1082789   عدد الزوار
Loading...
me@arsaad.com
 |   |   |   |   |   | 
 
  ***  اغتيـال بحيرة: دماء علـى ميـاه "المـنزلة"..التحقيق الفائز بجائزة التفوق الصحفي ج:1   ***  مغامـرة صحفيــة في أنفاق غزة   ***  الحُلم الإسلامي في "إيمانيات الدولة من وحي الثورة"   ***  حاجتنا إلى آداب سورة "الآداب"   ***  جريمة خلف المحكمة الدستورية‏   ***  عندما تذوب المسئولية
 
ÅÓáÇãíÇÊ
مشروع للهداية في العام الجديد
12/8/2010
 

كتب-عبدالرحمن سعد: عام هجري يمضى، وها نحن نستشرف عامًا هجريًا جديدًا، إنه العام 1432هجريًا ، وتصور لو أن كلاً منا خرج من شرنقته، ومن مشروعه الخاص جدًا إلى مشروع عام كبير يفيد به الأمة .. إنه مشروع الهداية، ذلك أن أعظم مشروع نقدمه للأمة هو هدايتها إلى الله سبحانه وتعالى . إنه المشروع الإصلاحي الذي أرسل الله تعالى به الأنبياء والرسل، وهو المشروع الذي يقود إلى التغيير الشامل.

 إن الهداية أعظم نعمة.. قال تعالى: :" ألم يجدك يتيمًا فآوى ، ووجدك ضالاً فهدى". (الضحى :7). ويعدد الله تعالى أنبياءه ثم يأمر نبيه بلزوم هديهم، والاقتداء بهم ، فيقول تعالى:" أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده". ( الأنعام : 90).

 ومن صفات الله عز وجل أنه يهدي إلى الحق :" قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق". ( يونس 35). وكذلك من أسماء الله سبحانه وتعالى"الهادي " . قال سبحانه:" ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء" .( البقرة : 272".

 وقال الله تعالى :" وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون "، فهذا الإضلال عقوبة منه لهم ، حين بين لهم ، فلم يقبلوا ما بينه لهم، ولم يعملوا به، فعاقبهم بأن أضلهم عن الهدى ، وما أضل الله سبحانه أحدًا قط إلا بعد هذا البيان.

وفي هذا المعنى نفسه قال تعالى :" وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم . فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم". فالرسل تبين والله هو الذي يضل من يشاء ويهدي من يشاء بعزته وحكمته.

 وقال تعالى :" هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ".( الفتح: 28). وقال تعالى:" إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ". ( الرعد:7).

 ولذلك كإن من دعاء المسلم اليومي، في كل ركعة من ركعات الصلاة ، وفي فاتحة الكتاب:"اهدنا الصراط المستقيم".

 كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه :" واللهِ.. لئن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرُ لك من حُمًْرِ النّعَم".( متفق عليه).

 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال:" من دعا إلى هُدى كان له من الأجر مثلُ أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مِثلُ آثام من تبعه لا ينقُُصُ ذلك من آثامهم شيئًا". رواه مسلم.

 والأمر هكذا ، فإن المسلم يقدر هذه النعمة قدرها ، ويشكر الله تعالى عليها ، كما جاء في كتاب الله تعالى :"وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله". (الأعراف: 43). وكذلك كان من دعاء كل مؤمن:"ربنا لا تزغ قلوبنا بع إذ هديتنا ". ( آل عمران: 8). وقال تعالى:" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام".(الأنعام: 125). ). وقال:" قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينًا قيمًا". ( 161 : الأنعام).

 الهداية وظيفة العمر:

 هذا نوح عليه السلام يجعل برنامجه في الهداية :" إني دعوت قومي ليلاً ونهارًا" .. ويضيف:" ثم إني دعوتهم جهارًا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارًا". هداية: في الليل والنهار .. وفي العلن ولإسرار.. ألف سنة إلا خمسين عامًا.

