب-عبدالرحمن سعد : لست ممن يتخذ موقفا سلبيا من "جبهة علماء الأزهر" ، بل على العكس أثمن وجودها ، وأحيي مواقفها ، التي تجتهد في الذود عن حياض الأمة ، لكن يؤلمني أسلوبها في خطاب المخالفين ، وبياناتها التي تنضح بالسباب والشتائم ، لكل من يرتكب مخالفة .
" الكلمة قضية جازمة ، والحرب مبدؤها كلام "..هكذا قالت الجبهة في أدبياتها ، وأضافت :" لأمر ما قال صلى الله عليه وسلم :"وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟" ، متابعة :"أول الحكمة ضبط الأدوات في الإنسان ، والأسلوب من أشرف تلك الأدوات ، وباختياره  يتحدد الموقف  الذي تتنزل عليه الأحكام".

هكذا قالت الجبهة ، فهل التزمت بما قالته ؟ للأسف : لا..والدليل على ذلك عشرات الألفاظ التي استخدمها علماؤها الأجلاء ، والتي وردت في بياناتها الصادرة ، ومن ذلك تعبيرات أرجو ألا يندهش القاريء منها ، من مثل :"دعواته الفاجرة التي  لا تخرج عن كونها  تبرُّزا تبرز بها على.."؟!

وفي موضع آخر تقول جبهة العلماء :" فيرسل ببعض غلمانه ليبول على ذرى مصر وهاماتها".. وفي موضع ثالث تقول :" أعز وأغلى  من أن تكون تحت سلطان بوَّالٍ أو بوَّالةٍ على أعقابها من إخوانكم".. وتضيف في موضع رابع :" استجماع الخسائس التي تجعله  في كل خسيسة نفسا تتعلق بها حتى يصير بالكثرة المتكاثرة منها كالمزبلة لما ألقي فيها"... إلى آخر تلك التشبيهات والتعبيرات المؤذية للحس والمشاعر!
فهل تليق هذه التعبيرات بأن تصدر عن "ورثة الأنبياء" ، وحتى لو كانت تصدر عن الجبهة في مواجهة منكرات شديدة الوطأة ، فهل يمكن إزالة هذه المنكرات بهذا الأسلوب ؟
إن الجبهة بذلك تعطي للمناوئين لذوي التوجه الإسلامي الأداة التي تشكك في سعة صدرهم ، ولطيف ردهم ، وجميل أسلوبهم ، في مواجهة المخالفين ، إذ يتعارض أسلوبها العنيف هذا مع القاعدة الفقهية التي تقول :" لا تجوز إزالة المنكر بمنكر أشد" ، والقاعدة التي تقول :" من كان آمرا بالمعروف فليكن أمره بالمعروف" .

في بيانها الأخير ، الصادر يوم 13 يوليو الجاري ، تحت عنوان :"بلاغ إلى الأمة كلها بعد أن استخف بها أبناء المجون الرقيع " ، لا يشفع للجبهة -فيما أرى- الخطأ الكبير الذي ارتكبه المخرج السوري يوسف رزق بتهجمه على أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام في مقابلة تليفازية ، لكي تنعته بقولها :"المخرج الفاجر..هذا الوغد..هذا المخرج المجرم..هذا اللعين..هذا العربيد..هذا المخرج الفاجر الأثيم..هذا الوغد الذي يمثل جيشا من البغايا والمخانيث الذين تربوا في معابد الشهوات، ونوادي القمار، وعلى كؤوس الحميم. هذا الوغد وأمثاله الذين يمثلون طلائع اليهود بجيوش الفنون المدمرة والبذاءات المستعلية "!

هكذا نعتت الجبهة المخرج السوري بأقبح الأوصاف ، ولم تترك له مساحة لكي يتوب أو يعتذر أو يتراجع عما أخطأ به ، بل وحاولت إدخال الشعب السوري طرفا في الخصومة بقولها -في البيان نفسه -:" فهل انكسرت في سوريا الفضيلة ، وذهبت عن أهلها النخوة والمروءة إلى هذا الحد الذي أطمع الفاجر في عرضهم ، وعرض أبي الأنبياء الذي استقبل ضيفانه على أرضها ؟!".
إن كنت أرفض أسلوب الجبهة في استعداء الشعب السوري على المخرج فإنني في الوقت ذاته أرفض بشدة أسلوب التحريض الخفي الذي اتبعه الدكتور أسامة الغزالي حرب على الجبهة ، عندما كتب في جريدة "المصري اليوم" ، يوم 4 يوليو الحالي ، تحت عنوان :"هى أيضاً محنة أخلاقية" ، يقول :"من المؤكد أن هناك إمكانية للتدخل الإدارى أو الحكومى (من الكويت مثلا) لمحاسبة هذه الجمعية أو إيقافها ، لكن علينا أن ندرك أن ما يتيحه التقدم التكنولوجى فى مجال الاتصالات والإنترنت جعل اليوم من المستحيل تقريبا التحكم الكامل فى المواقع، أو حجبها إلى الأبد "!
قد يقول قائل إنني أجتزأ اجتزاءً من بيانات الجبهة ، وإنه لابد من وضع عباراتها المذكورة في سياقها العام ، لكنني أحيله إلى موقعها الإلكتروني ، :"
www.jabhaonline.org " ، ليحكم على بياناتها بنفسه ، وهي بيانات لا تتحلى -للأسف- بعفة اللسان ، وتعمد إلى التجريح الشخصي ، وتقع أحيانا في خطأ التعميم .
مع أن بإمكان الجبهة أن تجمع ، ولا تفرق ، وأن تكون سببا لهداية المارقين ، وأن تصبح  نافذة هداية لا سيف انتقام ، وأن يكون علماؤها دعاة لا قضاة ، لكن الحاصل الآن هو أنها تؤجج الخصومة بين بعض المثقفين وذوي التوجه الإسلامي ، ولا تنتهج أسلوب " الحُسنى" القرآني ، وتضع يدها على الأخطاء ، لكن بدلا من علاجها ومداواتها ، فإنها تلجأ إلى الكي والبتر ، فتزيد النفوس عتوا وتمردا ، وتزيد صفوف الأمة شحناء ، وانقساما .
 
فيا أساتذتنا وشيوخنا الأجلاء في "جبهة علماء الأزهر" ، هذا نداء من محب لكم بأن تعيدوا  النظر في الأسلوب الذي تُصاغ به بياناتكم ، فأنتم لا تمثلون أنفسكم ، بل تمثلون كثيرين ممن يؤيدونكم ، ويقفون إلى جانبكم .

كما أنني أزعم ، وأرجو أن يكون زعمي باطلا ، أن هناك أسلوبا أفضل من هذا الأسلوب الذي تنهجونه ، يمكن أن يحقق الثمار المرجوة ، بتذكيرالغافلين ، وإقناع المخالفين ، وتعليم الجاهلين ، وإقامة الحجة على المناوئين ، وصولا إلى الإصلاح الإسلامي المنشود.

تعليقات القراء
الإسم
البريد الالكترونى
التعليق
 
     ما رأيك فى شكل الموقع ؟
  
هذا الموقع يعبر عن الآراء والأفكار الخاصة بصاحبه ولا ينحاز لأى فئة أو هيئة أو مؤسسة
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب الصحفى عبد الرحمن سعد