1023836   عدد الزوار
Loading...
me@arsaad.com
 |   |   |   |   |   | 
   
  ***  اغتيـال بحيرة: دماء علـى ميـاه "المـنزلة"..التحقيق الفائز بجائزة التفوق الصحفي ج:1   ***  مغامـرة صحفيــة في أنفاق غزة   ***  الحُلم الإسلامي في "إيمانيات الدولة من وحي الثورة"   ***  حاجتنا إلى آداب سورة "الآداب"   ***  جريمة خلف المحكمة الدستورية‏   ***  عندما تذوب المسئولية
 
تحقيقات
تيك أواي الغلابة‏..‏ يبحث عن تقنين
30/10/2010

تحقيق:عبدالرحمن سعد- شريحة تعدادها يبلغ في أقل التقديرات مليونا‏,‏ يقومون بإعالة خمسة ملايين آخرين‏,‏ ويمتهنون تقديم المأكولات الشعبية للمواطنين‏,‏ في أماكن ثابتة بالميادين والشوارع‏,‏ حيث لايستغني عن تناول طعامهم الموظفون والعمال‏,‏ باعتبارها الأجود والأرخص‏,‏ لكنهم يعانون الأمرين‏,‏ فلا تراخيص تصدر لهم بممارسة هذا النشاط‏,‏ ولا فرص عمل أخري متاحة أمامهم‏,‏ وبرغم ذلك يتعرضون للمطاردات والغرامات‏.‏

وفي الوقت الذي بدأت مؤسسات أمريكية بتركيز دراساتها عليهم منذ أكثر من ربع قرن‏,‏ ونشأت ثلاث جمعيات أهلية علي مستوي البلاد‏,‏ لرعايتهم ومحاولة مساعدتهم بالقروض والتأهيل‏,‏ إلا أن الحكومة تعتبرهم ملفا أمنيا دون أن تقدم لهم أي حلول انسانية‏,‏ مع أن الأمر يقتضي ـ فقط ـ إنشاء هيكل إداري لإتمام إجراءتهم‏,‏ وإصدار التراخيص‏,‏ ومنح القروض‏,‏ مع توفير نظام مقبول للتأمين الاجتماعي‏,‏ وتقديم الرعاية الصحية لهم ولأسرهم‏,‏ إضافة الي انشاء صندوق زمالة‏,‏ يعينهم في الأزمات والكوارث‏,‏ وأخيرا‏:‏ توفير مستلزمات الانتاج‏,‏ وفي مقدمتها‏:‏ العربات المطورة لبيع الأطعمة‏.‏

في الفيلم المصري باب الحديد تمكن فريد شوقي من عمل نقابة للشيالين‏..‏ انني أتمني أن يولد فريد شوقي جديد يقود الجهود إلي إنشاء نقابة لنا‏,‏ تشعرنا بشيء من الحماية والأمان‏!‏ بهذه العبارة لعلاء الصعيدي‏(‏ بائع سندويتشات‏)‏ يؤكد أن بائعي الأطعمة يتعرضون دوما لمضايقات كثيرة‏,‏ أبرزها حملات الشرطة والبلدية والصحة‏.‏

جاءت فكرة دراسة هذه الشريحة‏,‏ ولكن بتمويل أمريكي‏,‏ إذ أجري مركز سباك الممول من مؤسة فورد الأمريكية‏,‏ مسحا لبائعي أطعمة الشارع‏,‏ بالتطبيق في حي مصر القديمة‏,‏ تبين فيه ان نشاط بيع الأطعمة والمشروبات من الأنشطة الاقتصادية المهمة في مصر‏,‏ التي تسد الاحتياجات الغذائية لأعداد كبيرة ومتعددة من المواطنين‏,‏ خاصة الطبقات محدودة الدخل‏.‏ وطبقا للمسئولين في المركز فإن عدد بائعي أطعمة الشارع في القاهرة وحدها يبلغ نحو مليون بائع وبائعة‏,‏ يعولون مليون أسرة أخري‏,‏ بمتوسط عدد أفراد لكل منها يبلغ خمسة أفراد تقريبا‏.‏