 وهذا نبي الله يوسف عليه السلام في السجن ، وهو يعاني ألم البعد والظلم ، ينتهز الفرص السانحة للهداية :" قال أحدهما إني أراني أعصر خمرًا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير منه ".. ثم يبدأ في توجيههما لتوحيد الله سبحانه وتعالى.

 وهؤلاء صحابة رسول الله صلى الطفيل بن عمرو الدوسي .. يقول هلكت دوس أدع الله عليها يا رسول الله فيقول :" اللهم اهد دوسًا).

 من ثمرات الهداية:

1- ارتباط صلاح البال بها. قال تعالى:" سيهديهم ويصلح بالهم ".( محمد: 5).

2- الهداية حل لكل مصيبة ، لأنها تأتي بالهداية للقلب ، فيتغلب على أزمته. قال تعالى:" ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه". (التغابن : 11).

3- الصبر ضرورة في الهداية. قال تعالى :" وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا".(السجدة : 24).

 التعريف اللغوي:

 معنى الهُدى: الرشاد والدلالة .. وهدى : أي بين وعرّف.( مختار الصحاح).

 التعريف الشرعي:

قال العلماء :" الهداية هدايتان : هداية دلالة وإرشاد : هي وظيفة الأنبياء والرسل والدعاة إلى الله تعالى.

 وهداية التوفيق والسداد: وأمرها بيد الله تعالى .. إذ لا يمكن للنبي أو الرسول أو الداعي أن يسدد الإنسان للهداية ، لأنه لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا :" وما توفيقي إلا بالله".. " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".

 والتمثيل للهدايتين بشرطي المرور في الطريق فعندما تسأله عن الطريق فإنه يرشدك إليه ، فهذه هداية الدلالة والإرشاد .. لكن هذا لا يعني ستصل إلى نهاية الطريق .. فقد تنفجر إطارات سيارتك، أو يقع لك حادث ، أو تتعطل سيارتك .. وهذه دلالة التوفيق والسداد.

 وفي هذا السياق، قال ابن القيم:" الهداية هي البيان والدلالة ، ثم التوفيق والإلهام ، وهو بعد البيان والدلالة. ولا سبيل إلى البيان والدلالة إلا من جهة الرسل.. فإذا حصل البيان والدلالة والتعريف ترتب عليه هداية التوفيق ، وجعل الإيمان في القلب ، وتحبيبه إليه ، وتزيينه في القلب ، وجعله مؤثرًا له، راضيًا به، راغبًا فيه .. والهداية هدايتان مستقلتان، لا يحصل الفلاح إلا بهما ، وهما متضمنان تعريف ما لم نعلمه من الحق تفصيلاً وإجمالاً ، وإلهامنا له ، وجعلنا مريدين لاتباعه ظاهرًا وباطنًا ، ثم خلق القدرة على القيام بموجب الهدى بالقول والعمل والعزم ، ثم إدامة ذلك لنا وتثبيتنا عليه إلى الوفاة".(1).

 *"اهدنا الصراط المستقيم":

يقول ابن القيم في ذلك :" وصف الاستقامة يتضمن قربه ، لأن الخط المستقيم هو أقرب خط فاصل بين نقطتين .. وكلما تعوج طال وبعد".. كما أن سؤال الهداية متضمن لحصول كل خير والسلامة من كل شر".

ومن هنا نعلم أن اضطرار العبد إلى سؤال الله تعالى هذه الدعوة فوق كل ضرورة ، أما من يقول :" إذا كنا مهتدين ، فكيف نسأل الهداية ؟ " فإنه قول باطل ، لأن المجهول لنا من الحق أضعاف المعلوم . وما لا نريد فعله تهاونًا وكسلاً مثل ما نريده ، أو أكثر منه أو دونه . وما لا نقدر عليه – مما نريده- كذلك ، وما نعرف جملته ولا نهتدي لتفاصيله فأمر يفوت الحصر . ونحن محتاجون إلى الهداية التامة ، فمن كملت له هذه الأمور كان سؤال الهداية له سؤال التثبيت والدوام ".

