1079170   عدد الزوار
Loading...
me@arsaad.com
 |   |   |   |   |   | 
 
  ***  اغتيـال بحيرة: دماء علـى ميـاه "المـنزلة"..التحقيق الفائز بجائزة التفوق الصحفي ج:1   ***  مغامـرة صحفيــة في أنفاق غزة   ***  الحُلم الإسلامي في "إيمانيات الدولة من وحي الثورة"   ***  حاجتنا إلى آداب سورة "الآداب"   ***  جريمة خلف المحكمة الدستورية‏   ***  عندما تذوب المسئولية
 
ÇáÃÑÔíÝ ãÞÇá Çáíæã
أي مفهوم للعيد
11/19/2010

كتب-عبدالرحمن سعد: نعم .. أي مفهوم للعيد؟
هل هو ذلك الشعور بالبهجة من خلال ما تتمتع به النفس من طعام وشراب وكساء أي بالشكل الخارجي فقط .. كما يفعل الكثيرون اليوم؟
لقد حذر الله تعالى من اعتبار العيد كذلك ، في سياق حديثه العام عن التمتع بالحياة، فقال:" والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم".( سورة محمد).
إن العيد ، كما قال أديب العربية مصطفى صادق الرافعي:"إنما هو المعنى الذي يكون في اليوم لا اليوم نفسه.. إنه يوم الشعور بالقدرة على تغيير الأيام ، لا القدرة على تغيير الثياب".(1).
والواقع أن العيد " ليس العيد لمن لبس الجديد إنما العيد لمن طاعاته تزيد .. ليس العيد لمن تجمل باللباس والركوب إنما العيد لمن غُفرت له الذنوب"(2).
إن أيام المسلم في الدنيا والآخرة كلها أعياد.
قال الحسن:" كل يوم لا يُعصى الله فيه فهو عيد .. كل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد ".(3).
نعم .. العيد هو موسم الفرح  والسرور ، لكن أفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم ، إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته ، كما قال تعالى :" قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون". ( يونس : 58).
وقال بعض العارفين:" ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله ، فالغافل لا  يفرح بلهوه وهواه ، والعاقل يفرح بمولاه".
أنشد الشبيلي:
إذا ما كنت لي عيدًا  فما أصنع بالعيد؟
جرى حبك في قلبي  كجري الماء في العود
وأنشد:
عيدي مقيم وعيد الناس منصرف
والقلب مني عن المعاصي منحرف
جاء بعضهم إلى أحد العارفين فسلم عليه وقال له:أريد أن أكلمك، فقال:" اليوم لنا عيد، فتركه ثم جاءه يومًا آخر ، فقال له مثل ذلك ، ثم جاءه يومًا آخر ، فقال له مثل ذلك ، فقال له: ما أكثر أعيادك ! فقال:" يا بطال أما علمت أن كل يوم لا نعصِي الله فيه فهو لنا عيد".
وكان بعض العارفين ينوح على نفسه ليلة العيد فيقول :" : بحرمة غربتي كم ذا الصدود .. ألا تعطف علي ألا تجود... سرور العيد قد عم النواحي...وحزني في ازدياد لا يبيد " .
والواقع أن المفهوم الحقيقي للعيد إنما يتحقق من خلال ثلاثة محاور .. أراها كما يلي :
1- إدخال البهجة على النفس :
السؤال : هل تتحقق هذه البهجة النفسية بالطعام والشراب والكساء أي بالشكل الخارجي فقط أم أن الإسلام عُنى بمفهوم أعمق من ذلك ؟ بمعنى أنه عُني بأن يكون العيد عيدًا للروح والجسد معاً؟
الحقيقة أنه لا انقطاع أو تضاد بين الروح والجسد في الإسلام .. فلا رهبانية بالعكوف على غذاء الأرواح فقط .. ثم يخبط الإنسان في دنياه خبط عشواء ، ولا مادية بالإيغال في تلبية مطالب الجسد فقط ، لكن الإسلام جاء بتحقيق هذه المعادلة معاً: تلبية متطلبات الروح والجسد ، وإعمار ساحتي الدنيا والآخرة، وإنما يتحقق ذلك بتسخير الأولي للثانية وليس العكس.. قال تعالى:" وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة".( القصص).
2- إدخال البهجة على البيئة الاجتماعية المحيطة :
في مقدمة ذلك :
أ‌- الزوج والأبناء ، أي الأسرة.. قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا قُوا أنفسكم وأهليكم ناراً".( التحريم).
ب‌- الأهل والأقارب.. قال سبحانه:" وبالوالدين إحسانًا وبذي القربى ". وقال تعالى:" واتقوا الله الذي تََََساءَ لون به والأرحام". ( سورة النساء).
ت‌- زملاء العمل . قال الله تعالى:" والصاحب بالجنب".. والجيران.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".. وقال:" والله لا يؤمن؟ ( وكررها ثلاث مرات) قالوا : من يا رسول الله؟ قال : من لا يأمن جاره بوائقه".
ث‌- عموم المجتمع المسلم من كل : سائل ومحروم ويتيم ومسكين وابن سبيل.. إلخ..  قال تعالى:" والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم " ( سورة الذاريات ). وقال تعالى :" واليتامى والمساكين وابن السبيل".
3- إدخال البهجة على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها :
سل نفسك: ماذا قدمت من عمل ممتد صالح يفيد المسلمين في حياتك وربما بعد مماتك ؟ أو : ماذا سددت من ثغرات في واقع حياتهم ، تمثل نقاط ضعف وأسباب معاناة لهم ، ويحاول الأعداء النفاذ منها للإضرار بهم ، وبدينهم؟
قال - عز مِِن قال-:" والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض".( التوبة).

المراجع:
(1) مصطفى صادق الرافعي،"من وحي القلم"، تحقيق سعد كريم الفقي ، المنصورة ، مكتبة الإيمان ، 1419ه، 1999م، ج:1، ص:23.
(2) الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي ،" لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف"، ضبط وتحقيق: رضوان جامع رضوان، القاهرة ، مكتبة أولاد الشيخ للتراث ،1423ه، 2002م.، ط1، ص: 356.
(3) الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي، مرجع سابق، ص: 358.




تعليقات القراء
محمود توفيق
بارك الله فيكم..حقا لابد من أن يكون مغهوم العيد هو الطاعة لله في كل لحظة.. ساعتها ستتحول حياتنا كلها إلى عيد.
    
الإسم
البريد الالكترونى
التعليق
 
     ما رأيك فى شكل الموقع ؟
  
هذا الموقع يعبر عن الآراء والأفكار الخاصة بصاحبه ولا ينحاز لأى فئة أو هيئة أو مؤسسة
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب الصحفى عبد الرحمن سعد