عبد الرحمن سعد-القاهرة: تصاعدت المطالبات الداعية في مصر إلى قطع العلاقات مع إسرائيل إذْ تقدم مركز حقوقي بدعوى قضائية بهذا الصدد، ورفعت المطلب ذاته 113 حركة وقوة سياسية، وبدأ شباب مصريون يحشدون لجمعةٍ مليونية لتحقيقه.
وفي دعوى لقطع العلاقات أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، استند مدير المركز العربي للنزاهة والشفافية المحامي شحاتة محمد شحاتة إلى خرق إسرائيل الدائم لمعاهدة السلام، مختصما رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وأوضح أن إسرائيل دأبت على قتل الجنود المصريين على الحدود الدولية تحت مزاعم منها الخطأ، وهو ما تهاون معه النظام السابق، حتى بلغ العدد 22 قتيلاً و21 مصاباً مصرياً، علاوة على تجسسها المستمر، حتى وصل عدد الجواسيس الذين كشفوا منذ عام 93 إلى 73، بينما ضبطت 25 شبكة تجسس خلال عقد فقط.
وقال للجزيرة نت "إسرائيل فقدت بارتكابها هذه الجرائم صفة الدولة الطبيعية كي تستمر معها العلاقات" واستغرب: كيف تقطع مصر علاقتها بإيران دون سبب في وقت يُعد فيه قطع العلاقات بإسرائيل مطلبا شعبيا!
وأضاف "السيادة الآن للشعب في ظل عدم وجود مجلس تشريعي، وقد تجلت في مظاهرات الشعب المطالبة بهذا المطلب، وعلى المجلس العسكري احترامها".
تعبير قانوني
الناشط الحقوقي وعضو لجنة الحريات بنقابة المحامين أسعد هيكل اعتبر أن الدعوى تعبير قانوني عن الإرادة الشعبية، لكنه استدرك بالقول إن المستقر عليه قانونا أن مجلس الدولة لا يقبل الفصل بالأمور السيادية عملا بمبدأ الفصل بين السلطات.
ودعا إلى توسيع سلطات المجلس ليصبغ سلطاته القضائية على قرارات السلطات التنفيذية المتعلقة بأعمال السيادة باعتباره حصنا قضائيا يلجأ إليها الشعب في ظل غياب السلطة الشرعية المنتخبة التي تراقب أعمال الحكومة.
وقال للجزيرة نت "كنا نطمح في أن يتولى زمام الأمور في البلاد حكومة ثورية تعبر عن مطالب الثورة، لكن الأمل معقود على الحكومة التي ستأتي بها الانتخابات من أجل تصحيح هذا الوضع".
مليونية واعتصام
وبدأ شباب الثورة توجيه الدعوة لمليونية تلتئم الجمعة للمطالبة بقطع العلاقات، وطرد سفير إسرائيل، وإسقاط اتفاقية كامب ديفد.
وقال عضو اتحاد الشباب الاشتراكي (أحد ائتلافات الثورة) كريم عبد الراضي للجزيرة نت "المظاهرات التي خرجت في كل المحافظات تقدم أبلغ رسالة على رغبة الشعب في قطع العلاقات مع هذا الكيان القائم على دماء العرب".
كما طالبت 113 حركة وحزبا مصريا في بيان بقطع العلاقات السياسية والاقتصادية، خاصة اتفاقيتي تصدير الغاز، والكويز، مع طرد السفير الإسرائيلي، وسحب السفير المصري من إسرائيل.
ودعت حركة العدل والمساواة المصرية المشاركين بالاعتصام أمام السفارة الإسرائيلية -المستمر حاليا والذي شهد إنزال العلم الإسرائيلي- إلى استمرار اعتصامهم حتى تحقيق مطالبهم بقطع العلاقات، وغلق السفارة وطرد السفير.
على فيسبوك
الدعوات المطالبة بقطع العلاقات اشتعلت أيضا على على فيسبوك، عبر مجموعات حملت عناوين مثل "سأصوت لمرشح الرئاسة الذي يعد بالعمل على قطع العلاقات مع إسرائيل" و"حملة قطع كافة العلاقات السياسية والاقتصادية مع إسرائيل".
وكان تراجع حكومة عصام شرف عن سحب سفيرها لدى تل أبيب أثار شعورا بخيبة الأمل بين المصريين.
وقال حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين إن رد فعل الحكومة لا يتناسب مع بشاعة العدوان الذي أسفر عن مصرع وإصابة سبعة جنود وضباط مصريين الجمعة الماضية، بعد اختراق إسرائيلي للحدود المصرية.
المصدر: الجزيرة
التاريخ: الأربعاء 26/9/1432 هـ - الموافق 24/8/2011 م
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/739401D2-E98E-42A1-B019-7C996465D82B.htm?GoogleStatID=21