أكثر الأطعمة انتشارا ـ طبقا للمسح‏:‏ الفول و البليلة و الطعمية و البطاطس و الباذنجان ‏,‏ وتبلغ نسبتها‏28%‏ من جملة الأطعمة‏,‏ ثم يلي ذلك الكشري و المكرونة بنسبة‏15%,‏ وهناك الساندويتشات بأنواعها‏,‏ يليها المشروبات المثلجة مثل السوبيا و التمر هندي و الكركديه و العرقسوس و الخروب ‏.‏

وتبيع نسبة مرتفعة نسبيا من النساء‏(18%)‏ الحلويات مثل البسبوسة و الكسكسي و الكنافة ‏,‏ أما بقية الأطعمة التي شملها الحصر فتتضمن الشعرية والقادوسية والسمك المشوي والكبدة والكفتة والطرب والفراخ والمحشي وحمص الشام والسمين والأيس كريم‏,‏ في حين تتوزع المشروبات الساخنة بين الشاي والقهوة والحلبة‏..‏ الخ‏.‏

الدراسة أوضحت أيضا أن‏88,5%‏ من البائعين والبائعات يبيعون في المكان نفسه‏,‏ وأن ربع الباعة من الذكور‏(25%)‏ يحملون مؤهلا متوسطا أو عاليا‏.‏

المخالفات باطلة ‏!‏

هؤلاء الباعة يعانون من مطاردة شرطة المرافق لهم‏,‏ إذ تقوم بحملات مكثفة عليهم‏,‏ كما تقوم بتحطيم عرباتهم‏,‏ ومصادرة أطعمتهم أو القائها علي الأرض‏,‏ فضلا عن تحرير محاضر لهم‏,‏ وإجبارهم علي دفع غرامات‏,‏ مما يكلفهم الكثير‏,‏ نتيجة عدم مزاولتهم نشاط البيع أياما عدة‏,‏ والاستدانة من الغير لإصلاح ما تم تحطيمه‏.‏

هذا ما يوضحه المحامي عبد الناصر محمود سنجر‏,‏ مؤكدا أن المحكمة الدستورية تنظر حاليا دفعا بعدم دستورية الحكم في المخالفات التي يتم تحريرها لهؤلاء الباعة‏,‏ طبقا للمادة‏301‏ من قانون الاجراءات الجنائية رقم‏150‏ لسنة‏1950.‏

 وكما يقول فإن الشعب المصري يجلد بنص هذه المادة في كل لحظة‏,‏ لأنها تتعارض مع مواد الدستور أرقام‏:34‏ و‏35‏ و‏36‏ و‏67‏ و‏86‏ و‏165‏ و‏166‏ و‏167,‏ وكلها تقضي بأن المتهم بريء حتي تثبت إدانته‏,‏ كما أنها تؤدي الي التداخل بين السلطتين التنفيذية والقضائية‏,‏ لأن المشرع تدخل بذلك في صميم عمل القاضي‏,‏ القائم علي تمتعه بالحرية في استنباط الأدلة‏,‏ ذلك أنه قدم له نصا وألزمه بحجية هذه المحاضر‏,‏ وهذا باطل لأنها تكون في العادة خالية من أي أدلة إثبات‏,‏ ومن ثم تكون هذه المحاضر باطلة‏.‏

جمعيات أهلية‏...‏ والتمويل أمريكي

إزاء هذا الدور السلبي للدولة في التعامل مع بائعي الأطعمة‏..‏ ظهر دور إيجابي للمجتمع المدني‏..‏ تأسست ثلاث جمعيات أهلية‏,‏ تحمل المسمي نفسه‏:‏ جمعية التنمية لرعاية بائعي أطعمة الشارع‏,‏ الأولي ظهرت الي النور في محافظة المنيا عام‏1984,‏ والثانية في عام‏1994‏ م بمنطقة مصر القديمة‏,‏ والثالثة في حي روض الفرج في العام الماضي‏,‏ وكلها تعني بمساعدة أفراد هذه الشريحة في الحصول علي التراخيص اللازمة‏,‏ وحمايتها من المطاردة إضافة الي تقديم القروض الميسرة لهم‏.‏وهنا لم يكتف الأمريكيون بالدراسة والفرجة بل وقفوا بالتأييد والتمويل لهذه الجمعيات‏,‏ بعيدا عن أي اهتمام من الدولة الغائبة‏..‏ برعاياها‏,‏ من هذه الفئة المهمشة‏!‏

