1026234   عدد الزوار
Loading...
me@arsaad.com
 |   |   |   |   |   | 
 
  ***  اغتيـال بحيرة: دماء علـى ميـاه "المـنزلة"..التحقيق الفائز بجائزة التفوق الصحفي ج:1   ***  مغامـرة صحفيــة في أنفاق غزة   ***  الحُلم الإسلامي في "إيمانيات الدولة من وحي الثورة"   ***  حاجتنا إلى آداب سورة "الآداب"   ***  جريمة خلف المحكمة الدستورية‏   ***  عندما تذوب المسئولية
 
تحقيقات
النت الآمن .. من المواقع الإباحية
24/04/2010


تحقيق:عبد الرحمن سعد

النت الآمن أو العائلي‏..‏ خدمة جديدة بدأت بعض الشركات المصرية في توفيرها للمواطنين منذ شهور‏,‏ بهدف تزويد الأسرة بإنترنت يحمي أفرادها من أن يقعوا فريسة للمواقع الإباحية التي ثبت تأثيرها البالغ علي المجتمع‏,‏ لكن أهمية هذه الخدمة زادت بعد الحكم الذي صدر مؤخرا بإدانة مواطن وزوجته بتهمة إنشاء موقع إباحي للترويج لتبادل الزوجات‏,‏ علي شاكلة موقع إسرائيلي.

خدمة الانترنت الآمن في مصر مجانية‏,‏ واختيارية‏,‏ ولا تكلف صاحبها شيئا‏,‏ لكنها تجعله في مأمن أمام شاشة الكمبيوتر‏,‏ وبينما يرحب الآباء‏,‏ أرباب العمل‏,‏ والمستشارون النفسيون والاجتماعيون بالفكرة‏,‏ نظرا لحمايتها أفراد الأسرة من الانحرافات‏,‏ والاستثمارات والشركات من تبديد ساعات العمل‏,‏ يطالب الخبراء الحكومة بتعميم هذا النت الآمن عبر مشروع كمبيوتر لكل بيت الذي تتبناه‏,‏ بحيث لا تكتفي بتزويد المواطنين بالأجهزة‏,‏ بل تقدم الخدمة الجديدة إليهم‏,‏ حماية للأمن الاجتماعي‏,‏ والاستثمار الاقتصادي‏.‏

السجن سبع سنوات‏..‏ لزعيم شبكة تبادل الزوجات‏..‏ هذا كان عنوان الخبر الذي تصدر الصحف المصرية‏(‏ الأحد الماضي‏),‏ إذ أدانت محكمة جنح العجوزة مواطنا بإدارة موقع عبر النت لتبادل الزوجات‏,‏ وقضت بحبسه سبع سنوات مع الشغل والنفاذ‏,‏ وحبس زوجته بثلاث سنوات مع المراقبة‏.‏ تعود وقائع القضية إلي قيام المتهم بإنشاء موقع علي شبكة الإنترنت يتضمن عرض نفسه وزوجته لممارسة الجنس الجماعي تحت مسمي تبادل الزوجات وبث إعلانات مواقع المحادثات‏(‏ الشات‏).‏ قال المتهم في التحقيقات إنه متزوج منذ‏14‏ عاما من زوجته المدرسة‏(37‏ سنة‏),‏ ولديهما ولد وبنت‏,‏ وإن الفكرة اختمرت في ذهنهما منذ عام‏(‏ من خلال شبكة الانترنت‏,‏ عندما طالعا موقعا إسرائيليا شبيها يروج لتبادل الزوجات‏)!‏

وجهت النيابة للمتهم وزوجته تهم‏:‏ نشر إعلانات خادشة للحياء‏(‏ عبر النت‏)‏ والتحريض علي الفسق والفجور‏,‏ والدعوة للممارسة الجنس الجماعي‏,‏ والدعارة‏,‏ واعتياد ممارستها‏,‏ وتقرر حسبهما وإحالتهما لمحاكمة عاجلة‏,‏ وأصدرت الحكم المتقدم‏,‏ كانت تلك إحدي أشهر القضايا التي تم استخدام الانترنت فيها مؤخرا كوسيط في نشر الفكرة الآثمة بتبادل الزوجات‏,‏ من خلال المحادثات‏(‏ الشات‏),‏ وتبادل الصور المخلة‏,‏ والتصوير عبر الكاميرا‏.‏

