عيد سعيد وجميل وبلاش "مبارك" علشان "كفاية" كده!"، " قرار جمهوري بتحويل التهنئة من "عيد مبارك" إلى "يا جمال العيد"، هذه عينة من عشرات الرسائل الطريفة، وتحمل مغزى سياسياً، والتي تبادلها المصريون عبر هواتفهم النقالة للتهنئة خلال أيام عيد الفطر المبارك.
وقد استغل كل فصيل سياسي في مصر تلك التهاني بأسلوبه الخاص، ولم يخل الأمر من رسائل ساخرة تحمل كثيراً من الغرابة، مثل تلك الرسالة التي انتشرت بين المصريين وتقول" كل عام وانتم بخير بمناسبة شم النسيم.. مع تحيات جمعية مرضى الزهايمر".
ولم تخل الرسائل القصيرة المصرية أيضاً من إسقاطات على الواقع السياسي، فقد تبادل المصريون رسالة تقول "عيد مبارك ونظيف وشريف وكله جمال وكمال وسرور وعز..مع تحيات الحزب الوطني" في إشارة إلي الرئيس مبارك ونجله جمال، ورئيس الحكومة أحمد نظيف، ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف، والمسؤولين البارزين بالحزب الوطني محمد كمال وأحمد عز، ورئيس مجلس الشعب فتحي سرور.
أما النائب حمدين صباحي ووكيل مؤسسي حزب "الكرامة" المعارض فقد حرص على أن يضمن رسائله للتهنئة بالعيد اسم حزبه فقال في رسائله "كل عام وأنتم بخير وأعاد الله علينا العيد بالخير والنصر و"الكرامة".
في الوقت ذاته أرسلت جماعة "الإخوان المسلمين" رسائل التهنئة بالعيد، ومن قبلها رسائل التهنئة برمضان هذا العام موقعه باسم قياداتها المعتقلين حالياً والذين يخضعون للمحاكمة العسكرية، في محاولة للتذكير بهم وكسب التعاطف.
وكذلك فعلت الجماعة في دعوات حفل الإفطار الرمضاني السنوي والذي ألغته السلطات الأمنية المصرية، حيث تم وضع اسم 40 قيادة إخوانية على الدعوات.
تطور تقني للنكتة السياسية
واعتبر أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة د.صفوت العالم، في تحليله لهذه الظاهرة، إن الرسائل القصيرة أصبحت بديلاً عن النكتة السياسية التي اشتهر بها المصريون عبر تاريخهم، فقد عكست التطورات التقنية طبيعتها على أسلوب الحياة، ولذلك لم يعد غريباً أن تتجاوز تلك الرسائل طبيعتها الاجتماعية كرسائل للتهنئة إلى القيام بدور سياسي وهو التعبير عن مواقف المجتمع تجاه ما يشغل مواطنيه عن قضايا وأحداث.
وأضاف العالم في حديثه لـ"العربية.نت" إن مثل هذه الرسائل في أحيان كثيرة تكون مصدرا هاماً من مصادر معرفة اتجاهات الرأي العام تجاه مسؤولي الحكومة والحزب الحاكم، ومدى رضا، أو عدم رضا، المواطنين عن أداء حكومته، فهذه السخرية تعكس نوعاً من المعارضة المغلفة بالفكاهة، وهو نوع من النقد اللاذع يشبه الكاريكاتير السياسي في مضمونه لكنه يختلف عنه في تلقائيته وارتجاليته وعدم خضوعه للنظام أو الرقابة.
ويؤكد على ضرورة أن تحظى تلك الرسائل بمزيد من الدراسة للتعرف على اتجاهات أفراد المجتمع تجاه القضايا المختلفة، فتحليل تلك الرسائل لا يقل أهمية عن تحليل الصحف والشائعات.
27 مليون مشترك
جدير بالذكر إن رسائل الهواتف النقالة القصيرة في مصر لم تكن مثاراً للسخرية والتهنئة فقط، لكنها أيضاً تعتبر "بيزنس" مهم لشركات الهواتف النقالة، حيث تتضاعف معدلات استخدام الرسائل القصيرة.
ورغم عدم وجود إحصاءات دقيقة عن عدد الرسائل القصيرة المستخدمة في المناسبات والاحتفالات، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى ارتفاع معدلات استخدام الرسائل النصية في المناسبات بنسبة تتجاوز 150%، في حين يبلغ عدد مشتركي الهواتف النقالة في مصر 27 مليون شخص.
السيد زايد/موقع العربية .نت/ 5 شوال 1428هـ/ 17 أكتوبر 2007م