 ولما كان طالب الصراط المستقيم طالب أمر أكثر الناس ناكبون عنه ، مريد لسلوك طريق ، مرافقه فيها في غاية القلة والعزة . والنفوس مجبولة على وحشة التفرد ، وعلى الأنس بالرفيق، نبه الله سبحانه وتعالى على الرفيق في هذا الطريق ، وأنهم هم" الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً". فأضاف الصراط إلى الرفيق السالكين له ، وهم الذين أنعم عليهم ، ليزول عن طالب الهداية وسلوك الصراط وحشة تفرده عن أهل زمانه ، وبني جنسه، وليعلم أن رفيقه في هذا الصراط هم الذين أنعم الله عليهم ، فلا يكترث بمخالفة الناكبين عنه له ، فإنهم الأقلون قدرًا ، وإن كانوا الأكثرين عددًا، كما قال بعض السلف:" عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين ، وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين".

 ففي ذكر هذا الرفيق ما يزيل وحشة التفرد ، ويحث على السير والتشمير  للحاق بهم ، وهذه إحدى الفوائد في دعاء القنوت :" اللهم اهدني فيمن هديت"، أي أدخلني في هذه الزمرة ، واجعلني رفيقًا لهم ومعهم.

 والفائدة الثانية أنه توسل إلى الله بنعمه ، وإحسانه إلى من أنعم عليه بالهداية ، أي قد أنعمت بالهداية على من هديت ، وكان ذلك نعمة منك ، فاجعل لي نصيبًا من هذه النعمة ، واجعلني واحدًا من هؤلاء المنعم عليهم ، فهو توسل إلى الله بإحسانه".30) 31 (

 والصراط المستقيم هو كما قال ابن عباس" الإسلام" ، وقال على وعبد الله بن مسعود:" هو القرآن".. وقال سهل بن عبد الله :" هو طريق السنة والجماعة "، وقال بكر بن عبد الله المزني:" طريق رسول الله عليه وسلم".. ولا ريب أنه يتضمن الأقوال المتقدمة كلها.. كما يتضمن معرفة الحق ، وإيثاره ، وتقديمه على غيره، ومحبته والانقياد له ، والدعوة إليه ، وجهاد أعدائه بقدر الإمكان.

 والحق هو ما كان عليه الرسول وصحبه.. فكل علم أو عمل خرج من مشكاة نبوته ، وعليه السكة المحمدية فهو من الصراط المستقيم ، وما لم يكن كذلك فهو من أحد الصراطين الآخرين ، صراط الأمة الغضبية ، وهي طريق من عرف الحق وعانده ، وطريق أمة أهل الضلال ، وهو طريق من أضله الله عنه.".

 من الوسائل المعينة على الاهتداء والهداية :

1.     الإيمان بالله تعالى: قال تعالى:" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم".

2.     التوبة : قال تعالى: " ويهدي إليه من أناب".أي من تاب وأقلع من الذنوب والمعاصي.

3.     طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم:

قال تعالى:" وإن تطيعوه تهتدوا ".(النور: 54 ).

4.     المجاهدة:" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلنا ". (العنكبوت: 69).

5.    الصلاة والزكاة :

فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ أل عمران 20

قال تعالى:" إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله .. فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين". ( التوبة: 18).

 6.     القرآن الكريم: قال تعالى: " ونزلنا عليك الكتاب تبيانًا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين".( النحل 64). وقال : " إنا سمعنا قرآنًا عجباً يهدي إلى الرُِشد قآمنا به". (الجن: 2). وقال تعالى:" وأن أتلو القرآن ، فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه". ( النمل: 92).

وقال تعالى:" قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة لقوم يؤمنون".(  يونس: 57). وقال تعالى :"إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم".(الإسراء : 9).

 7.     الدعاء: كان من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم:" اللهم اهدني فيمن هديت"." وفي القرآن: اهدنا الصراط المستقيم".