القضية تمثل مشهدا صارخا من مشاهد المجتمع المصري إذ يئن حاليا تحت اخطار داهمة‏,‏ من جراء السماح بمواقع علي شاكلة موقع تبادل الزوجات‏,‏ تغتصب العقول‏,‏ وتقتل الأرواح‏,‏ وتنشر الرذيلة‏,‏ علما بأن توابع هذه المواقع تهز أركان البيوت‏,‏ والأسر المصرية‏.‏

بكارة‏..‏ وشهوة‏!
لا يمر شهر دون أن ترد حالة أوحالتان إلي عيادتي لبنات يأتين للتأكد من أن غشاء بكارتهن مازال موجودا‏!‏

الكلام السابق للدكتورة سعدية حنفي مختصة أمراض النساء والتوليد بكلية الطب بجامعة القاهرة مشيرة إلي ما هو أسوأ‏:‏ نساء يشكين من شهوتهن العالية‏,‏ وأن العلاقة الزوجية لا تكفي لإشباعهن‏!‏

العلة في ذلك ـ بحسب الدكتورة سعدية ـ أن هؤلاء النسوة‏,‏ وهن سيدات محترمات‏,‏ يتعرضن لدرجة استثارة عالية‏!‏

موجودون بيننا‏!
علاوة علي من يترددن علي العيادات‏,‏ هناك حالات أخري لدي المستشارين الاجتماعيين‏,‏ والخبراء النفسيين‏.‏

نجلاء محفوظ الكاتبة الصحفية والإخصائية الاجتماعية تبرز بعض ما لديها من هذه الحالات لـ تحقيقات الأهرام فتشير إلي طالبة جامعية عمرها‏19‏ سنة‏,‏ شكت من أنها بدأت معرفة عبر‏(‏ النت‏)‏ مع شاب منذ ثلاث سنوات‏,‏ تحولت إلي علاقة آثمة‏..‏ قالت الفتاة‏:‏ حياتي تضيع‏..‏ مش قادرة أسيبه‏..‏ بيخدرني بكلامه‏!‏

نموذج ثان لشاب دخل إلي مواقع الشواذ‏..‏ بالتدريج أصبح واحدا منهم‏,‏ وصار له أصدقاء منهم‏,‏ يلتقون ويمارسون فجورهم‏..‏ يقول‏:‏ أنا قرفان من نفسي‏..‏ حياتي ضاعت‏..‏ وخايف من الزواج‏.‏

وهذه أم اكتشفت أن ابنتها أدمنت العادة الشيطانية نتيجة لدخولها علي المواقع الإباحية ؟‏!‏

وهذا نموذج لزوجة اكتشفت أن زوجها عقد علاقات كثيرة عبر النت مع نساء‏..‏ فطلبت الطلاق‏..‏ أولادها يلومونها لكنها لا تستطيع أن تخبرهم بسبب الانفصال‏!‏

وهذا نموذج آخر لزوجة دخلت إلي عالم الانترنت‏,‏ حبا للاستطلاع‏..‏ التقط خيطها شاب ماجن‏..‏ أقام معها علاقة‏..‏ تبادلت معه الصور‏..‏ تطورت العلاقة‏...‏ بدأ في ابتزازها‏!‏

وهذا زوج أدمن دخول تلك المواقع‏..‏ فلم يعد مهتما بزوجته‏,‏ وفقد القدرة علي الوفاء بعلاقتهما الخاصة‏,‏ لأنه يستنزف نفسه‏,‏ ووقته في غزواته النتية وبينما تتألم الزوجة في صمت‏!‏ جهازي فيه فيروس‏!‏

تكفي الحالات السابقة‏,‏ لكن أماني عرفات مدربة تكنولوجيا المعلومات تفجعنا بما هو أسوأ‏:‏

