كتب-عبدالرحمن سعد: شاركت في الانتخابات المصرية ناخبا وإعلاميا، وقرأت معظم ما كُتب عنها، وتتبعت ردود أفعالها، على مختلف المستويات، وجذب نظري هذا القدر الهائل من الغباء الذي تدثرت به تصريحات عدد من الرسميين والإعلاميين، وسدنة الحزب الحاكم، من الرجال ذوي البشرة "الحنطية".
فقد أداروا آلة جبارة لصنع الأكاذيب، سواء على مستوى السياسيين، أو المسئولين، أو الإعلاميين، أو أشباه المثقفين، الذين أعطوا ضمائرهم إجازة، وتحدثواء عن انتخابات أخرى غير التي شاركنا فيها أو تابعناها نحن المصريين.
فرئيس الوزراء يزعم من ليبيا أن انتخابات مجلس الشعب 2010 أفضل من الانتخابات السابقة. ويقول :"أتحدى أن يكون هناك أي تدخل سواء من جانب الشرطة أو جهة أخرى"!
ولن آتي بتصريحات صفوت الشريف.. ولا مفيد شهاب..ولا علي الدين هلال..وكلها تصريحات توجب تقديمهم لمحاكمات جنائية عن الأكاذيب التي لاكوها، وأردوا بها التلبيس على الرأي العام، وكان الأولى بهم أن يصمتوا بدلا من شهادة الزور، لا بل صنع الزور نفسه.
وكما قال أحد المستشارين إن ما حدث في هذه الانتخابات أغبى تزوير في العالم "لأنه ليس في حاجة لأدلة ثبوتية عليه" .. وكيف يحتاج المرء إلى أدلة في هذا الصدد، ورئيس اللجنة العليا للانتخابات يقول إن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 35% ممن لهم حق التصويت بين المصريين، وذلك في الجولة الأولى، وإن النسبة بلغت 27% في الجولة الثانية ( الإعادة).
لكن ماذ تقول، وأعضاء الحزب الوطني قد انقلبوا، بعضهم على بعض، واتهموا زملاءهم بتزوير النتائج.. والعجيب أن قلة منهم هي التي تحلت بالشرف، وتقدمت باستقالتها بينما ظل الباقي في عضويته بالحزب.. برغم التزوير المعترف به من قبلهم
أما عن الإعلام فحدث ولا حرج عن إعلاميين تحدثوا عن عرس الديمقراطية.. إلخ.
وهكذا لم يعد الأمر فقط شهادة: زور، ولا قول زور، بل صناعة زور، نهى الله عنها في كتابه العزيز بقوله :"ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون"، وهو ما يقتضي منا بذل كل قوانا لفضحه، وتعرية أصحابه، مع نشر الحقائق، والكلام بصدق.