8.    البيان بالآيات المشهودة المرئية من الكون للدلالة على توحيد الله .

قواعد ثابتة في الهداية:

ضرورة الاستعانة بالله:

كان ذلك من سمت الأنبياء.." قال كلا إن معي ربي سيهدين"..."الذي خلقني فهو يهدين". ( الشعراء: 78)..." وقال إني ذاهب ظالم ربي سيهدين" ( الصافات: 99).

الله هو الذي يهدي وأنت مجرد سبب إليها:

قال تعالى :" إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".

 شبهات حول الهداية :

*قول:" الله لم يهدني بعد"!

قول من لا يصلي مثلاً :" لما ربنا يهديني فسوف أصلي".

إذا كنت تؤمن بأن الله يهدي فخذ بأسباب الهداية..فأنت تؤمن بأن الله تعالى هو الرزاق فهل تجلس في منزلك ليأتيك رزقك أم أنك تتعاطى الأسباب لتحصيل الرزق .

ضرورة الحذر ممن يشترون الضلالة بالهدى:

قال تعالى :" أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين".( البقرة: 16).

 ساحة الهداية :

البشر أجمعين على وجه العموم ، وكل ساحة أو محيط اجتماعي يضمك أو تعمل فيه ، أو تتتمي إليه على وجه الخصوص ، أو تُعتبر عضواً فيه ، أو مسئولاً عنه، سواء : أسرتك ، أقاربك ، جيرانك ، أصدقاؤك، وزملاؤك في العمل. 

 وسائل بسيطة للهداية :

تكون بالكلمة الطيبة واللفظة المهذبة والبسمة الحنون والوجه الطلق البشوش والدعوة الخالصة من الأعماق ، وبكل الوسائل المتاحة.

 أهداف الهداية :

أهداف بسيطة تتمثل في إعانة الناس على التخلص الناس من  عيوبهم ومساوئهم .. وهدايتهم – كليًا – إلى دين الله سبحانه وتعالى ، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، لكي يذوقوا معنا نعمة الهداية .

 أخيرًا.. الهداية الهداية قبل الندم :

الهداية ضرورة قبل أن لا ينفع الندم : قال تعالى: "أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين".

وزيادة الهدى حاجة لازمة ومتجددة للنفس :" والذين اهتدوا زادهم  هدى وآتاهم تقواهم".( محمد: 17).

 المراجع:

(1) الإمام ابن قيم الجوزية ، تهذيب مدارج السالكين ، هذبه عبد المنعم صالح العلي العزي ، دار التوزيع والنشر الإسلامية.، ص: (24 ).

 

تعليقات القراء
Deejay
Handle it as a result, once QuotesChimp understand that policy contract is strictly a business trade. One of the ways to get this done is by ensuring that every thing is on paper. Then, whenever a real estate agent gives you a specific coverage in a specific cost, get it on paper. Should you choose a plan and also the broker consents into a binder (an understanding to give protection ahead of the proper plan is released), get it on paper. Offer that to them by correspondence, in case that the company needs some info from you and retain a duplicate for the records. Additionally, be certain to retain any messages or alternative communications you obtain in the corporation. In this means, in case there's actually a difference of opinion (and you'll find plenty of differences of opinion between insurers as well as their clients daily) you'll have the ammo you must manage to efficiently present your phase of the topic (observe Post-40).
    
Elsen
The hosntey of your posting shines through
    
Jack
Until I found this I thohugt I'd have to spend the day inside. http://krbuvqtffwk.com [url=http://godftwvoioi.com]godftwvoioi[/url] [link=http://absoda.com]absoda[/link]
    
الإسم
البريد الالكترونى
التعليق
 
     ما رأيك فى شكل الموقع ؟
  
هذا الموقع يعبر عن الآراء والأفكار الخاصة بصاحبه ولا ينحاز لأى فئة أو هيئة أو مؤسسة
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب الصحفى عبد الرحمن سعد