لتسع سنوات ظلت أماني تتسلم أجهزة كمبيوتر الآخرين لإصلاحها من بينهم كان استاذا في الجامعة جاء لإصلاح جهازه‏..‏ كان مليئا بالدخول إلي هذه المواقع‏,‏ مما تسبب في إصابته بفيروس اخترقه‏.‏

سيدة أخري‏(‏ محافظة‏)‏ أتت بجهازها‏..‏ الخلل نفسه‏..‏ لماذا تدخلين إلي هذه المواقع التي دمرت جهازك؟ أجابت ـ كما تقول أماني ـ بأنها لا تحصل علي كفايتها من العلاقة الزوجية‏,‏ ومن ثم بدأت تدخل إليها المشكلة الآن في الاستثارة‏..‏ ثم الإدمان‏!‏

سيدة ثانية أتت بجهازها‏,‏ وكالعادة وجدت أماني كمية هائلة من المواقع الإباحية والجنسية علي الجهاز‏,‏ تسببت في دخول الفيروسات‏..‏ حددت أماني للسيدة ساعات الدخول علي تلك المواقع‏..‏ فإذا بها من الثامنة إلي التاسعة يوميا‏..‏ إنه موعد تغيبها عن المنزل لحضور درس في المسجد كان ابنها‏(‏ الطالب بالصف الثاني الثانـــوي‏)‏ هو من يدخـــل إلي المواقــــع والمشـــكلة ـ أيضـــا ـ أن له أخـــوات‏!‏

دخول المواقع الإباحية يتحول إلي إدمان كالمخدرات‏,‏ ولا بديل عن النت العائلي كضرورة للعلاج من فوق‏.‏

مدارس‏..‏ وبيوت‏!
في المقابل‏,‏ ترحب رضوي محمد هاني‏(‏ مدرسة لغة انجليزية‏)‏ بلجوء الجامعات إلي الانترنت الآمن لكنها تحذر من أن بعض المدارس لا تلجأ إليه‏,‏ وأن أبناءنا صاروا علي إطلاع بما يدور في عالم النت منذ سن صغيرة يقولون لبعض‏..‏ فالصاحب ساحب وتكون البداية بالبحث عن ألعاب معينة‏,‏ لتأتي النهاية بالتوقف الذاهل أمام ما يظهر علي الشاشة‏!‏

هذا ما حدث بالفعل مع الدكتورة داليا أمين‏(‏ طبيبة أطفال‏),‏ فعندما كانت طفلتها هند‏(‏ ثماني سنوات‏)‏ تبحث عن موقعها المفضل‏(‏ باربي‏)‏ إذا بهذه الصور والإعلانات تظهر‏..‏ الأم أسرعت بإغلاق الصفحات‏,‏ وتدارست الأمر مع أبيها‏,‏ وكان لابد من استعانتهم بـ الانترنت الآمن

أين دعم الدولة ؟
الخطر وصل أيضا إلي موظفي الشركات‏..‏ إذ يشغل بعضهم وقته بالدخول إلي هذه المواقع‏..‏ حتي إنه كثيرا ما شكا إلي المهندس محمد نشأت‏(‏ الخبير في مجال البرمجيات وصاحب شركة متخصصة في تقنية المعلومات‏)‏ أصدقاؤه من أصحاب الشركات المختلفة‏..‏ من الموظفين المدمغين‏!‏

القصة مع أي موظف تبدأ هكذا ـ يوضح نشأت‏:‏ ـ محادثة‏(‏ شات‏),‏ عبر جهاز الكمبيوتر‏,‏ الذي وفرته الشركة له‏,‏ ويلي ذلك تبادل الصور الشخصية مع إحداهن‏,‏ بالاستعانة بالكاميرا‏.‏ ثم دخول مواقع منحرفة‏,‏ ثم إدمان هذه المواقع‏,‏ وهكذا تري الموظف دماغه تايهة‏,‏ فاقد القدرة علي التركيز‏,‏ ضعيف الإنجاز‏,‏ ويصبح أهم شئ لديه تلك الساعة التي يقضيها أمام هذه المواقع‏,‏ وهكذا فالحرام له بداية‏,‏ وليست له نهاية‏,‏ ومن هنا تصبح الاستعانة بالنت الآمن ضرورة بالضبط دخول هؤلاء الموظفين إلي المواقع المختلفة‏.‏