في مواجهة حديقة الفسطاط الرائعة‏,‏ وتحديدا في شقة‏1‏ مدخل‏1‏ بلوك‏31‏ بمساكن عين الصيرة‏..‏ يقع مقر جمعية التنمية لرعاية بائعي أطعمة الشارع بمصر القديمة‏..‏ تقول حياة أحمد حمدي رئيسة الجمعية إنه تم تأسيس الجمعية بمساعدة من مؤسسة فورد الأمريكية‏,‏ التي وفرت التمويل اللازم لإنشاء الجمعية‏,‏ واستئجار المقر‏,‏ مع تقديم القروض للباعة‏.‏

بدأنا ـ يقول رجب عبده محمد‏(‏ مدير الجمعية‏)‏ ـ في إجراء حصر لباعة الأطعمة بمصر القديمة فوجدناهم‏3‏ الاف فرد‏,‏ ثم شرعنا في تعريفهم بأنشطة الجمعية‏.‏ ويتابع أن الجمعية تقدم للباعة دورات وخدمات تتمثل في التأمينات والتراخيص والشهادات الصحية‏,‏ لكن الجمعية تواجه مشكلة في التمويل حاليا‏,‏ وتكاد أنشطتها تتوقف ـ كما يقول ـ فبعد الحصول علي قرض قيمته نصف مليون جنيه من الصندوق الاجتماعي للتنمية‏,‏ بفائدة‏8%,‏ وتوزيعه علي هؤلاء الباعة ـ يتابع‏:‏ تقدمنا بمشروع بمنحة من وزارة التضامن لمساعدة هذه الشريحة لكن الوزارة رفضت بحجة أننا أخذنا بالفعل قرضا من الصندوق الاجتماعي‏.‏

مشكلة أخري تواجهها الجمعية‏,‏ هي أن التراخيص التي تكرمت السلطات بإعطائها للباعة عبر الجمعية تسري لمدة ستة أشهر فقط‏,‏ ثم ترفض هذه السلطات تجديدها‏,‏ ومن هنا فالمطلوب من الدولة ألا ترفض مبدأ الترخيص‏,‏ لكن ان تحدد شروطا للرخصة‏,‏ أو تقدم البديل لهم‏.‏

اخيرا‏:‏ ما حكاية العربات التي تم تطويرها لهؤلاء الباعة؟ يجيب عبد المنعم عبد ربه وكيل مجلس محلي مصر القديمة والناشط في مجال خدمة بائعي الأطعمة بأنه تم تصنيع هذه العربات بالفعل في مصانع الهيئة العربية للتصنيع‏,‏ وأن تطوير عمل هؤلاء الباعة يقتضي تعميم استخدام هذه العربة التي يبلغ ثمنها‏3‏ آلاف جنيه وتتكون من مكان رئيسي محكم الغلق بالزجاج‏,‏ لعرض الطعام‏,‏ ومنع تسرب الحشرات والملوثات‏,‏ ثم يعلوه خزان مياه نقية للشرب‏,‏ وغسل الأدوات‏,‏ حيث يتم تصريف مياه الغسل الي خزان في أسفل العربة‏,‏ بهدف منع تلوث المنطقة المحيطة بها‏.‏

المصدر : جريدة الأهرام 15/07/2007


تعليقات القراء
Hetty
QuotesChimp have only scratched the surface of the potential disputes that can arise between an insurance company and the injured party.
    
Alanbert
Hey, sulbte must be your middle name. Great post!
    
David
That's not even 10 miuents well spent! http://gylzje.com [url=http://yidnou.com]yidnou[/url] [link=http://erkizbocs.com]erkizbocs[/link]
    
  الإسم
البريد الالكترونى
  التعليق
 
     ما رأيك فى شكل الموقع ؟
  
هذا الموقع يعبر عن الآراء والأفكار الخاصة بصاحبه ولا ينحاز لأى فئة أو هيئة أو مؤسسة
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب الصحفى عبد الرحمن سعد