إن السفير الذى أقصده هو السفير الإسرائيلى بالقاهرة المدعو إسحاق ليفانون وعدم الحب الذى أقصده هو اللفظ المهذب، الذى تسمح به أخلاقنا وقيمنا، وهو المرادف السياسى لكلمة (الكراهية) ولعبارة (اخرج من بلادنا لأنك ودولتك المجرمة تمثلان وصمة عار فى جبين البشرية منذ النصف الثانى من القرن الماضى وحتى اليوم)،
أما مناسبة هذا القول فهى هذه الحادثة المثيرة التى ذكرتها بعض الصحف العربية عن محاولة طرد السفير الإسرائيلى من أحد مطاعم القاهرة.. كراهية له ولدولته العدوانية، وملخص الخبر يقول إن حالة من الاستياء تسود لدى مسؤولى وزارة الخارجية الإسرائيلية بعد تلقيهم تقريراً من السفير الإسرائيلى فى القاهرة إسحاق ليفانون، عن تعرضه لمحاولة طرد من مطعم شهير فى منطقة المعادى فى القاهرة السبت قبل الماضى.
وحسبما ذكرت صحيفة «الجريدة» الكويتية، فإن مدير المطعم الشهير فوجئ بأربعة أشخاص تبدو عليهم الملامح الأوروبية يجلسون على طاولة فى المطعم وحولهم نحو ستة حراس، مما أثار انتباه جميع رواد المطعم.
وعندما استفسر من أحد أفراد الحراسة عن شخصية الضيف أوضح له أنه السفير الإسرائيلى فى القاهرة، فطلب من رئيس طاقم الحراسة إبلاغ السفير بأن يغادر حالاً منعاً للإحراج.
وكان بصحبة ليفانون زوجته وصديقتها وزوجها، وقد ثار السفير الإسرائيلى ورفض المغادرة، فأبدى العاملون والرواد استعدادهم لإلقائه بالقوة خارج المطعم، فقام ليفانون باستدعاء شرطة النجدة، وقبل وصول النجدة إلى المطعم، كانت قوة من المباحث قد وصلت وضغطت على مدير المطعم للعدول عن قراره تجنباً للمشاكل.
وهذه هى المرة الأولى التى يتعرض فيها ليفانون للطرد من محل أو مطعم فى القاهرة، أما السفير السابق شالوم كوهين فقد طرد خلال فترة عمله فى العاصمة المصرية سبع مرات، أبرزها فى فبراير ٢٠٠٨ إبان القصف الإسرائيلى لغزة، حين طرد من حفل فى دار الأوبرا، بعد أن رفض مدير الدار استقباله، كما رفض جميع الفنانين المشاركين فى الحفل وعلى رأسهم الفنان محمد منير الصعود إلى خشبة المسرح إلا بعد خروجه من القاعة.
وتأتى هذه الواقعة بعد أيام قليلة من تدخل فج فى شأن مصرى خاص تمثل فى تقديم ليفانون مذكرة إلى الحكومة المصرية يطالبها فيها بالتدخل لحماية الطائفة اليهودية فى مصر، وذلك إثر حكم بالسجن ٣ سنوات على رئيسة الطائفة اليهودية فى القاهرة كارمن وينشتاين يوم الخميس قبل الماضى بتهمة النصب، (معتبرا حاله حاميا لليهود المصريين، وهو الأمر غير الصحيح تاريخياً وواقعياً).
واتهم ليفانون القضاء المصرى بـ«البطش والقسوة»، بعد الحكم على وينشتاين بالسجن ثلاث سنوات بكفالة ١٠ آلاف جنيه وبدفع غرامة تصل إلى ٤٠ ألف جنيه «نحو ٨ آلاف دولار» بتهمة النصب على رجل أعمال مصرى. وزعم السفير الإسرائيلى أن «حكم المحكمة جاء قاسياً ويحمل فى ثناياه تحاملاً على المواطنة المصرية اليهودية بسبب ديانتها»، واتهم المحكمة بإصدار حكمها دون إجراء تحقيق كافٍ مع وينشتاين.
وطالب ليفانون بتدخل وزارة الخارجية المصرية لـ«حماية المواطنة اليهودية من بطش القضاء ورجال الأعمال المصريين وإجراء تحقيقات منطقية وطبيعية حول الواقعة محل النظر أمام القضاء».
وقوبلت مذكرة السفير الإسرائيلى بتجاهل شديد من الخارجية المصرية، نظراً لاحتوائها «تهديداً واضحاً للحكومة المصرية وتدخلاً سافراً فى الشأن الداخلى وتشكيكاً غير مقبول فى نزاهة القضاء المصرى، ما يحتم عدم الرد أو حتى الالتفات إلى تلك المذكرة».
وبحسب محامى رجل الأعمال المصرى نبيل بديع، فإن وينشتاين باعت لموكله ولآخرين عقاراً لا تمتلكه، وتقاضت مقابله ثلاثة ملايين جنيه، ورفضت رد المبلغ.
وكان ليفانون قد اشتكى فى وقت سابق مما وصفه بـ «برودة العلاقات» التى تجمعه مع مسؤولى وزارة الخارجية المصرية. ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلى، عن برقية أرسلها السفير أخيرا إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، أوضح خلالها أن المعاملة المصرية معه وصلت إلى مستوى يصعب وصفه، واقترح المعاملة بالمثل.
yafafr@hotmail.com
د. رفعت سيد أحمد / المصري اليوم/ ٢٨/ ٧/ ٢٠١٠