كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث عن حفريات جديدة وكبيرة، وشبكة أنفاق ينفذها الاحتلال الإسرائيلي أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه.
وأوضحت المؤسسة -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أنها حصلت واطلعت على صور فوتوغرافية تبين الحجم الكبير لحفريات على امتداد مئات الأمتار، بداية من منطقة ساحة البراق وبمحاذاة الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وصولا إلى وقف حمام العين والمنطقة أسفل باب المطهرة الواقعة داخل مساحة المسجد الأقصى المبارك من الجهة الغربية.
مراكز تهويدية
وأضافت أن المخطط الجاري تنفيذه يهدف إلى بناء إنشاءات جديدة ستستعمل كمراكز تهويدية وتلمودية وأخرى كمراكز شرطية وعسكرية، مؤكدة –استنادا إلى شهود عيان- أنّ العمل في هذه الحفريات يتواصل ليل نهار، وبمشاركة مئات الحفّارين والعمّال، أغلبهم من العمال الأجانب من شرق آسيا ممن لا يعرفون اللغة العبرية.
وأكدت مؤسسة الأقصى أن هذه الحفريات تشكل أخطارا جسيمة على المسجد الأقصى من الناحية البنائية العمرانية والناحية التاريخية الحضارية"، موضحة أن الحديث يدور عن ورشات كبيرة وحفريات في عمق الأرض.
وبحسب الصور الحديثة وبمقارنتها مع صور التقطتها سابقا في نفس المواقع، أكدت المؤسسة أن الاحتلال يسارع في حفرياته ويوسعها بشكل غير مسبوق، مؤكدة اكتشاف آثار من الفترة الإسلامية الأموية والفترات الإسلامية الأيوبية والمملوكية المتأخرة.
عمق الأرض
وحسب المؤسسة فإن المخطط الإسرائيلي والحفريات في عمق الأرض ستكتمل –تحت الأرض- باتجاه الشرق، لتصل إلى حائط البراق والجدار الغربي من المسجد الأقصى ملاصقة لباب المغاربة، موضحة أن هذه المنطقة هي بالتحديد منطقة حي المغاربة التي هدمها الاحتلال بعد أربعة أيام من احتلال شرقي القدس والمسجد الأقصى عام 1967.
وأشارت إلى أن المنطقة الثانية التي تجري فيها الحفريات هي المنطقة الواصلة بين ساحة البراق وبين أسفل وقف الحمام، حيث تتم حفريات وتفريغات ترابية في آثار من الحقبة المملوكية والعثمانية على مسافة نحو 200 متر، ستشكل فيما بعد نفقا واصلا بين أسفل ساحة البراق وأسفل حمام العين.
أما الحفريات الأكثر تسارعا وأكثر خطورة والأقرب إلى المسجد الأقصى المبارك، فهي الحفريات التي ينفذها الاحتلال وأذرعه التنفيذية على بعد نحو 50 مترا من المسجد الأقصى، وتتجه شرقا نحو المسجد وتصل إلى منطقة المتوضئات.
وخلصت مؤسسة الأقصى إلى أن ما يتم نشره من صور ومعلومات يدل على خطورة ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من حفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك ومحيطه الملاصق، مبينة أن حجم هذه الحفريات وحقيقتها الكاملة والدقيقة غير معروفة، بسبب أن كثيرا منها غير معلنة ويصعب الوصول إليها.
الجزيرة / عوض الرجوب / 22 أكتوبر 2010م