وسط مطالبات باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فور وصوله إلى مصر، باعتباره "مجرم حرب"، التقى الرئيس المصري حسنى مبارك نتنياهو في منتجع شرم الشيخ المصري الإثنين 3 مايو 2010، بهدف بحث ما اعتبرته صحيفة الأهرام " آخر مستجدات، وتطورات الجهود الدولية والإقليمية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
لكن مصادر إسرائيلية قالت إن نتنياهو سيطلب من مبارك تقليص الجهود المصرية الهادفة إلى إعلان منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو سيحاول أيضا نقل رسالة إلى مبارك مفادها أن إسرائيل ليست المشكلة بل المشروع الايراني النووي هو الذي يشكل تهديدا على مصر.
وفي السياق نفسه، تقدم 25 من أعضاء مجلس الشعب من الإخوان المسلمين والمستقلين والنشطاء السياسيين وأعضاء حركة كفاية و6 أبريل ببلاغ إلى النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، حمل رقم 8053 لسنة 2010 عرائض النائب العام لسنة 2010 يطالبون فيه بالقبض على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، تمهيدا لمحاكمته كمجرم حرب وفقا لما جاء بتقرير جولدستون الذى يتضمن عددا من الجرائم التى ارتكبها نتانياهو.
وأرفق الشاكون بلاغهم بمذكرة تتضمن عددا من بنود القانون الدولى التى توجب القبض على مجرمى الحرب، وتقديمهم للمحاكمة مثلما يتم فى الدول الأوربية التى تلاحق نتانياهو قضائيا.
وضمت قائمة المبلغين كلا من النواب جمال زهران ومحمد البلتاجى وحمدين صباحى، إضافة إلى السفير إبراهيم يسرى وعبد الحليم قنديل منسق حركة كفاية وشاهندا مقلد ومحمد الأشقر وندا القصاص.
وقال قنديل إنهم يعلمون أنه لن يتم القبض على نتانياهو لكنهم أرادوا إثبات موقف سياسى أمام العالم برفض زيارة رئيس وزراء إسرائيل إلى مصر.
ورافق نتنياهو خلال الزيارة بنيامين بن اليعازر وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي، الذي كان بطلا لما تعرف بمذبحة "روح شاكيد"، وهي الفرقة العسكرية التي كان مسئولاً عنها، وقامت بقتل 250 أسيرا مصريا عزلا ودفنهم في سيناء في أعقاب عدوان يونيو 1967، كما أظهر فيلم وثائقي أثار جدلاً قبل سنوات.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن بن اليعازر معروف بعلاقاته الشخصية الجيدة مع الرئيس المصري، ومع شخصيات رفيعة المستوى بالحكومة المصرية، وكان قام بمرافقة نتنياهو خلال الزيارة التي عقدها الأخير مع مبارك في العام الماضي.
وكانت الإذاعة العبرية كشفت في فبراير الماضي عن اتصال هاتفي أجراه مبارك مع بن اليعازر هنأه فيه على ذكرى ميلاده الرابع والسبعين، إذ قال له إنه "يكن له التقدير"، وطالبه بنقل تحياته إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير "دفاعه" أيهود باراك.
وفي الوقت نفسه، اعتبرت مصادر من المعارضة المصرية أن البلاغ الذي جرى تقديمه للنائب العام المصري عبد المجيد محمود للمطالبة باعتقال نتنياهو "بمثابة رسالة سياسية الهدف منها التأكيد على أن استقبال نتنياهو في شرم الشيخ يتم ضد إرادة الشعب المصري، ومرفوض جماهيريا".
ولم يتسن للمعارضة المصرية المطالبة في بلاغها إلى النائب العام باعتقال بن اليعازر أيضا لأنها لم تكن تعلم أنه سيرافق نتنياهو في زيارته.
وكالات أنباء،مواقع نت/ الإثنين 3 مايو 2010م