1079221   عدد الزوار
Loading...
me@arsaad.com
 |   |   |   |   |   | 
 
  ***  اغتيـال بحيرة: دماء علـى ميـاه "المـنزلة"..التحقيق الفائز بجائزة التفوق الصحفي ج:1   ***  مغامـرة صحفيــة في أنفاق غزة   ***  الحُلم الإسلامي في "إيمانيات الدولة من وحي الثورة"   ***  حاجتنا إلى آداب سورة "الآداب"   ***  جريمة خلف المحكمة الدستورية‏   ***  عندما تذوب المسئولية
 
ÇáÃÑÔíÝ ãÞÇá Çáíæã
حق الرؤية‏..‏ وواقع الرؤيا
10/8/2010

بقلم‏:‏ عبدالرحمن سعد- يبدو أن حق غير الحاضنين من الآباء والأمهات في رؤية أبنائهم واقعا‏,‏ تتحول أحيانا إلي رؤي‏,‏ يطالعون فيها أبناءهم المغيبين بالمنامات‏,‏ حيث تطاردهم مشاهدهم في أحلامهم دون أن يتمكنوا فعليا من رؤيتهم‏.‏

وما يزيد الأمر سوءا أن هذه القضية تمس أكثر من سبعة ملايين طفل مصري‏,‏ يتزايد عددهم كل ساعة‏,‏ بحسب أرقام المركز القومي للاحصاء‏,‏ كما تمس أكثر من مليون أسرة‏,‏ أوراقها متداولة في المحاكم‏,‏ والشكوي فيها من استخدام الطرف الحاضن الأطفال العزل أداة للانتقام الشخصي‏,‏ وتصفية الحسابات مع الطرف الآخر‏,‏ باستعمال أساليب تتجاوز الإساءة الشخصية‏,‏ وتشويه السمعة‏,‏ إلي تسميم آبار الفطرة‏,‏ والمشاعر السليمة في نفوس الصغار‏.‏

ومن أسف أن القانون يقف عاجزا عن الحل‏,‏ لأنه لم يتغير منذ أكثر من‏80‏ عاما‏,‏ وهو القانون رقم‏25‏ لسنة‏1929,‏ إذ حددت المادة‏20‏ منه مدة الرؤية للأبناء بما لا يزيد علي ثلاث ساعات أسبوعيا للطرف غير الحاضن‏!‏

وحتي عند تطبيق القانون يصبح الأمر عرضة للتلاعب‏,‏ والمماطلة‏,‏ بامتناع الطرف الحاضن عن تنفيذ حكم الرؤية‏,‏ دون أي مساءلة قانونية‏,‏ أو تجريم جنائي أو عقوبة رادعة‏.‏

ولمن يريد معاينة المأساة فليتوجه إلي أقرب مكتب لمحاكم الأسرة‏,‏ أو يزور أحد الأندية التي يجري فيها تنفيذ الأحكام‏,‏ ليري ظواهر العقوق والتدابر وقطع الأرحام‏,‏ وأنهار الدموع في القلوب قبل الخدود‏,‏ وحجم المهانة التي يشعر بها كل طرف محكوم له بالرؤية‏.‏

والأمر هكذا‏,‏ يجب تعديل المادة‏20,‏ بحيث تنص علي زيادة مدة الرؤية لتصبح يوما كل أسبوع بمنزل غير الحاضن‏,‏ كي تكون هناك فرصة ليتعرف فيها الابن علي أهله‏,‏ ويتواصل مع ذوي رحمه‏,‏ فتزكو المشاعر‏,‏ وتتنزل السكينة‏,‏ وتنمو المحبة‏,‏ ويتحقق الدفء‏,‏ وينشأ جيل جديد نشأة سوية‏,‏ لا حقد فيها‏,‏ ولا شعور بالدونية‏.‏

كما يجب إضافة نص يقضي بحبس من بيده الصغير إذا امتنع عن تنفيذ حكم الرؤية ثلاث مرات متتالية‏,‏ وأن تكون الدعوي ضمن الدعاوي المستعجلة‏,‏ ضمانا لمستقبل أفضل لسبعة ملايين مصري‏,‏ ومنعا لظاهرة آباء وأمهات مع إيقاف التنفيذ‏,‏ وصيانة لصغار لا يملكون أدوات التعبير عن التعقيدات النفسية التي تتكون في دواخلهم نتيجة منع ذوي رحمهم من احتضانهم‏.‏

* الأهرام / قضايا وآراء/ 16 يوليو 2009   


    

تعليقات القراء
الإسم
البريد الالكترونى
التعليق
 
     ما رأيك فى شكل الموقع ؟
  
هذا الموقع يعبر عن الآراء والأفكار الخاصة بصاحبه ولا ينحاز لأى فئة أو هيئة أو مؤسسة
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب الصحفى عبد الرحمن سعد