والأمر هكذا يطالب خبير البرمجيات بأن تدعم الحكومة مشروع كمبيوتر لكل بيت الذي تتبناه بالاتفاق مع شركات‏(‏ دي ـ إس ـ إل‏)‏ لتزويد الأجهزة بخدمة الإنترنت الآمن‏..‏ متسائلا‏:‏ كيف تدعم الدولة الأسرة المصرية بتوفير هذه الأجهزة‏,‏ وهي تدري‏,‏ ثم تدعم في الوقت نفسه دخول هذه المواقع الإباحية وهي لا تدري ؟‏!‏

أمر آخر يشير إليه هو أنه بتوفير الدولة للنت الآمن سوف تجنب المواطنين مظاهر التحرش الجماعي التي تزايدت بإطراد‏,‏ ضاربا مثلا بحادثة اغتصاب عشرة شباب لربة منزل‏,‏ والحكم بإنزال الإعدام بالمغتصبين جميعا‏,‏ مشيرا إلي أن الدولة بهذا الشكل تلجأ للردع دون الوقاية‏!‏

من هنا يؤكد المهندس محمد فخر مدير التوزيع في الشركة المصرية للشبكات إيجي‏.‏نت أن شركته تقوم بالتعاون مع الشركات الكبري لتوفير الخدمة‏,‏ بعد تزايد الإقبال‏,‏ والطلب عليها‏,‏ مشيرا إلي أن الانترنت الآمن يحد من فرصة الفيروسات في اقتحام أجهزة الكمبيوتر‏,‏ ويمنع ظهور الإعلانات والمواقع غير المرغوب فيها‏,‏ كما يقلل من برامج التجسس‏.‏

عائلي‏..‏ وآمن
‏*‏ أخيرا‏:‏ ماهو الانترنت الآمن أساسا؟
المهندس تامر جاد الله المدير التنفيذي للشركة المصرية لنقل البيانات‏(‏ تي‏.‏ إي‏.‏ داتا‏:TEData,‏ المملوكة للشركة المصرية للاتصالات‏,‏ يجيب عن السؤال بقوله إن الفاميلي إنترنت خدمة تسمح للآباء والأمهات بالتحكم في استخدام أطفالهم وأبنائهم للانترنت‏,‏ لأنه يقدم لهم الأداة لحماية الأسرة من المحتويات الخطيرة‏.‏ ويبين أنه لاتوجد أجهزة للتركيب‏,‏ وأن النظام يعمل تلقائيا‏,‏ فضلا عن أنه بالمجان‏.‏

خوف من المحتوي
بداية التفكير في تقديم هذه الخدمة المجانية للجمهور يوضحها المهندس شريف الصناديلي‏(‏ مدير تسويق قطاع الشركات بالشركة‏)‏ مشيرا إلي أنها تعود إلي أن بحوث الشركة توصلت إلي أن هناك طبقة مثقفة في مصر ترفض التعامل مع الانترنت‏,‏ خوفا من تداعياته السلبية علي الأسرة‏..‏ إنه خوف من المحتوي‏,‏ لذا جاءت فكرة الانترنت الآمن‏,‏ أو العائلي‏,‏ وقد بدأ تقديمه منذ يوليو الماضي‏.‏

رابط التحقيق فى موقع جريدة الأهرام : http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=in...tm&DID=9911

 

تعليقات القراء
Xavier
Heck yeah this is exltacy what I needed.
    
Marilee
I'm quite pleased with the intaomrfion in this one. TY! http://qrocff.com [url=http://wtpfszvf.com]wtpfszvf[/url] [link=http://yciagwk.com]yciagwk[/link]
    
الإسم
البريد الالكترونى
التعليق
 
     ما رأيك فى شكل الموقع ؟
  
هذا الموقع يعبر عن الآراء والأفكار الخاصة بصاحبه ولا ينحاز لأى فئة أو هيئة أو مؤسسة
جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب الصحفى عبد الرحمن سعد