بقلم- عبدالرحمن سعد: "تأكد من أن المساعدة التي تحصل عليها هي المساعدة التي تحتاجها بالفعل"..قاعدة إدارية صالحة للتطبيق في نقابة الصحفيين، وهي تتجهز لعرسها الديمقراطي، في الجولة الثانية للتجديد النصفي واختيار نقيب، يوم 15مارس الجاري، بعد أن تراكمت أمامها المشكلات التي تحتاج إلى حُسن ترتيب الأولويات، وسرعة تقديم الحلول.
يجب أن نقر ،، ابتداء ،، بأن أقدار الرجال لا تُقاس بالانتخابات. وكم رأينا من نماذج سيئة تصدت للعمل النقابي دون كفاءة أو أهلية، فقدمت صورة شائهة، ونموذجا مضللاً؛ للوسط الصحفي، وعلى العكس: رأينا زملاء لم يصبحوا أعضاء بالمجلس، ولم يشغل أحدهم منصب النقيب، لكنهم حفروا أسماءهم في قلوبنا؛ بتضحياتهم، وإخلاصهم.
إن أسوأ ما يقدمه بعض المرشحين، سواء على منصب النقيب، أو لعضوية المجلس، هو الإغراق في الوعود الخلابة، والعهود الزائفة، أو الحديث الدائم عن أخطار ماحقة، وتهديدات محدقة، ناشرا حالة من التشاؤم والسوداوية، دون أن يقدم أي بدائل واقعية، أو حلولاً مضيئة.
وعلى مستوى الحملات الانتخابية يشيع لون من الدعاية السوداء بحق مرشحين أكفاء، ودعاية بيضاء بحق مرشحين غير أمناء. ولأن "المرء أسير المعروف" يقف البعض إلى جانب مرشحين؛ رداً لجميل شخصي، أو تطلعا إلى مصلحة مباشرة، دون مراعاة لمعايير الكفاءة والأمانة والإخلاص؛ عند اختيار أي مرشح.
كما تشيع مقولة :"أنت مع هذا أم ذاك؟" من المرشحين على منصب النقيب، للحكم على المرشح، في إشارة بالغة السوء إلى حدة الاستقطاب السياسي، وافتقار البعض إلى الحنكة الواجبة عند تقويم أي مرشح.
وبينما يبدو أعضاء الجمعية العمومية مشغولين بحياتهم الخاصة، ورزقهم اليومي، بعيدا عن المشهد الانتخابي؛ والموقف النقابي، لدرجة أن البعض صار يتشكك في إمكان حضور نسبة الربع منهم يوم الانتخابات، باتت تتحكم في هذا المشهد "تربيطات" صحفية، أو"شلل" مصلحية. وربما أصبح الأعلى صوتا إعلاميا، هو الأوفر حظا للفوز.
أما على مستوى النقابة، فأسوأ شئ ذلك الشعور بالاغتراب نحوها، أو يشيع بين أرجائها، والشعور الجمعي بأن النقابة لم تعد تقدم شيئا مفيدا للصحفيين، وهو شعور مبرر، ومنتشر للأسف، بين الآلاف من أعضائها، ممن لم تقف النقابة إلى جوارهم في مواجهة مشكلة ما، تعرض أحدهم لها، أو تلبية حاجة افتقر أحدهم إليها.
ومن هنا يجب البدء بزيادة الارتباط بين الصحفي ونقابته، وجسر الهوة بين الطرفين، ورفع شعار "الصحفي أولاً"..لا سيما أننا رأينا نموذجا فجاً للخلل في الأولويات الصحفية تمثل في إصدار بيان يدعو أعضاء الجمعية العمومية لعدم التخلف عن حضور انتخابات النقيب والمجلس، دون أن يأتي على ذكر الاعتداء على نقيب الصحفيين، ويقفز إلى الأمام بالنسبة لإدانة ما حدث.
والأمر هكذا؛ ينبغي على المجلس والنقيب المنتخبين مراعاة الأولويات في احتياجات الجماعة الصحفية، والقضاء على فوضى الأفكار والإرادات المتنافرة، والتحرك الجماعي نحو تقديم حلول واقعية للمشكلات العاجلة التي تواجه الصحفيين، ومن أبرزها: قضية المهمشين، وأعضاء الصحف الحزبية والمستقلة المتعثرة، من أجل حل مشكلاتهم، عبر الدعوة لمؤتمرات جامعة، وتفكير جماعي للخروج بحلول.. إذ ليس أثقل على النفس من مبيت زميل صحفي على الأرض، والتحافه السماء، بينما زملاؤه ينامون هانئين على فُرُشهم، بين أهاليهم، وفي بيوتهم.
أخيرا: يأتي على رأس الأولويات أيضا تثبيت البدل المالي الشهري وزيادته، والأمر نفسه بالنسبة لقيمة المعاشات، علاوة على تطوير الخدمات التي يقدمها مشروع العلاج، والعناية بأصحاب الحالات الصحية الحرجة، وحل مشكلات الإسكان في التجمع الخامس، و6 أكتوبر، وبالوظة، وغيرها، بجانب التصدي للمتاعب المالية التي ترزح تحتها النقابة، والتغلب على التحديات التشريعية التي تواجه المجلس الجديد.
المصدر: الأهرام
التاريخ: الجمعة 26 من ربيع الثاني 1434 هــ 8 مارس 2013 السنة 137 العدد
الرابط: 46113
http://www.ahram.org.eg/News/752/59/135265/%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%AD%D8%B1%D8%A9/%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%A8%D8%A9-.aspx