اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما التحالف مع إسرائيل يشكل محور الأمن القومي الأمريكي. وأكد -في خطاب موجه منه إلى آلان سولو رئيس مؤتمر المؤسسات اليهودية الكبرى- أن أيا ما كان يهدد أمن إسرائيل، فهو يهدد الولايات المتحدة بدوره.
وجاء خطاب أوباما ردا على الأصوات اليهودية التي هاجمت سياسة واشنطن تجاه إسرائيل مؤخرا, حيث يقول أوباما في خطابه: "بما أننا على علاقة وطيدة منذ زمن، أنا متأكد من أنه يمكن بسهولة التفريق بين الضجة المزعجة التي أثيرت مؤخرا حول آرائي، وبين سياسة إدارتي الفعلية والحقيقية تجاه الشرق الأوسط".
وحول علاقة بلاده بإسرائيل، أعلن أوباما أنه يتمنى ألا تتضرر العلاقات بين الإدارة الأمريكية وحكومة نيتانياهو الإسرائيلية بسبب الخلاف الذي نشأ بينهما منذ فترة قليلة، وقال: "دعوني أعلن هذا، وأكون واضحا، إننا نحتفظ بعلاقة خاصة بيننا وبين حليفنا الإسرائيلي، ولن تتغير هذه العلاقة أبدا".
وصرح الرئيس الأمريكي بأن "الولايات المتحدة وإسرائيل بينهما روابط وثيقة ومصالح متداخلة، وقيم مشتركة، مما يعني أن أيا ما كان يهدد أمن إسرائيل، فهو يهدد الولايات المتحدة بدوره، ويهدد مجهوداتنا في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، فنحن ببساطة نعتبر أن تحالفنا مع إسرائيل يشكل محور الأمن القومي الأمريكي".
واختتم أوباما خطابه مؤكدا أن كل الأطراف المعنية في خطوات تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، أو بين إسرائيل وجيرانها يجب أن يدركوا أن التزام أمريكا بأمن إسرائيل ثابت، ولن يتزعزع، ولن يستطيع أيا ما كان أن يفرق بيننا. أما في حالة الخلافات – إذا حدثت- فسنحلها فورا، بصفتنا حليفتين في كل شيء".
وأكد أوباما في خطابه أن الرؤساء الأمريكيين – على مدار أكثر من 60 عاما – كانوا يدركون أن محاولة إرساء السلام بين العرب والإسرائيليين يحقق دائما أكبر المصالح الأمنية والقومية للولايات المتحدة.
وأضاف أوباما أنه يحاول جاهدا أن يعمل من أجل تحقيق هذا السلام، ويضعه دائما على قائمة أولوياته منذ اليوم الأول الذي وطأت قدماه داخل البيت الأبيض.
وتابع الرئيس الأمريكي يقول: "أنا ملتزم تماما بالدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في تحقيق هذا السلام، لكنني في الوقت نفسه أدرك تماما أنه في سبيل التوصل لأي اتفاق لا يمكننا أن نفرض السلام من الخارج، ينبغي أن نصل لمثل هذا الاتفاق عن طريق المفاوضات مع الرؤساء مباشرة، وهم أيضا يجب أن يكونوا مستعدين لاتخاذ قرارات صعبة وبذل التنازلات أحيانا".
وأوضح أوباما أن بلاده قررت أن تساعد كل الأطراف، لأن الوضع الحالي في الشرق الأوسط ليس في مصلحة إسرائيل أو الفلسطينيين أو حتى الولايات المتحدة.
جريدة الشروق، الخميس: 22 ابريل 2010